توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا كهرباء لإثيوبيا.. من دون مياه لمصر

  مصر اليوم -

لا كهرباء لإثيوبيا من دون مياه لمصر

بقلم: عماد الدين حسين

فى تقدير مسئول مصرى كبير سابق أنه من دون رسالة ردع واضحة، فإن إثيوبيا ستستمر فى عنادها ومراوغتها حتى تحقق أهدافها، وأهمها تعطيش مصر، وابتزازها.
هذا المسئول قال لى هاتفيا قبل أيام، إنه يظن أن فحوى هذه الرسالة قد وصلت إلى من يهمه الأمر فى إثيوبيا.
هو يقول إن هناك قانونا كان يحكم العلاقات المصرية الإثيوبية طوال عقود، وخلاصته أنه فى حالة قيام إثيوبيا بالتأثير فى حصتنا المائية فإن مصر ستتحرك ضد إثيوبيا بكل الوسائل بما فيها العسكرية.
فى تقديره إنه لا حاجة لمصر فى ضرب سد النهضة مباشرة؛ لأنها لو فعلت، فقد يتسبب ذلك فى كارثة للسودان، وأضرار كبيرة على مصر نفسها وتشويه صورتنا إفريقيًّا ودوليًّا. وهو ما لا نقبله أو نرضاه، سواء لنا وللشقيقة السودان.
ورغم ذلك فإن هذا المسئول يقول إن إثيوبيا تدرك تماما أنها إذا لم تتوصل لاتفاق نهائى وملزم وعادل مع مصر، فإنها لن تحصل على أى عوائد من التنمية التى تتمناها. على سبيل المثال إذا كنا لن نضرب السد، فمن الممكن وبسهولة جدا ضرب أى محطة كهرباء ستقوم بإنتاج أو توزيع او نقل الكهرباء من السد لأنحاء إثيوبيا او لتصديرها للخارج.
تقول إثيوبيا ليل نهار لشعبها وللعالم إن هدفها من السد تنمية إثيوبيا وإنارة القرى والمدن الغارقة فى الظلام، ومصر تعلن دائما أنها لا تعارض ذلك، بل عرضت المساهمة فى المشروع، بكل ما تمتلكه خصوصا فى مجال الطاقة، لكن عندما تكون المعادلة هى إنارة إثيوبيا وزراعة أراضيها مقابل تعطيش مصر وابتزازها، رغم أن الأمطار المتساقطة عليها تصل إلى أكثر من ٩٥٠ مليار متر مكعب سنويا، يعنى أن مصر لن يكون لديها خيار غير تعطيل كل الأحلام الإثيوبية وإجهاضها، حتى يتم إعادة إحياء المعادلة القديمة بين البلدين، وهى إما تعاون مشترك أو خسارة مشتركة.. علينا أن نذكر الإثيوبيين بما كان يقوله رئيس الوزراء الاسبق ميليس زيناوى: «نحن فى مركب واحد، أما أن ننجو معا أو نغرق معا». ونقول لهم بوضوح: «أنتم تصرون ليس فقط على النجاة بل تحاولون السيطرة على كل المركب وتدفعونه دفعا للغرق مع سبق الإصرار والترصد».
أغلب الظن أن مقولة زيناوى كانت لتخديرنا، وأكرر هنا ما كتبه أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الحالى للجامعة العربية، ومذاكراته القيمة «شهادتى» بأن زيناوى وقع مع مصر فى القاهرة اتفاقا إطاريا عام ١٩٩٣، يقر فيه بكل الحقوق المصرية، خصوصا حصتها وعدم إقامة سدود إلا بعد موافقتها، وبعد أقل من عامين أعلن الانسحاب من الاتفاق، وعندما استغربت القاهرة موقفه، قال «لقد وقعنا الاتفاق حينما كنا ضعفاء، والآن لم نعد فى حاجة إليه»!!.
من الواضح أن هذا هو صلب الموقف الإثيوبى، سواء كان الحاكم هو هيلاسلاسى الامبراطور، أو منجستو هيلى ماريام الشيوعى، أو زيناوى، الذى قاد الانقلاب عليه أو ديسالين الذى خلفه، أو آبى أحمد الذى يزعم أنه ليبرالى ديمقراطى منفتح على الجميع!.
هم يختلفون فى أمور كثيرة، لكنهم للأسف يتفقون على شىء واحد هو الإضرار بمصر، بزعم أنها المسئولة عن فقرهم وتخلفهم.
فى ٢٠١١ و٢٠١٥ لم نكن فى أفضل أحوالنا، ونحن أقوى الآن عسكريا واقتصاديا وسياسيا، لم يكن لدينا الرافال أو الميج ٢٩ أو السوخوى ٣٥، ولا حاملتا الطائرات الميسترال، ولا الغواصات والفرقاطات الحديثة.. فى الفترة الماضية كانت أمريكا تعطينا الاسلحة وقطع الغيار بالقطارة، والآن يمكننا الحصول على مختلف وأحدث أنواع الأسلحة من كل دول العالم، خصوصًا روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين، بجانب الولايات المتحدة.
يعود المسئول ليقول لى: مهم جدا أن تكون رسالتنا قوية ورادعة، لكن من المهم أيضا أن نشهد العالم كله أننا كنا أنصار سلام، وأننا بذلنا كل الجهد للوصول إلى تسويات واتفاقيات عادلة، لكن الطرف الآخر كان شديد التعنت والتصلب والمراوغة.
يضيف المسئول السابق: «الخيار العسكرى ستكون له أضرار كثيرة، وقد يؤدى إلى مشاكل كثيرة لمصر إفريقيًّا وعالميًّا، وبالتالى فلن نلجأ له إلا فى اللحظة الأخيرة، حينما يشهد العالم كله أننا فعلنا كل ما فى وسعنا لتجب هذا الخيار.. وأننا فعلنا ذلك من أجل حفظ حقنا فى الحياة».
يختم المسئول كلامه قائلا: «أطمئن المصريين أن حقوقنا لن تضيع، والقيادة السياسية واعية لما تفعله.. المهم أن يتكتل المصريون جميعا حتى نمر من أصعب الأزمات التى مررنا بها ربما منذ عقود طويلة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا كهرباء لإثيوبيا من دون مياه لمصر لا كهرباء لإثيوبيا من دون مياه لمصر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon