توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهامة المصريين في البطولة الإفريقية

  مصر اليوم -

شهامة المصريين في البطولة الإفريقية

بقلم: عماد الدين حسين

المعدن الأصيل للمصريين اتضح أنه لا يزال بخير إلى حد كبير، رغم كل الظواهر السلبية التى تحيط بالمجتمع منذ سنوات طويلة.

بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا فى مصر، ورغم حزن المصريين لخروج منتخبهم مبكرا من دور الـ١٦، لكنها كشفت أنهم لا يزالون يتمتعون بالطيبة والشهامة والجدعنة والكرم خصوصا مع أشقائهم العرب.

نعرف جميعا أن التعصب الكروى تسبب فى خصومات وعداوات وأزمات كبيرة بين مصر وبعض الدول العربية، خصوصا فى بلدان المغرب العربى.

ونتذكر جميعا كيف أن هذا التعصب تسبب فى أزمة كبيرة بين مصر والجزائر فى نوفمبر ٢٠٠٩ عقب المباراة الشهيرة بينهما فى مدينة أم درمان السودانية، هذه الأزمة تركت ندوبا كبيرة، وآثارا ضارة، خصوصا أنها كانت بين الشعبين وليس بين الحكومتين، وقتها لعب الإعلام الرياضى دورا شديد السلبية فى تأجيج المشاعر الشعبية.

ونتذكر أيضا عشرات المناوشات والتحرشات الإعلامية بين مصر وكل من تونس والمغرب للدرجة التى جعلت أى لقاء بين فريق مصر وفريق آخر من بلدان المغرب العربى يبدو وكأنه معركة حربية، تسيل فيها الدماء أحيانا.

المقدمة السابقة كانت مهمة جدا لتوضيح أهمية ما حدث فى الأيام الماضية، لمحو الصور السابقة بنسبة كبيرة.

ثلاثة مشاهد رئيسية كشفت عن المعدن الأصيل للمصريين البسطاء..

المشهد الأول فيديو سجله شاب مغربى لعينة عشوائية من عشرات المصريين، أخبر الشاب المصريين أنه فقد كل ما يملك خلال حضوره مباريات منتخبه الوطنى، ويعرض عليهم أن يساعدوه بأى صورة من الصور، رد فعل المصريين كان تقريبا نسخة واحدة، جميعهم عرضوا عليه المساعدة بكل أشكالها من أول المساعدة فى توصيله إلى سفارة بلاده أو الاتصال بأى شخص يعرفه مرورا بعرض المساعدة المالية وتناول الطعام، نهاية، بالإلحاح عليه للمبيت معهم فى بيوتهم، حتى تنفرج أزمته.

الشاب المغربى وضع الفيديو على صفحته ونال مشاهدات كثيرة وتعليقات إيجابية متنوعة، تمثل أفضل دليل على شهامة المصريين رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الملايين منهم.

المشهد الثانى هو تدفق الكثير من الجماهير المصرية عموما، وجماهير نادى الزمالك خصوصا لتشجيع المنتخب التونسى فى مباراته المهمة ضد منتخب مدغشقر، فرجانى ساسى نجم المنتخب التونسى، والمحترف فى صفوف نادى الزمالك، ناشد جماهير الزمالك والمصريين عموما، فى المباراة قبل الأخيرة بالحضور لتشجيع منتخب تونس، الجماهير كانت كثيرة فعلا، وكان ملحوظا كثرة المشجعين الذين ارتدوا فانلة الزمالك.

المشهد الثالث هو إقبال كثير من المصريين على تشجيع منتخب الجزائر فى مبارياته المختلفة وآخرها لقاؤه مساء الخميس مع منتخب ساحل العاج.

أعرف زملاء وأصدقاء مصريين كثيرين حجزوا تذاكر خصيصا لتشجيع منتخب الجزائر، وأعرف مشجعا مصريا منعه الأمن من دخول المدرج المخصص للجزائريين، لأنه لم يكن يرتدى فانلة المنتخب الجزائرى، وسمح لمصرى آخر بالدخول للمدرج لأنه يرتدى فانلة المنتخب الجزائرى!!.

المشجع الأول ظل يناشد الأمن الدخول، لكنه فشل، حتى تمكن أخيرا من الوصول للمدرج وتشجيع الفريق الشقيق، فى حين أن حالة أخرى لمشجع مصرى فشل فى الوصول للمدرج المخصص للأشقاء الجزائريين.

هذه المشاهد الثلاثة هى الجانب المضىء فى البطولة الإفريقية التى ستنتهى فى ١٩ يوليو الحالى، ومثلما انتقدنا كثيرا الجوانب السلبية المتمثلة فى الشحن والتعصب الممقوت، فوجب علينا أن نشيد بالمشاهد الإيجابية التى تكشف عن فشل الرهان على بث الفرقة والاختلاف بين الجماهير العربية.

طبعا الصورة، ليست شديدة الوردية، وهناك مشاهد صعبة وسيئة قليلة، لكن ما حدث فى الملاعب المصرية مع المنتخبات المغاربية الثلاثة، دليل على أن غالبية المصريين يتصرفون فى حياتهم العادية بصورة حضارية، من تلقاء أنفسهم، وأن المعدن الأصيل للمصريين لا يزال بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهامة المصريين في البطولة الإفريقية شهامة المصريين في البطولة الإفريقية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon