توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق

بقلم : عماد الدين حسين

 مأساه كاملة ألَّا نتذكر دروس التاريخ، خصوصا إذا كانت قريبة جدا، ومأساة أكبر، إذا نسيت الدول والأمم وليس فقط الأشخاص هذه الدروس!.

أحد الدروس المهمة من الغزو الأمريكى البريطانى الهمجى للعراق فى ١٩ مارس ٢٠٠٣، هو أن بعض الحكومات العربية دعمت هذا الغزو لأسباب متعدده، ظنا أن إسقاط صدام حسين، سيحل كل مشاكلها، خصوصا السطوة التى كان يفرضها صدام على بعض بلدان الخليج، بعد غزوه العبثى والكارثى للكويت فى ٢ أغسطس ١٩٩٠.

المفترض أن الدول العربية التى دعمت احتلال أمريكا للعراق، اكتشفت بوضوح أنها هى الأكثر تضررا من الغزو.

إيران استفادت كثيرا من الغزو، والذى دفع الثمن فعليا بعد الشعب العراقى، هو دول الخليج، وبالتالى فإن السؤال المنطقى هو: ما الذى يدعو هذه البلدان إلى الاعتقاد بأن تشجيع أمريكا وبريطانيا على احتلال وتدمير سوريا وإسقاط الأسد، والسماح باستمرار التنظيمات الارهابية هناك، لن يؤدى إلى نفس النتيجة السابقة؟!

قبل الدخول فى التفاصيل أكرر مرة أخرى رأيى الواضح، وهو أن استبداد صدام حسين سابقا، كان سببا رئيسيا فى وصول الأمور إلى ما وصلت اليه، بل إنه هو السبب الرئيسى الذى ساعد الغرب على تدمير المنطقة لأهداف كثيرة منها إسرائيل، ونفس الأمر ينطبق على بشار الأسد.

لكن هناك فارقا بين مشاكل وأسباب يتسبب فيها ظلم حاكم واستبداد نظامه، وبين تسليم هذا البلد للأعداء كى يعيثوا فيه فسادا!!.

دول عربية فتحت قواعدها وأراضيها وبحارها وأجواءها لتدمير العراق وإسقاط صدام، والنتيجة النهائية أنه تم تسليم العراق على طبق من فضة وذهب مجانا، ليصبح محمية إيرانية تعيث فيها فسادا وسيطرة واحتلالا بكل ما تعنيه الكلمه من معنى.

والنتيجة الثانية هى تصنيع وتخليق داعش وأخواتها لتعربد فى كل المنطقة العربية تطرفا وعنفا وإرهابا وقتلا ووحشية، بل وتمتد جرائمها لبلدان كثيرة فى العالم، بما شوه كثيرا من صورة الدين الإسلامى السمح المعتدل والإنسانى.

بعضنا صدق نظرية الفوضى الخلاقة، وبعضنا صدق أن العراق سيتحول إلى واحة للديموقراطية بعد عدوان «المحافظين الجدد الصهاينة» له، لكن كلنا يعرف ماذا جرى للعراق، ليس أقله التهديد الكردى بالانفصال أو الإحساس من السنة بأنهم مهمشون، بل بانقسامات عميقة داخل الطائفة الشيعية نفسها، واحتجاجات شعبية مستمرة على الفساد والمحسوبية وغياب العدالة.
خرجت أمريكا من العراق، وسلمته لإيران، ولم تستفد من ذلك أيضا إلا إسرائيل، بعد أن ضمنت اختفاء احدى القوى العربية الكبرى التى كانت تسبب لها صداعا مستمرا بحكم حضارتها وثرواتها وجيشها الذى حرصت واشنطن على تفكيكه، الأمر الذى وفر ذخيرة بشرية لداعش وتنظيمات متطرفة كثيرة.

السؤال الذى يفترض أن تسأله البلدان العربية لنفسها، خصوصا الخليج، وهو:
الطبيعى أن العرب عموما ودول الخليج خصوصا خسروا كثيرا باحتلال العراق، ويحاولون جاهدين الآن استعادته من البراثن الإيرانية، والسؤال: لماذا يحاولون تكرار نفس المأساة مع سوريا؟!.

لا أقصد إطلاقا من كل ما سبق، ربط مصير سوريا بحاكمها بشار الأسد، لكن أتحدث عن خطورة الانسياق وراء اللعبة الإسرائيلية، بتدمير كل سوريا على غرار ما حدث فى العراق، وبعدها يتم الاستدارة لتكرار المأساة فى دول أخرى، قد تكون مصر من بينها، بل ولا يمكن استبعاد المخططات الرامية لتفكيك السعودية والجزيرة العربية بأكملها.

يا أيها العرب اختلفوا كما تشاءون مع الأسد، لكن حاولوا أن تساعدوا السوريين على التخلص منه وإحلال حكم توافقى حقيقى يخدم كل السوريين بدلا من أن يتم ذلك على يد أمريكا وإسرائيل.

عليكم أن تتعظوا مما حدث للعراق وليبيا.. وللأسف كل المؤشرات تقول إننا لا نتعلم، حتى من دروس الماضى القريب جدا!!

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق لماذا لا يتعظ العرب من درس تدمير العراق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon