توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نحاكم تجار كورونا بالطوارئ؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا نحاكم تجار كورونا بالطوارئ

بقلم: عماد الدين حسين

هناك كثير من التجار الجشعين يستغلون حاجة الناس للعلاج أو الوقاية من فيروس كورونا ويستغلونهم بأبشع الطرق الممكنة. والسؤال الذى يسأله كثيرون هو: إذا لم تطبق قوانين الطوارئ على أمثال هؤلاء، فعلى من نطبقها؟!
لا أتحدث عن أصحاب بعض المستشفيات الخاصة الذين يجبرون الناس على دفع مبالغ فلكية نظير علاج المصابين بكورونا، فهؤلاء يستحقون مقالا مستقلا. لكن أتحدث عن تجار كثيرين خصوصا الذين يعملون فى صناعة وتسويق الكمامات وكل ما يتعلق بالمستلزمات الطبية المتعلقة بكورونا.
يكفى إلقاء نظرة على تجارة الكمامات خصوصا فى الفترة التى سبقت إصدار الحكومة ممثلة فى وزارة التجارة والصناعة للمواصفات القياسية لتصنيع الكمامات، وربما حتى بعد صدور هذه المواصفات.
الشارع المصرى يمتلئ للأسف الشديد بأطنان من الكمامات غير المطابقة للمواصفات. لا أقول كلاما مرسلا، لكن أعتمد على ما تعلنه الحملات الكثيرة لأجهزة وزارة الداخلية من إلقاء القبض على العديد من تجار هذه الكمامات ومسوقيها.
وتحفل صفحات الحوادث فى الصحف والمواقع الإخبارية بقصص متواترة عن ضبط مصانع «بير سلم» لتصنيع هذه الكمامات.
نعلم جميعا خطورة هذه الكمامات، خصوصا أنها قد لا تكون مطابقة للمواصفات، وبالتالى تتسبب فى مزيد من الإصابات، بدلا من أن تكون وسيلة للوقاية من عدوى فيروس كورونا.
إضافة إلى ذلك فإن التجار الجشعين يكبدون المواطنين وغالبيتهم من الغلابة مبالغ طائلة بترويج هذه السلع بأسعار تزيد عن قيمتها الحقيقية كثيرا.
فى ظل كل ذلك يتكرر السؤال كثيرا: لماذا لا تقوم الأجهزة المختصة بتطبيق أشد القوانين صرامة على هذه النوعية من التجار الجشعين؟!. هذا السؤال شديد الأهمية لأن ملايين المواطنين يدوخون حرفيا للبحث عن كمامة، خصوصا فى الفترة الأولى من انتشار الفيروس، وداخوا وما يزالون يدوخون بحثا عن زجاجة كحول إيثيلى أو أى أدوية تحتوى على فيتامين سى والزنك، وبدلا من شراء دواء ثمنه لا يزيد على عشرة أو عشرين جنيها فى الأيام العادية، يتفاجأون بأن السعر قفز بقدرة قادر إلى 200 أو 300 جنيه.
فى بعض المرات سمعت أن المضادات الحيوية التى قد تقاوم كورونا وكان سعرها عشرين جنيها صار سعرها 900 أو ألف جنيه.
وقبل أيام قالت نائبة برلمانية إن المتاجرة ببعض الأدوية التى يمكن أن تعالج كورونا وصل سعر العبوة إلى ألف جنيه للعلبة، فى حين وصل سعر دواء آخر إلى ثلاثين ألف جنيه.
إذا السؤال: لمن تذهب هذه الأموال الخرافية؟!
هى تذهب لمجموعة متنوعة من معدومى الضمير من بعض التجار أو أصحاب صيدليات أو وسطاء فى المنتصف، وربما يتواطأ أو يتآمر معهم بعض المسئولين خصوصا فى المحليات.
أتمنى أن تبادر جميع أجهزة الدولة المختصة باتخاذ أقسى وأقصى التدابير ضد هذه الفئة من التجار المحتكرين ومعدومى الضمير.
نعرف خطر الإرهابيين والمجرمين، على الأقل هم ظاهرون أمامنا، ونستطيع أن نتجنبهم ونتقى شرهم، لكن المشكلة أن المحتكرين والجشعين يعيشون بيننا وربما يأكلون معنا فى طبق واحد، وبعضنا يحسبهم من الأخيار، فى حين أنهم يراكمون الثروات فوق الثروات على حساب صحتنا وأموالنا.
إحدى الأفكار المهمة قرأتها قبل أيام وتتلخص فى عمل القوائم السوداء للمحتكرين حتى يتم فضحهم وتجريسهم ليعرف الجميع أنهم أخطر من الإرهابيين لأنهم يمصون دم الشعب حرفيا فى هذه الأزمة.
لو أن أجهزة الأمن ألقت القبض عليهم، وتمت محاكمتهم طبقا لقانون الطوارئ، فسوف يؤيد غالبية الشعب هذه الإجراءات، خصوصا أن ذلك لو تم سوف يكون أفضل وأقوى وأهم رادع لكل من تسول له نفسه المتاجرة بأرواح وثروات وصحة الناس.
وأتذكر أثناء حوارى مع د. محمود محيى الدين الخبير الاقتصادى الدولى البارز أنه قال إن عبارة «الضرب بيد من حديد» قد خلقت لمثل هؤلاء الناس وأسماهم تجار كورونا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نحاكم تجار كورونا بالطوارئ لماذا لا نحاكم تجار كورونا بالطوارئ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon