بقلم: عماد الدين حسين
المواطن الكويتى الذى صفع الموظف المصرى وليد صلاح فى جمعية صباح الأحمد يوم الخميس الماضى، لم يكن مجرد حالة فردية تصرفت من تلقاء نفسها، ومن وحى اللحظة. هناك محرضون كثيرون فى هذه الجريمة التى صنفتها النيابة الكويتية جنحة.
قد لا يكون هناك سبق إصرار وترصد من الجانى، ولكن الحقيقة أن هناك محرضين ومخططين ومساعدين، لولاهم ما وقعت هذه الجريمة، التى أثارت الرأى العام المصرى، ومعظم الرأى العام الكويتى، الذى تعاطف مشكورا مع المجنى عليه.
المؤكد أن الجانى وهو يصفع المواطن المصرى، كان فى ذهنه طابور طويل من المحرضين، لن أذكر أسماءهم مباشرة، لكن سوف أشير إليهم بصفاتهم، والجميع يعرفهم، لأنهم صاروا يبثون فيديوهات بعضها يحمل تحريضا واضحا على كل المصريين، خصوصا العاملين فى الكويت.
فى مقدمة هؤلاء صحفى كويتى دأب على مهاجمة مصر والمصريين «بسبب ومن دون سبب». كتب يقول: على العالم أن يدرك الحقيقة وهى أن أول دولة إفريقية ظهر فيها الفيروس هى مصر، والإجراء الوقائى السليم هو منع تدفق المصريين ووقف استيراد المنتجات المصرية ومنع الطيران منها وإليها!!.
هو تجاهل أن السبب الرئيسى لبداية ظهور كورونا بالخليج، هو عودة مواطنين خليجيين من إيران دون أن يتم إثبات أنهم زاروا إيران على جوازات سفرهم!.
وللأمانة فقد رد عليه مواطنون كويتيون قائلين: بل نستورد من مصر العلم الشرعى الأزهرى والتواضع والأخلاق الرفيعة وحب الخير ومساعدة الغير، فالمصريون تاريخ قديم يجمعنا بهم، وسيمتد إلى مئات السنين؟. وقال له مواطن كويتى: «تواصلت مع أصدقائى الكويتيين فأخبرونى أنك تعانى من مشاكل نفسية، سببها المصريين، أبشرك بعنبر ٥ بمستشفى السالمية!!».
المتهم الثانى هى نائبة كويتية معروفة، تكره مصر بصورة مرضية. ومع بداية كورونا صورت الفيروس وكأنه نشأ وتوطن واستقر فى مصر فقط.
هى وجهت انتقادات ظالمة لوزيرة الهجرة المصرية السفيرة المحترمة نبيلة مكرم على خلفية المواطنة المصرية فاطمة، التى تعرضت لاعتداء فى الكويت.
هذه النائبة قالت عن المصريين «ناس أكرمناهم أكثر مما أكرمتهم بلدهم»، ثم دخلت فى وصلة ردح قائلة «إذا كنتم نسيتم إللى جرى.. هاتوا الدفاتر تتقرا»!!.
وبطريقة عنصرية قالت فى إبريل ٢٠١٧: «ليش نحتاج سباكين وكهربائيين مصريين.. الوافدون المصريون يأكلون الأخضر واليابس، ويأكلون كالأرانب.. خليهم يدفعون هم وغيرهم طالما ينتفعون!!».
وأضافت فى مرة أخرى: «عندى عداوة مع من يستغل وطنى ويستهلك مواردى، والعمالة المصرية هامشية وشحوم زائدة تقف على جسد الدولة الكويتية وهل يعقل أن يكون عندنا ٤٠ مستشارا ساكنين فى شارع واحد فى مصر». وطالبت بترحيل ٣٠٠ مصرى يوميا، ومنع إصدار أى تأشيرات للمصريين.
وفى يوليو ٢٠١٨، طالبت بمنع دراسة الطلبة الكويتين فى مصر بدعوى أن الشهادات الجامعية مزورة!!.
وللموضوعية أيضا فهناك مواطنون كويتيون، ردوا عليها، ومنهم الإعلامية فجر السعيد التى قالت «اللهم شافى النائبة.. من عقدة مصر يا قادر يا كريم». وغرد أحمد السيد قائلا: إن هذه النائبة جاءت لاجئة لمصر فى ٧ مايو ١٩٩١، بعد الغزو العراقى للكويت وأقامت فى ١٣ ش سوريا بالمهندسين».
هناك أيضا فنانة كويتية شهيرة، طالبت بطرد كل الوافدين ومنهم بالتحديد المصريون وقالت: فى ظل عجز المستشفيات الكويتية عن استيعاب المرضى، لماذا لا يتم طرد العمالة الوافدة، أو حتى رميهم فى الصحراء.. ثم حاولت التراجع بقولها إن كلامها أسيئ فهمه!
هناك أيضا مدونة كويتية شهيرة قالت فى أحد فيديوهاتها قبل شهور قليلة: «المصريين خدم جاءوا إلى الكويت للعمل، وأنا رافضة وجودهم فى بلادى»!!. وللموضوعية أيضا فقد حققت معها النيابة الكويتية، كما انتقدها الكثير من أبناء الكويت، ومنهم المطرب نبيل شعيل. كما غرد مواطن كويتى قائلا: «يا أهل مصر الحبيبة امسحوها فى وشنا.. وكلنا عرب ومسلمين، وهذه البنت لا تمثل الشعب الكويتى نهائيا ونبرئ أنفسنا من كلامها وأنتم إخوانا وحبايبنا، وقبل كل شى، حفظ الله الأمة وأبعد عنا وعنكم الغمة»،
النماذج الأربعة السابقة مجرد عينة سافرة للهجوم على مصر.
مرة أخرى لسنا ضد حق أى مواطن عربى فى انتقاد الحكومة المصرية، ورأيى أنه من حق أى كويتى أو خليجى أن يطالب بتغليب مصلحة بلده أولا.
فقط نحن ضد هذه الحملات الممنهجة التى تصل إلى تجريح مصر والمصريين. هذا أمر نرفضه تماما ونتمنى أن تكون هناك إجراءات كويتية رادعة ضد هذه النماذج، حتى لا تتفاقم ولا تصبح وقتها حالات فردية، بل تيارا عاما.