توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب والعيديد.. وأموال قطر وإعلامها!

  مصر اليوم -

ترامب والعيديد وأموال قطر وإعلامها

بقلم: عماد الدين حسين

فى يوم الإثنين الموافق ٢٢ مايو ٢٠١٧ كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «ترامب فى المنطقة.. حماية مدفوعة مقدما»، انتقدت فيه سماح السعودية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن يتحدث معها بهذه اللغة المتعالية المتسلطة، وأن تسمح له بأن يستنزف اقتصادها بهذه الطريقة المهينة، وذلك حينما قام بزيارتها فى مايو من نفس العام، فى أول زيارة له خارج بلاده بعد توليه منصبه.

وبدأت المقال بعبارة لترامب لدى وصوله للرياض تقول: «كان يوما رائعا، استثمارات هائلة، مئات المليارات من الدولارات إلى داخل الولايات المتحدة، والوظائف والوظائف والوظائف»!!!. وكتبت أيضا وتحدثت بعدها فى أكثر من قناة فضائية مصرية وعربية ودولية، عن الإذلال والابتزاز الذى يمارسه ترامب، بحق دول الخليج، التى سمحت له بذلك.

ولأننى انتقدت ما قبلت به السعودية سابقا، أجد نفسى اليوم مستريح البال والضمير، وأنا أتناول الطريقة المهينة التى تعامل بها ترامب مع أمير قطر تميم بن حمد، خلال اللقاء بينهما فى واشنطن قبل أيام قليلة.
أولا كان ترامب شديد الفجاجة، حينما اختار مكان اللقاء مع تميم ليكون وزارة الخزانة «الفلوس» وليس أى مكان آخر!.

فى هذا اللقاء قال ترامب مخاطبا تميم: «أن قطر تستضيف إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية التى تعد قاعدة رائعة وفى موقع متميز، لقد كانت قطر حليفا كبيرا لنا وساعدتنا على توسيع القاعدة العسكرية، وإنشاء مطار رائع لم نر مثله منذ فترة طويلة، لقد كانت استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار، ونحمد الله أنه كان فى الغالب من أموالكم وليس من أموالنا».

فى الواقع يمكن أن نقول إنها كلها كانت من أموالكم وليس من أموالنا. نحن نشعر بالراحة مع بعضنا البعض، ويجب أن أقول إن الاستثمارات التى تقوم بها قطر فى الولايات المتحدة واحدة من أكبر الاستثمارات فى العالم، وأنا أعلم أن الطائرات التى تشتريها قطر وكل الأشياء الأخرى التى تستثمرها هنا تخلق وظائف فى بلدنا».
لماذا كتبت هذه الفقرة كاملة؟!

لأننى فعلا أشعر بالمهانة كعربى أن يتم التعامل مع دولة عربية حتى لو كنت مختلفا مع سياستها مثل حكومة قطر بهذه الطريقة، مثلما شعرت بالمهانة حينما تعامل ترامب بالطريقة نفسها مع السعودية.
هذه أولا. أما ثانيا، فقد كان مثيرا للسخرية والكوميديا السوداء الطريقة التى تعامل بها الإعلام القطرى أو الممول قطريا مع هذه القصة!!.

هذا الإعلام سبق له أن شبع تريقة وسخرية من السعودية، لأنها سمحت لترامب أن يقوم بابتزازها وحلبها «رايح جاى»، لكن حينما فعل ترامب الأمر نفسه وبطريقة ربما أكثر سخرية، فقد التزم هذا الإعلام الصمت التام، ولم يقم بتطبيق نفس المعيار المهنى على إهانة ترامب لقطر ولأميرها!.

الإعلام القطرى اخترع أو روج لمصطلح «الزبائنية» للتدليل على العلاقة غير المتكافتة بين أمريكا والسعودية. لكن حينما تكرر نفس الأمر مع أمير قطر، لم يستخدم الإعلام القطرى نفس المصطلح، على الرغم من أن البعض كتب يقول إن العلاقة بين الدوحة وواشنطن تحولت من «الزبائنية» إلى «العبودية السياسية»، لأن الطرف الضعيف صار يفخر بأنه حقق رضا السيد وهواجسه بتأمين الوظائف لنصف مليون أمريكى، وبأنه سيدفع ١٨٥ مليار دولار، ويتباهى بالعجز المالى القطرى لصالح أمريكا»!!.

الإعلام القطرى أيضا استخدم مصطلح «الحلاب الأعظم ترامب » مع السعودية، وهو محق فى هذا الوصف تماما، لكن حينما كرر ترامب نفسه الحلب والاستحلاب لم «نسمع لهم حسا»، بل يقول البعض إن الإعلام القطرى لم يترجم نص السخرية الترامبية من أميرها!!.

أكره تماما وأخجل من الطريقة التى صرنا نعاير بها بعضنا البعض فى الوطن العربى، وننسى أننا صرنا جميعا كعرب خدما تحت أقدام السيد ترامب ويمينه الصهيونى المتشدد!.

ترامب صار يتلذذ بإهانتنا جميعا كعرب، وكأنه يريدنا ألا ننسى أنفسنا، ونتعامل معه باعتبارنا أصدقاء!!!.حتى الآن فإن صديقه الوحيد هم الصهاينة، وليس السعوديين أو القطريين أو أى قطر عربى آخر. الرجل صريح وواضح، لكننا لا نريد أن نصدق أعيننا وأسماعنا!!.

والسؤال الذى يرفض الإعلام القطرى الاجابة الواضحة عنه منذ سنوات هو: ما الذى يفعله الأمريكان فى قاعدة العيديد، وهل هى لحماية الأمن القومى القطرى والعربى أم ماذا ؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب والعيديد وأموال قطر وإعلامها ترامب والعيديد وأموال قطر وإعلامها



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon