توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثغرة التى ينفذ منها الإرهابيون

  مصر اليوم -

الثغرة التى ينفذ منها الإرهابيون

بقلم :عماد الدين حسين

لو أن هناك درسا ينبغى تعلمه من أحداث الأيام الماضية، فهو ضرورة أن تبذل الحكومة كل جهودها لتحسين حياة الغالبية العظمى من المواطنين، حتى لا يتحولوا إلى وقود فى محرقة الجماعات الارهابية. سيقول قائل، وهل تلغى الحكومة برنامج الإصلاح الاقتصادى حتى يرضى عنها الناس وتتوقف ماكينة التحريض والإشاعات والأكاذيب؟!
الإجابة بالطبع لا، فبرنامج الإصلاح الاقتصادى مهم جدا ينبغى استكماله رغم كل آثاره السلبية، لكى يقف الاقتصاد المصرى على قدميه، وينطلق للأمام، لكن شرط ان يتم تنفيذه باكبر قدر من الضمانات حتى لا يتسبب فى دمار بيوت غالبية المصريين.
والسؤال الجوهرى: هل هناك وسيلة لتحقيق هذه المعادلة. أى استكمال برنامج الإصلاح، وفى نفس الوقت تحسن حالة الناس الاقتصادية؟!
أولا: وفى كل الأحوال فهناك أعراض جانبية لبرنامج الإصلاح، وستترك ندوبا على أجساد ووجوه غالبية الناس، حتى لو تم تنفيذه باكبر قدر من الحرفية والكفاءة، لان جوهر البرنامج سيقود إلى ضرر بعض الفئات.
ثانيا: إحساس الناس بثمار الإصلاح سوف يأخذ وقتا ربما يستغرق سنوات، وبالتالى فاعتقاد البعض ان الثمار الايجابية سوف تأتى بعد شهرين او سنتين كلام غير منطقى بالمرة، وهدفه تعويد الناس على الصبر.
ثالثا: صبر الناس بدأ يقل، بفعل ما يطالعوه من أخبار وصور وفيديوهات ليل نهار وهو امر منطقى فى ظل دور وسائل التواصل الاجتماعى، التى تنقل الاحداث اولا باول، اضافة إلى الشائعات والاكاذيب.
وبالتالى فالمنطقى توقع أن تقوم أى جماعة معارضة سواء كانت سلمية او ارهابية، باستغلال هذه الأوضاع، لكى تنفذ من ثغرتها لتحقق أهدافها. إذا القاعدة هى أنه طالما هناك مشكلة اقتصادية اجتماعية ضاغطة، فإن المعارضين والإرهابيين والمتربصين والمتآمرين فى الداخل والخارج، سوف يستغلوها طوال الوقت، لتحقيق أهدافهم.
قبل أيام استشهدت فى هذا المكان برأى خبراء ومعلقين يقولون إن المعركة الأمنية مع الارهابيين لم تنته بعد، فهم يحاولون إنهاك الدولة وأجهزتها، وهم اعترفوا بذلك علنا، وبالتالى فلا يمكن القول إن هناك مفاجأة فى ذلك.
الطبيعى أن الجانب الأمنى يمكن لأجهزة الأمن أن تحسمه مع الإرهابيين، لكن التعامل مع المشكلة الاقتصادية والاجتماعية ليس من العدل أن نحمله لأجهزة الأمن، بل ينبغى على السياسة أن تمارس دورها ووظيفتها للتعامل معها. وأقصد بالسياسة الحكومة ووزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة.
مرة أخرى الأوضاع الاقتصادية صعبة، ولن تصبح وردية فى غمضة عين، أو بقرار فورى، وبالتالى فالسؤال هو: ما الذى سيجعل الناس يتحملون ويصبرون ولا يندفعون خلف أى شخص قد يلعب بعواطفهم ومشاكلهم، وقد يكون متآمرا ومدفوعا بقوى خارجية؟!
أحد أفضل المفاتيح لذلك أن يشعر الناس أن هناك حربا حقيقية على الفساد خصوصا ضد الحيتان الكبار، وليس البسارية الصغيرة. وأن يتم إلغاء التشريعات المشجعة على الفساد وليس فقط محاكمة بعض الفاسدين. وأن نضمن وجود مساواة، أن القانون سيطبق على الجميع. وأن التقشف لن يكون قاصرا على الغلابة فقط، بل سيتحمله الجميع، خصوصا فئة القادرين.
لو حدث كل ذلك، او حتى بعضه، فسوف تصل هذه الرسالة لعموم الناس، ووقتها سوف يتحملون أى وضع مهما كان صعبا، لكن العكس سيكون كارثيا، بمعنى أنه لا يمكن توقع صبر الناس وتفهمهم، إذا رأوا مظاهر سفه وإنفاق مبالغ فيه، فى بلد صار ثلث سكانه تحت خط الفقر.
مرة اخرى إذا حدث ذلك، فإن تقبل الناس لأى صعوبات سيكون كبيرا، والعكس صحيح.
السؤال الأخير هو: ما هى الخطوات التفصيلية التى يمكن أن تتخذها الحكومة، للقضاء على الثغرة التى يمكن أن تنفذ منها التنظيمات الارهابية، ومنع الناس العادية من الوقوع فيها؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثغرة التى ينفذ منها الإرهابيون الثغرة التى ينفذ منها الإرهابيون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon