توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى الطريق إلى لجنتى الانتخابية

  مصر اليوم -

فى الطريق إلى لجنتى الانتخابية

بقلم: عماد الدين حسين

فى العاشرة والنصف من صباح يوم السبت الماضى ذهبت إلى مدرسة الشهيد عبدالحافظ، بشارع الرشيدى بين قصر العينى ومستشفى أبوالريش، للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. كانت معى زوجتى نهال لطفى وابنى الأكبر إياد الذى أتم الثامنة عشرة منذ شهرين. كنت أعتقد أن الأجواء ستكون هادئة، لكى ندلى بأصواتنا وينصرف كل منا إلى حال سبيله. كان هناك رجال ونساء من أعمار مختلفة يتحلقون حول بوابة المدرسة، التى كان يحرسها رجال القوات المسلحة ومعهم رجال الشرطة.

النظام كان مختلا للأسف، والزحام بصورة عشوائية. وضابط القوات المسلحة بذل جهدا كبيرا لإقناع المواطنين بالانتظام فى طابورين الأول للرجال والثانى للسيدات.

وقفنا لفترة فى الطابور، لكن الحركة كانت بطيئة، والزحام يشتد. اتخذنا قرارا بالمغادرة، والعودة فى وقت لاحق، حتى أستطيع الذهاب إلى عملى «الشروق».

كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى، وجود هذا الزحام، باعتبار أن موضوع التعديلات الدستورية ليس قضية جماهيرية تشغل الكثيرين، مثل الانتخابات النيابية، أو الرئاسية المرتبطة بالأشخاص، فى حين أن التعديلات الدستورية موضوع نخبوى بطبعه، يهتم به السياسيون والمثقفون بالأساس، ويركز على المبادئ والأفكار.

الناخبون الذين كانوا يقفون أمام المدرسة يصعب تصنيفهم. الرجال والنساء من مختلف الأعمار، ويبدو عليهم أن معظمهم من أبناء منطقة السيدة زينب. فى حين كان هناك بضعة أشخاص يقفون بعيدا عن الطابور، ويهمهمون بعبارات غامضة، قال البعض إنها تتحدث عن دفع أموال مقابل التصويت، حاولت التحقق من الأمر، لكن فشلت.

غادرت اللجنة بسبب الزحام، وبعدها بعدة أمتار كانت هناك لجنة مدرسة «قصر الدوبارة» بشارع قصر العينى قرب دار الشعب. الزحام كان أكبر نوعا ما من لجنة الشهيد عبدالحافظ.

وطابور الناخبين أطول، لكن الملاحظة الأساسية هى أن الأجواء الاحتفالية كانت أكثر وضوحا. أتوبيس بدورين يحمل عشرات الشباب الذين يرتدون «تيشيرتات» مكتوبا عليها «تحيا مصر»، و«نعم للتعديلات الدستورية».. الموسيقى الاحتفالية كانت ملحوظة والشباب يغنون، وبعضهم يرقصون عليها. وفى شارع التحرير، عند التقاطع مع شارع محيى الدين أبوالعز بالدقى كان المشهد متكررا فى مدرسة الشهيد عامر عبدالمقصود. الزحام والحضور الكبير والأجواء الاحتفالية والموسيقى العالية.

الملاحظة الأساسية التى شاهدتها وسمعتها من زملائى فى «الشروق» أنه جرى إعداد مشهد البداية جيدا. من الواضح أن الأحزاب والنواب والهيئات والمؤسسات قد لعبت دورا كبيرا فى حشد وتعبئة المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء. كانت هناك أيضا مجموعات شبابية منظمة للترحيب بالناخبين، وإشاعة أجواء من الفرحة خارج اللجان. نتيجة لهذا الأسلوب، بدا واضحا أن غالبية اللجان شهدت حشدا من البداية، مما أعطى زخما لاحقا، حتى لا يستطيع أحد لاحقا المجادلة بأن هناك إقبالا ملحوظا على التصويت.

ثم أنه يبدو أن العديد من نجوم الفن والرياضة والسياسة والمجتمع، حرصوا على المشاركة والإدلاء بأصواتهم، مما ساهم فى زيادة الإقناع بأن هناك مشاركة ملحوظة. وفى المقابل لم يتم ملاحظة أى آثار لحملات المقاطعة التى انطلقت على استحياء على السوشيال ميديا، لكن جرى محاصرتها فى مهدها بوسائل مختلفة.

عدت إلى بيتى مساء، ومنه سرت مشيا إلى اللجنة مرة أخرى. دخلتها فى الثامنة مساء. الأجواء فى اللجنة كانت هادئة جدا، مقارنة بالصباح. الحضور لم يكن كبيرا. استغرقت خمس دقائق فى الإدلاء بصوتى. سألت رئيس اللجنة رقم ٦، عن حجم الحضور فى اليوم الأول، فقال إنه كبير وفاق توقعاته، وعندما طلبت منه التوضيح أكثر، قال إن حوالى ثلث الناخبين قد أدلى بصوته.

بالطبع كل ما سبق مجرد انطباعات سريعة، لكن الاساس هو ما ستعلنه الهيئة الوطنية للانتخابات فى النتائج الرسمية، حتى نعرف بالضبط، حقيقة الإقبال ونسبة المشاركة الفعلية، وهل ما رأيناه أمام اللجان من الأغانى والرقص والفرحة، تمكن فعلا من ترجمة هذه المظاهر الاحتفالية إلى أصوات ملموسة فى الصناديق أم لا؟

غمست إصبعى فى الحبر الفوسفورى الأحمر، وغادرت اللجنة، وفى طريقى للبيت، مررت للمرة الثانية على لجنة قصر الدوبارة. كان الحضور أهدأ قليلا، لكن الأجواء الاحتفالية كانت قوية مثلما كانت فى الصباح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الطريق إلى لجنتى الانتخابية فى الطريق إلى لجنتى الانتخابية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon