توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يصوت بنعم للتعديلات!

  مصر اليوم -

ترامب يصوت بنعم للتعديلات

بقلم - عماد الدين حسين

من يراهن على الخارج لتحقيق أهداف فى الداخل فأغلب الظن أنه سوف يفشل فشلا ذريعا!.

أقول ذلك، لأن العديد من المعارضين المصريين فى الداخل والخارج، راهنوا خلال الفترات الماضية على أحلام أو أوهام بأن يتدخل الخارج لإقناع الحكومة، بتغيير سياساتها بما يتماشى مع رغبات هؤلاء المعارضين.

نعرف أن جماعة الإخوان وأنصارها ألقوا بأنفسهم وبمستقبلهم فى حجر حكومات أجنبية مختلفة سواء كانت تركيا أو قطر، أو بعض الحكومات والأجهزة الغربية. وهم لا يدركون أن السياسات الدولية متغيرة، وأنه فى لحظة واحدة، قد يتغير كل شىء، والحكومة المختلفة مع الحكومة المصرية اليوم قد تضطرها ظروفها للتصالح معها غدا.

والسؤال هل فكر هؤلاء فى هذه اللحظة. أى أن يستيقظوا غدا فيجدوا أن الحكومة الأجنبية التى تأويهم قد تصالحت مع الحكومة المصرية، لأى سبب من الأسباب، علما أن السياسة لا تعرف التحجر أو الجمود، وما نعتقد أنه مستحيل اليوم قد يصبح ممكنا وجائزا غدا!

فى المؤتمر الصحفى بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والمصرى عبدالفتاح السيسى فى البيت الأبيض مساء الثلاثاء، سأل أحد الصحفيين الأمريكيين ترامب عن رأيه فى التعديلات الدستورية التى يناقشها مجلس النواب المصرى هذه الأيام.

ربما يكون طارح السؤال قد توقع أن يقدم ترامب إجابة تتحول إلى «خبر خبطة» فى وكالات الأنباء وعناوين الصحف، هو تصور ربما أن يتحدث ترامب بطريقة تسبب إحراجا للرئيس المصرى بمعنى أنه ضد هذه التعديلات أو يجيب بصورة غامضة توحى بوجود خلافات بين الجانبين.
المفاجأة أن إجابة ترامب جاءت على غير هوى السائل تماما، وقال نصا: «لا أعلم شيئا عن هذه التعديلات، لكن الرئيس السيسى يقوم بعمل شاق وعظيم فى مصر».

بالطبع يصعب تماما تصور ألا يكون هناك علم لرئيس أقوى دولة فى العالم عما يحدث فى دولة يقوم باستقبال رئيسها. المنطقى والطبيعى أن يكون قد تلقى ملخصا بأهم القضايا داخل بلد الضيف أو بين البلدين، والمؤكد أنه يعلم جيدا ومنذ فترة بقصة التعديلات وتداعياتها.

وبالتالى فأغلب الظن أن إجابة ترامب بهذه الطريقة، لا يمكن فهمها إلا أنها تصويت من ترامب بنعم فى صالح التعديلات الدستورية!!

أعرف بعض المثقفين والسياسيين المصريين الذين يراهنون ليل نهار على أن أوروبا وأمريكا، ستقوم بالعمل نيابة عنهم مع الحكومة المصرية، وتقنعها بتنفيذ كل مطالب هؤلاء السياسيين!!.

هؤلاء يراهنون فى كل مرة على الرؤساء والمسئولين الأجانب خلال زياراتهم لمصر، أو استقبالهم لمسئولين مصريين، على أن أجندة اللقاء سوف تتضمن فقط حقوق الإنسان والحريات بالمفهوم الغربى، وأن هذا المسئول الاجنبى لا هم له إلا تحقيق أجندة المعارضة المصرية.

للأسف الشديد هذه النوعية من السياسيين المصريين لا يريدون أن يفهموا أو يصدقوا أن الغرب والشرق والشمال والجنوب لا يشغله إلا مصالحه، حتى لو تعارضت مع كل الشعارات الجميلة التى يرفعها، وأغلب الظن أنهم حينما يتحدثون عن الحريات وحقوق الإنسان فإن ذلك يكون فى إطار تحقيق مصالحهم فقط!!

أمريكا تعارض تماما حكم الرئيس مادورو فى فنزويلا، وتدعم معارضه جوايدو، بحجة أن الأول ديكتاتور، والثانى ليبرالى ديمقراطى، فى حين أنها دعمت وتدعم مئات المستبدين الذين لا يعرفون معنى كلمة ديمقراطية وليبرالية وتعددية فى معظم أنحاء العالم، وهو ما تفعله أيضا أوروبا وروسيا وغالبية بلدان العالم.

لا أعرف متى سيتوقف بعض سياسيينا ومثقفينا عن الرهان على الخارج والاستقواء به، والاعتماد على أنفسهم وعلى الشعب فقط؟!

طبعا البعض سيسأل مستنكرا: وهل أتاحت الحكومة وأجهزتها أى هامش من الحركة أو الحرية، لكى نعمل ونعارض فى الداخل؟!

السؤال منطقى، لكن الإجابة بسيطة، وهى أن هناك نماذج كثيرة تعمل فى الداخل وتعارض الحكومة، وتقول كلمتها، وأفضل مثال على ذلك بعض النواب المعارضين فى مجلس النواب. هؤلاء وقفوا وتحدثوا وعارضوا هذه التعديلات تحت القبة، أو فى المنابر التى يستطيعون الحديث فيها، أو بالطرق السلمية مع مواطنيهم فى الدوائر أو عبر أى وسيلة متاحة. 

أعرف أن الأمور ليست وردية، والتضييق على الحريات موجود، لكن الرهان على الخارج والاعتماد عليه، والاستقواء به، فشل فى الماضى، وسوف يفشل فى المستقبل.

الخارج لا يشغله إلا مصالحه وحينما يجد تغييرا فى الداخل، فهو يتعامل معه طبقا لمصالحه، وليس انطلاقا من المبادئ والثوابت والأخلاقيات.

بعد كل ما سبق، هل يتعلم هؤلاء هذا الدرس حتى لا يصدموا المرة تلو الأخرى؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يصوت بنعم للتعديلات ترامب يصوت بنعم للتعديلات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon