توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدمان تحديثات كورونا

  مصر اليوم -

إدمان تحديثات كورونا

بقلم: عماد الدين حسين

فى الثامنة من مساء يوم الخميس قبل الماضى، كان عدد المصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم قد تجاوز للمرة الأولى المليون إصابة فى حين تجاوز عدد المتوفين الخمسين ألفا، وعدد المتعافين ٢١٠ آلاف. وطبعا قفز الرقم بصورة كبيرة وبلغ حتى ظهر أمس الخميس أكثر من مليون ونصف حالة إصابة و89416 حالة وفاة و337 ألف متعافٍ.
منذ بدء تفشى وباء كورونا أو «كوفيدــ١٩» صرت مدمنا على مطالعة التحديثات المستمرة للأعداد. فى مواقع كثيرة هناك عداد يتم تحديثه كل لحظة، يتضمن تطور أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، خصوصا موقع «نبض» الذى يقدم أكثر من عداد بتحديثات كورونا، والمصدر الرئيسى هو ما تعلنه منظمة الصحة العالمية.
فى بداية تفشى الوباء كانت الصين هى البؤرة للفيروس، كانت هى مركز الأخبار خاصة مقاطعة كوبى وعاصمتها ووهان، والعدد الآن شبه ثابت فيها وهو 81865 ألف إصابة و3335 وفاة، لكنها تراجعت إلى المركز السادس.
كانت كوريا الجنوبية تحتل المركز الثانى، لكنها الإجراءات شبه النموذجية بدات تؤتى ثمارها، حتى تمكنت من محاصرة المرض تقريبا وصارت فى المركز 16.
فى قراءة جداول كورونا نكتشف أن الفيروس بدأ فى مهاجمة إيطاليا التى احتلت المركز الأول لفترة، ثم تراجعت الآن إلى المركز الثالث بـ 139422 إصابة وأكبر عدد وفيات هو 17669، أما المفاجأة فهى أن الولايات المتحدة صارت فى المقدمة وبفارق كبير جدا هو 435160 إصابة و14797 وفاة، تليها إسبانيا بـ152 و446 إصابة و18238 وفاة وفى المركز الخامس ألمانيا ثم فرنسا والصين وإيران وبريطانيا وتركيا. الأولى عربيا هى السعودية بـ2932 إصابة وبعدها الإمارات 2659 ثم قطر 2375 ثم الجزائر 1572 ثم مصر 1560 وهى رقم 54 عالميا.
كنت أفتح أعداد التحديثات كل ربع أو نصف ساعة تقريبا، وعندما أستيقظ فإن أول ما أفعله هو النظر إلى تطورات الحالة.
لمن يطالع هذه الجداول سوف يكتشف أن هناك بلدانا تحدّث أرقامها كل ساعة، وبلدانا تحدّث أرقامها كل يوم، مثل الحالة المصرية التى تعلن التحديث بعد الثامنة مساء كل يوم، وهكذا يتم إخبار منظمة الصحة العالمية التى تقوم بتحديث الأرقام على موقعها الرسمى، ومن هذا الموقع تقوم بقية المواقع الإخبارية فى العالم كله بتحديث جداولها وبياناتها.
طبعا هناك مواقع قدمت تطبيقات متقدمة وسهلة مثل الرابط الذى عندما تفتحه تجد خريطة للكرة الأرضية، ولو ضغطت على اسم أى بلد سيفتح لك نافذة فورية بها أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، وتطبيقات أخرى تقدم لك قراءات تحليلية فى الأرقام والبيانات. وأخرى تقدم رسوما بيانية بحالة كل دولة، ووجدنا المواقع المصرية تتفنن فى تقديم تطورات الوضع فى مصر بصور مختلفة.
الملاحظة الجوهرية هى تراجع الوضع فى الصين وكوريا تماما وانفجاره فى الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا. والملاحظة الأخرى أن الأرقام بدأت تزيد بمتوالية هندسية وليست عددية. من الخميس قبل الماضى إلى أمس زاد عدد الحالات بمقدار نصف مليون حالة. ونسأل الله أن تكون تلك هى ذروة الوباء، وبعدها يبدأ العالم فى السيطرة عليه.
من الملاحظات أن هناك دولا صغيرة وفقيرة جدا خصوصا فى إفريقيا لا توجد بها إلا أعداد قليلة من المصابين ونتمنى أن تكون تلك هى الحقيقة، لكن هناك رؤية أخرى تقول إن قلة عدد المصابين لا يعنى بالضرورة اختفاء الفيروس، لأنه كلما تم الكشف على أكبر عدد من الناس كلما زادت الحالات. وبالتالى فإن دولا كثيرة أعداد المصابين فيها قليلة جدا لأنها ببساطة لم تكشف على الناس!!.
وهناك أيضا شبه اتفاق أن غالبية الدول لا تكذب بشأن أعداد المصابين بها، ولسبب يعود أيضا إلى قلة عدد المفحوصين قياسا بعدد السكان، وربما يمكن القياس على نسبة الوفيات، وهناك دول تقول مثلا إن هناك مائة إصابة لكل مليون شخص وهكذا، لكن هناك اتهامات أمريكية لبعض الدول خصوصا الصين وإيران بأنها تتعمد تقليل عدد المصابين أو إخفاء العديد من الحقائق بشأن كورونا، وهو الأمر الذى تنفيه هذه البلدان بقوة.
أخيرا نسأل الله أن يختفى الفيروس وأن يتمكن العالم من التصدى له حتى تختفى جداول كورونا وتحديثاتها وتطوراتها وتعود الحياة إلى روتينها اليومى الذى لم نكن نقدر قيمته.
دراسات نفسية توصى بعدم مطالعة الأرقام باستمرار. ونصيحتى الشخصية للمهووسين مثلى بالنظر إلى الأرقام، أن تتوقفوا عن ذلك، لأنه يهدد سلامنا النفسى، وكما قال أحد الخبراء، فهذا ليس ترتيب الدورى الإنجليزى أو الإسبانى أو الإيطالى حتى ننظر فيه كل لحظة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان تحديثات كورونا إدمان تحديثات كورونا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon