توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب؟!

  مصر اليوم -

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب

بقلم - عماد الدين حسين

لا أعرف كيف يمكن لبعض وسائل الإعلام أن تقع فى مصيدة الترويج لتزوير الكتب بهذه البساطة؟!
فى الأيام الماضية نشرت بعض وسائل الإعلام المختلفة العديد من الموضوعات، التى تدافع عن بعض تجار الكتب سور المزورة، واعتبارهم ضحية لبلطجة الحكومة، رغم أن القصة مختلفة تماما. التفسير الوحيد لسقطة من هذا النوع من الإعلام، أنها تمت بحسن نية، وعدم الالمام الكامل بالحقيقة.
من تابع هذه التغطية سوف يكتشف أن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية دافع عن مزورى الكتب بصورة صادمة، من دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة.
المسألة ببساطة أن مصر صارت للأسف واحدة من أكثر البلدان التى تشهد تزويرا للكتب وانتهاكا للملكية الفكرية فى مجالات كثيرة، لدرجة تهدد ريادتها الثقافية فى المنطقة، وتطرح سؤالا صادما: كيف يمكن أن نكون مركزا ومقرا للثقافة العربية، فى ظل هذه النسبة المرتفعة من التزوير؟!
جرأة بعض المزورين فاقت الخيال. وناشر كبير جدا قال لى قبل ايام إن أحد المزورين، ألف كتابا ووضع عليه اسم الكاتب الصحفى البريطانى الشهير روبرت فيسك!
كتبت قبل ذلك وأكرر اليوم، إننى كنت أحد المخدوعين فى الكتب المزورة.هم يوفرون لنا كتبا رخيصة فعلا بورق ردىء، وأحيانا ناقص أو ملخبط، لكن الاخطر انهم يدمرون صناعة النشر.
هولاء المزورين لا يمثلون تجار سور الازبكية. هذا السور الذي يعمل غالبية تجاره بصورة قانونية، ويعرضون كتبا غير مزورة أو كتب مستعملة. هؤلاء لهم كل التقدير والاحترام وساهموا في تثقيف الملايين، لكن للأسف فإن هناك قلة تقوم ببيع الكتب المزورة، يحققون أرباحا طائلة، ويضربون صناعة النشر فى مقتل، وهى تعانى أصلا من مصاعب ضخمة بسبب ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة عالميا.
المزورون هددوا بعمل معرض موازٍ،وحاولوا تشويه المعرض بحجة أنه بعيد، أو أن المساحات صغيرة وإيجارها مرتفع، لكن كل ذلك انتهى، وأدرك كثيرون أن المقر الجديد للمعرض حضارى ونظيف.
بعض وسائل الإعلام اهتمت بالمزورين ليوم أو يومين، ثم انصرفوا عنهم، بعد أن اكتشفوا الحقيقة،وهى أن غالبيتهم حفنة من المزورين واللصوص والمفارقة هي انهم لصوص ومزورين ورغم ذلك يتحدثون عن المبادئ والقيم والثقافة!!.
يحسب للحكومة وأجهزتها المختلفة أنها بدأت اخيرا التحرك، لمواجهة هذه القرصنة. وكان من أفضل قراراتها منع دخول الكتب المزورة إلى معرض الكتاب، أو الاشتراط على أى دار أن تثبت أن الكتب التى تعرضها سليمة وشرعية وقانونية وليست «مضروبة»!
الصفحة الرسمية لمعرض الكتاب قالت: «الهيئة لم تتعمد منع سور الأزبكية، ولكنها نفذت قرارات اتحاد الناشرين المصريين والعرب، بعدم مشاركة أى بائع يقوم بعرض وبيع الكتب المزورة، حماية لحقوق الملكية الفكرية»طلام جيد لكن كان الافضل هم ان التحرك جاء تطبيقا للقانون والدستور، وليس ارضاء للاتحاد الناشرين.
سيقول البعض ولكن منع تجار الأزبكية سيحرم الفقراء من القراءة؟!
الإجابة أن هيئة الكتاب قالت إنها خصصت جناحا كبيرا للكتب المخفضة، أسعارها تبدأ من جنيه، إضافة إلى خصومات كبيرة غير مسبوقة بدور النشر المختلفة، على الكتب الأصلية التى يقبل عليها الجمهور. ودار الشروق أعلنت ايضا أنها ستقدم تخفيضات تصل إلى ٤٠٪ على إصداراتها. وفى كل عام هناك تخفيضات فعلية على العديد من الاصدارات.
السؤال المنطقى إذا كان القارئ الفقير، لا يستطيع أن يشترى كتابا غاليا، فهل الحل هو تزوير الكتب؟!
الإجابة هى لا، لأن التزوير لا يستفيد منه إلا التاجر المزور. القارئ الفقير قد يستفيد لمرة أو مرتين، لكن على المدى البعيد فإن التزوير سيؤدى إلى إفلاس دور النشر الأصلية، التى تدفع أموالا طائلة للمؤلف والعاملين فى مهنة النشر وتدفع الضرائب والجمارك والرسوم والخدمات المختلفة. ولذلك فالحل ليس تشجيع التزوير، ولكن البحث عن حلول عملية، فى مقدمتها أن تشجع الدولة المكتبات العامة ومكتبات المدارس على اقتناء نسخ من كل الكتب. وفى المقابل ينبغى على دور النشر أن تخصص طبعات شعبية من الكتب مرتفعة الثمن، طالما أن ذلك لن يضرها. وألا تغالى فى المكاسب، حتى تضرب المزورين من المنبع.
السؤال المهم: هل تستمر وزارة الثقافة والأجهزة المختلفة فى محاربة التزوير والقرصنة؟!
نتمنى ذلك، لأنه لا يليق بمصر استمرار هذه الظاهرة.
لكن السؤال المؤرق هو: لماذا تترك السلطات المختصة المزورين فى اكشاكهم أو فى وسط الميادين؟!
وهل نحارب الكتب المزورة فقط فى المعرض، ونتركها فى السور أو على الفرشات والاكشاك فى الشوارع والميادين؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب كيف يدافع الإعلام عن مزورى الكتب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon