توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأطباء والتدريب ورخصة ممارسة المهنة

  مصر اليوم -

الأطباء والتدريب ورخصة ممارسة المهنة

بقلم: عماد الدين حسين

أحد المتابعين لهذا المقال، وهو شخصية عامة، اتصل بى تعليقا على ما كتبته عن الأطباء وأعدادهم وكيفية حل المعضلات التى تواجه المنظومة الطبية، تمهيدا للسير على طريق الإصلاح.

الرجل مُطلع جيد على ما يحدث فى العالم، خصوصا فى البلدان المتقدمة.

على سبيل المثال ــ وكما قال لى ــ فإن هناك دولا مثل الولايات المتحدة تشترط على كل من يريد ممارسة الطب والمحاماة أن يحصل على بكالوريوس إضافى، وبالتالى فإن الدارس لهذين العلمين يجد نفسه مضطرا للبقاء فى الدراسة أكثر من ١٢ أو ١٥ عاما أحيانا.

الطالب قد يتكلف مليون دولار فى دراسته، وربما هذا ما يفسر لنا سر ترحيب ألمانيا مثلا بكل الأطباء السوريين، ومنحهم الإقامة الفورية والتسهيلات الكثيرة. هؤلاء هدية مجانية لا تقدر بثمن.

ألمانيا التى تعانى من نقص المواليد صارت ماهرة، ليس فقط فى منح الجنسية للأطباء السوريين، بل فى استقطاب أمهر الأطباء من كل بلدان العالم، خصوصا من الهند ومصر، وهى تفعل ذلك فى مجالات كثيرة ومنها التكنولوجيا. الأطباء العرب فى ألمانيا صار لهم دور مهم فى علاج المرضى العرب الذين يذهبون إلى المستشفيات الألمانية.

نقطة أخرى مهمة وهى أن ٩٠٪ من أولاد الأطباء الكبار فى مصر كانوا يلتحقون بكليات الطب كى يعملوا مع آبائهم، ويكملوا مسيرتهم ويرثوا عياداتهم، الآن تغير ذلك إلى حد كبير، ولا يزيد عدد أولاد كبار الأطباء الملتحقين بالطب عن ١٠٪، لأن العائد منها لم يعد مجزيا.

هذه الطبقة بدأت تهجر مهنة الطب وتبحث عن مهنة أخرى مثل إدارة الأعمال أو الهندسة، أو مهن أخرى تدر الأرباح العالية والسريعة، دون انتظار سنوات طويلة فى دراسة الطب والزمالة والدكتوراة، وبعدها قد لا يوفق أو ينجح فى مجال عمله بصورة لافتة.

هذا الخبير يقول إن الدولة المصرية تنفق كثيرا على دارسى الطب، وبالتالى عليها أن تدرك أن هذا الخريج ينبغى الحفاظ عليه بكل الطرق، حتى لا نجد أنفسنا مضطرين لاستيراد أطباء من الخارج، مثلما نفعل مع مدربى كرة القدم وندفع لهم مئات الآلاف من الدولارات.

الحفاظ على الأطباء، ينبغى أن يكون فى إطار نظرة شاملة للحفاظ على كل الثروة البشرية، خصوصا فى التخصصات النادرة.

فى بعض المستشفيات الشهيرة والمعروفة جدا فى الغرب هناك مدة صلاحية لشهادة ممارسة الطب مثلا بثلاث سنوات، وبعدها تصبح لاغية، ما لم يقم صاحبها بتقديم دراسات وأبحاث ويتم اختباره، حتى يتأكد المجتمع أنه على دراية جيدة بآخر ما وصل إليه علمه من تطورات جديدة، فى حين أن لدينا مشكلة نحن فى مصر، وبعض دول المنطقة العربية، تتمثل فى أن المعرفة والخبرة الموجودة لدى بعض الأطباء ربما هى نفسها حينما تخرج من كليته منذ عشرات السنين.

الفكرة الجوهرية التى يطرحها هذا الخبير هى ضرورة الاطلاع بصفة مستمرة على ما يفعله العالم فى هذا الصدد، ليس فقط العالم المتقدم، بل دول أخرى موجودة فى المنطقة.

الشهادة هناك ليست لمرة واحدة فرخصة ممارسة ومزاولة المهنة يتم تجديدها كل فترة، حتى يتم ضمان تحصيل آخر ما توصل إليه العلم فى مجاله، ويتم اختباره بصورة جادة وليس فقط مجرد تقديم أوراق روتينية، نعلم أنها قد لا تكون صحيحة فى أوقات كثيرة.

انتهى كلام هذا الخبير، وأوافقه على الأفكار العامة تماما، ومرة أخرى لابد أن تكون لدينا بيانات ومعلومات كاملة عن كل ما يتعلق بالمنظومة الطبية، حتى يسهل علينا علاج المشكلة بصورة سليمة ومن جذورها.

الخطوة الأولى والرئيسية هى أن يتم إغراء الطلاب بدراسة الطب وتأهيلهم بصورة أساسية، مع منح الخريجين وطلاب الامتياز مرتبات معقولة وضمان التدريب والتأهيل والدراسة المستمرة بعد التخرج، وبالطبع لن يتم ذلك إلا فى إطار إصلاح منظومة التعليم من أول الحضانة ورياض الأطفال، نهاية بالدراسات العليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطباء والتدريب ورخصة ممارسة المهنة الأطباء والتدريب ورخصة ممارسة المهنة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon