توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سباق الروايات بين تركيا والسعودية!

  مصر اليوم -

سباق الروايات بين تركيا والسعودية

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الخميس صعّدت تركيا لهجتها، وقالت على لسان وزير خارجيتها مولود أوغلو بأن التحقيق الدولى فى قضية مقتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، بات شرطا ضروريا. وفى صباح الخميس عقدت النيابة العامة السعودية مؤتمرا صحفيا، قدمت فيه غالبية المعلومات الاساسية، بشأن الجريمة التى وقعت داخل القنصلية السعودية فى اسطنبول.

إذا هذا التطور الأخير يعطى لنا فكرة عن سباق اللحظات الأخيرة ولعبة الشطرنج بين السعودية وتركيا.
الناطق الرسمى باسم النيابة السعودية شلعان بن راجح الشلعان، كشف عن أكبر قدر من التفاصيل الخاصة بمقتل خاشقجى.
هو أكد على صحة معظم التسريبات التركية السابقة، خصوصا وجود فرق متخصصة، وتقطيع جثة خاشقجى. 
ظنى الشخصى أن السعودية وصلت إلى قناعة نهايته بأن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صار يستهدف أساسا بكل الطرق، ربط ولى العهد السعودى محمد بن سلمان بالقضية. وضح ذلك فى مقاله الخطير فى الواشنطن بوست قبل نحو أسبوعين، واتضح أكثر فى كلام وزير خارجيته مساء الأربعاء الماضى، بأن التحقيق الدولى صار شرطا لحل القضية.
شخصيا أدنت وشجبت بكل المعانى فى هذا المكان ومنابر تليفزيونية كثيرة، جريمة قتل خاشقجى، وطالبت بمعاقبة كل المتورطين فيها والمخططين.

اليوم أركز فقط على محاولة فهم الإعلان السعودى لتفاصيل الجريمة. وظنى أنها أفضل تحرك سعودى منذ الحادث فى الثانى من أكتوبر الماضى.

بات واضحا أن أردوغان يصوب على محمد بن سلمان شخصيا، ويحاول إقناع المجتمع الدولى بأنه هو من أعطى الأوامر بقتل خاشقجى، الأمر الذى تنفيه السعودية تماما.

أردوغان قال إنه سلم كل الدول الغربية التسجيلات الكاملة للجريمة. لكن وزير الخارجية الفرنسى ايف لودريان خرج لينفى هذا الأمر، ويتهم أردوغان بأنه يمارس «لعبة سياسية» وهو مصطلح دبلوماسى مهذب للبلطجة والابتزاز السياسى.

هل نلوم أردوغان على ما يفعله، أم نلوم من أعطى له الفرصة بتنفيذ هذه الجريمة الشنيعة؟!.

أردوغان برجماتى محترف وجاءت له فرصة ذهبية لابتزاز السعودية ويحاول الانتقام من محمد بن سلمان لأنه أحد من ساهموا فى إفشال مشروعه السياسى فى المنطقة.

والسؤال الجوهرى لماذا لا يقوم أردوغان بتسليم هذه التسجيلات إلى القضاء السعودى، بدلا من تسريبها بصورة ممنهجة لوسائل الإعلام التركية والعربية.

أغلب الظن أنه يريد استمرار الضغط على الحكومة السعودية، بحيث يفصل بين الملك سلمان وولى عهده الأمير محمد، وبالتالى فالجائزة الكبرى التى يريدها أردوغان هى حدوث تغيير سياسى فى المملكة، يتوافق والهوى التركى ومصالحها فى المنطقة.

هو أيضا يراهن على المصالحة الأخيرة مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وسيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية التى جرت قبل أيام. إضافة إلى أن الحادث قد أدى إلى خسارة السعودية بصورة فادحة خصوصا فى الأيام الأولى للحادث، حينما كانت تنفى بأن خاشقجى قتل داخل قنصليتها.

التحرك السعودى يوم الخميس، أفسد إلى حد كبير اللعبة التركية، إلا إذا كان فى يد أردوغان «الكارت المدمر» وهو وجود تسجيل لا يقبل النقض والدحض بمعلومات مخالفة لما تم إعلانه من الجانب السعودى.

مرة أخرى فالسؤال الجوهرى هو، هل يملك أردوغان هذا الكارت ويدخره إلى اللحظات الأخيرة، أم أنه يحاول تعظيم مكاسبه من القضية؟!.

هذا سؤال جدلى يصعب الإجابة عنه الآن، ويتوقف على ما يملكه أردوغان من معلومات، وكيفية حصوله عليها. وهل جاءت عبر التجسس على القنصلية السعودية وكبار مسئوليها، ويتوقف أيضا على موقف الدول الكبرى من القضية.

ومن الواضح أن بعض الحكومات الأوروبية بدأت تتفهم نسبيا الموقف السعودى، أو حتى بدأت تحسب الأمر بصورة براجماتية، كما حدث من فرنسا وبلدان أخر رأت أن بيانات النيابة العامة السعودية يوم الخميس خطوة فى الاتجاه الصحيح، ورأينا أيضا زيارة وزير الخارجية البريطانى للرياض قبل أيام، إضافة بالطبع لموقف ترامب الداعم للرياض منذ بداية الأزمة.

لكن كل ذلك لا يعنى أن القضية انتهت، لأن هناك فى الجانب الآخر حسابات دولية معقدة، ورأى عام دولى ووسائل إعلام وكونجرس أمريكى،كلهم لا يقبلون أن تمر هذه الجريمة من دون عقاب لكل المتورطين فيها.

لكن المؤكد وفى كل الأحوال فإن العلاقات بين محمد بن سلمان وأردوغان ومن يتبعه قد وصلت إلى أسوأ لحظاتها، ويصعب تماما الحديث عن حل وسط، حتى لو تظاهر الاثنان بعكس ذلك، وهذا أمر يحتاج إلى مناقشة أوسع.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سباق الروايات بين تركيا والسعودية سباق الروايات بين تركيا والسعودية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon