توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حافة الهاوية الترامباوية!

  مصر اليوم -

حافة الهاوية الترامباوية

بقلم: عماد الدين حسين

إلى أين يأخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العالم؟ وهل يمكن أن يتحمل العالم سياسة التقلب وحافة الهاوية التى يمارسها ترامب بمهارة شديدة منذ دخوله البيت الأبيض وحتى الآن؟!
فى يوم واحد هو الجمعة الماضى تحدث ترامب فى العديد من القضايا العالمية، وغير سياساته أو على الأقل طورها مقارنة باليوم الذى قبله.

ذهب ترامب إلى مدينة أوساكا اليابانية لحضور قمة دول العشرين، بمواقف محددة من العديد من القضايا، وحينما غادر المدينة، كانت المواقف واللهجة قد تغيرت.

من الواضح أن ترامب يعشق هذه الطريقة التى تعتمد على حافة الهاوية. هى تنجح أحيانا، لكن أليس ممكنا أن تفلت الأمور بحيث تقود لكارثة عالمية، ووقتها لن ينفع الندم!!

أفضل مثال على دبلوماسية المفاجآت ما فعله ترامب منذ صعوده إلى الحكم مع كوريا الشمالية، العدو اللدود لبلاده منذ تقسيم الكوريتين أوائل الخمسينيات من القرن الماضى.

قبل مجىء ترامب، كان التصعيد بين البلدين وصل إلى تهديدات بمحو مدن من الوجود. ترامب نجح فى إحداث اختراق، والتقى كيم جونج أون مرتين.

ويوم السبت الماضى قال إنه سيزور كوريا الجنوبية، ويفكر فى تفقد المنطقة الحدودية الفاصلة مع كوريا الشمالية، ويتمنى أن يلتقى كيم جونج ليقول له مرحبا فقط. هو نفذ ما قاله، والتقى كيم فى قرية بانمنجوم، وسارا معا 20 خطوة، يراها البعض اختراقا، قد يقود لانفراجة أكبر، لكن البعض الاخر يراها مقامرة دبلوماسية قد تقود إلى إحباط أكبر، بل وأحيانا إلى تأجيج الصراع أكثر، لانها تعتمد على دبلوماسية الكاريزما الشخصية وليست مناقشة جوهر الصراعات والمشاكل.

ذهب ترامب إلى أوساكا وعلاقات بلاده بالصين فى أسوأ أحوالها، بعد حرب ترامب التجارية غير المسبوقة، وادراج شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى فى قائمة الكيانات الممنوعة من العمل فى الولايات المتحدة، وبالتالى عدم تزويدها بأى معدات وتكنولوجيا، الأمر الذى رآه البعض حربا حقيقية، لكن من دون إطلاق نار. ترامب أعلن قبل وصوله إلى أوساكا بساعات بأن «اقتصاد الصين ينهار» وهم يريدون اتفاق. وبعد وصوله بساعات قليلة التقى مع الرئيس الصينى شى جين بينج، وفاجأ العالم أجمع قائلا: «نعتزم السماح مجددا للشركات الأمريكية بتوريد معدات لشركة هواوى العملاقة فى مجال الاتصال، ونحن نتحدث عن تجهيزات لا تشكل خطرا كبيرا على الأمن القومى، وأن بلاده لن تفرض رسوما جمركية جديدة على الصين».

هذا القرار رحبت به الصين واعتبرته تاريخيا، وغالبية دول العالم لأنه أوقف حربا تجارية طاحنة بين أكبر اقتصادين فى العالم، مما يسمح للعالم بأن يتنفس الصعداء قليلا، ويتجنب التباطؤ الكبير فى الاقتصاد.

ذهب ترامب إلى أوساكا وغالبية خصومه يعتقدون أنه جاء للحكم بتدخل روسى مباشر فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما أشار اليه الرئيس الأسبق جيمى كارتر مؤخرا. ذهب ترامب لليابان وبلاده تفرض عقوبات متنوعة على روسيا لأسباب متنوعة، وألغت العديد من الاتفاقيات المهمة الخاصة بالصواريخ النووية والباليستية، لكنه خلال اللقاء مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أشاد به وربت على كتفه، ومازحه قائلا ردا على سؤال صحفى: «أيها الرئيس أرجوك لا تتدخل فى الانتخابات!!».

ذهب ترامب إلى أوساكا والكونجرس وأجهزة الإعلام فى بلاده تشن حملة ضارية على السعودية، على خلفية تقرير أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات القتل والإعدام خارج نطاق القانون أنيباس كالامارد، يقول إن الحكومة السعودية ومسئولين كبار فيها يتحملون مسئولية قتل الصحفى جمال خاشقجى. لكن ترامب التقى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وأشاد به كثيرا، ورفض بأكثر من صيغة فرض عقوبات، أو وقف تصدير الأسلحة للمملكة، قائلا بلغة برجماتية واضحة: «إذا أوقفت الصفقات التجارية والعسكرية مع السعودية، فسوف تذهب فورا إلى الصين وروسيا»!!

أما أوضح تجليات هذه السياسة فكانت مع إيران، التى أسقطت طائرة امريكية مسيرة قبل أسبوع فوق الخليج العربى. وتحدث الجميع عن رد أمريكى محتوم، وهدد ترامب برد قد يمحو إيران من الوجود، وفجأة تم الإعلان عن أنه أوقف الضربة قبل تنفيذها بعشر دقائق، والتبرير أن هناك مدنيين كثيرين سوف يسقطون، وبعدها مباشرة دعا قادة إيران إلى حوار مباشر وفورى، وفى اليوم التالى فرض عقوبات جديدة على إيران وقادتها ومرشدها، وهدد أى دولة تستورد منها النفط.

تلك هى ملامح سريعة من «سياسة حافة الهاوية الترامباوية». بالطبع هى تحقق نتائج جيدة حتى الآن جدا لمصلحة ترامب وأحيانا للاقتصاد الأمريكى، لكن السؤال: هل هى سياسة مضمونة النجاح فى كل مرة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حافة الهاوية الترامباوية حافة الهاوية الترامباوية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon