توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من سينتصر فى ليبيا: الجيش أم الميليشيات؟

  مصر اليوم -

من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات

بقلم - عماد الدين حسين

من هو الطرف الذى سيحسم الأمور لصالحه فى ليبيا هذه الأيام؟
الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، قرر قبل أيام شن عملية عسكرية لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة التى تسيطر عليها عمليا، رغم وجود حكومة بقيادة فايز السراج.
السؤال وجهته لأكثر من سياسى وخبير التقيتهم خلال الأيام الماضية، معظمهم مصريون، وبعضهم عرب. وإجاباتهم يمكن حصرها فى السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: أن يتمكن حفتر من حسم المعارك لصالحه، معتمدا على شوق غالبية الليبيين للاستقرار والعيش تحت سماء الدولة الموحدة وسيادة القانون، بدلا من هيمنة الميليشيات التى قلبت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. هذا الحسم يعتمد بطبيعة الحال على دعم ومساندة العديد من الدول العربية والاجنبية. الجيش الليبى يدخل المعركة متسلحا بانتصارات ميدانية فى الشهور الأخيرة، جعلته يسيطر على جنوب وغرب البلاد إضافة إلى قاعدته الرئيسية فى الشرق وبالأخص بنغازى.
السيناريو الثانى: أن تتمكن ميليشيات طرابلس من منع الجيش الوطنى من دخول العاصمة.. وهناك تقديرات متواترة عن دعم ومساندة تلقتها هذه القوات أخيرا من تركيا وقطر تمثلت فى إرسال مئات المقاتلين المتطرفين، من سوريا بحرا إلى مالطة، ومنها إلى مدينة مصراته الليبية، التى تشكل رأس الحرب فى مواجهة الجيش الوطنى، ويسيطر عليها بالأساس مجموعات متطرفة خصوصا من «الإخوان والسلفيين».
لو تحقق هذا السيناريو، فيعطى الميليشيات فرصة لشن هجوم مضاد على قوات الجيش، معتمدة على هذا النصر المعنوى والدعم الخارجى بالأساسى.
السيناريو الثالث: أن تظل الأوضاع على ما هى عليه، أى يظل حفتر مسيطرا على الشرق والجنوب، فى حين تسيطر الميليشيات على العاصمة طرابلس وبعض مدن وطرق الغرب. ويتكرس الانقسام لفترة طويلة. غالبية القوى الغربية لن تجد مشكلة فى التعامل مع هذا الوضع، شرط أن يكون تقسيما وانقساما مسيطرا عليه. يتيح لها استمرار تدفق البترول أولا، ومنع عمليات الهجرة غير الشرعية. ثم إن هذا السيناريو مفيد لبعض القوى الغربية لإزعاج مصر ووضعها فى حالة قلق دائم.
فى تقدير الخبراء أن هناك صراعا فرنسيا إيطاليا محموما فى ليبيا. باريس تفضل أن يحسم الجيش الوطنى الأمور، وإقامة دولة موحدة بمؤسسة عسكرية واحدة، أما إيطاليا فتميل إلى حد ما باتجاه حكومة السراج التى تعترف بها الأمم المتحدة، لكنها عجزت عن توحيد البلاد أولا، وصارت عمليا تحت سيطرة ورحمة ونفوذ الميليشيات وقادتها ومعظمهم من المتطرفين والمتحالفين معهم.
فى ظل هذا التنافس الفرنسى الإيطالى، فإن الذى سيرجح الكفة هو الموقف الأمريكى.
واشنطن لم تكن تود حفتر كثيرا، لكنها بدأت تصاب بالقلق الشديد من النفوذ الكبير للميليشيات العسكرية التى تسيطر فعليا على العاصمة. والملاحظة المهمة أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية المؤثرة بدأت تنتبه لخطورة الميليشيات وانفلاتها الشديد، ما قد يؤدى إلى تطورات خطيرة فى المستقبل.
أحد المواقف المهمة والمؤثرة فى هذا الصراع هو الموقف المصرى. القاهرة كانت واضحة منذ سنوات حينما بدأت الأزمة وحتى اندلاع الاشتباكات الأخيرة، وجهة نظرها أنها مع توحيد الجيش الوطنى، وعدم السماح للميليشيات بالسيطرة على الأوضاع. مصر لا تخفى دعمها للجيش الوطنى الليبى. والرئيس عبدالفتاح السيسى استقبل المشير خليفة حفتر فى القاهرة يوم الأحد الماضى، وكرر وأكد الموقف المصرى مرة أخرى.
هذا الاستقبال يعطى رسالة مهمة، لكل أطراف النزاع، المواقف الخليجية خصوصا الإمارات والسعودية تقترب من الموقف المصرى كثيرا، فى حين تتبنى قطر موقف الميليشيات الإخوانية على طول الخط ومعها تركيا. فى حين أن السودان صار مشغولا بأزمته الداخلية، بعد التطورات الدراماتيكية وكذلك الجزائر.
وهناك من يربط بين هذه التطورات وبين تحرك الجيش الوطنى الليبى باتجاه طرابلس. خصوصا فى ظل تقارير غير مؤكدة بأن نظام عمر البشير كان يسمح بمرور الأسلحة للمتطرفين فى طرابلس عبر الدروب الصحراوية أو الطائرات القطرية، فى حين أن نظام عبدالعزيز بوتفليقة لم يكن يود كثيرا المشير حفتر.
تلك هى الصورة المختصرة، فمن الذى سيتمكن من حسم الأمور لصالحه؟! كل ما نتمناه أن تقود ليبيا حكومة واحدة بجيش واحد، وليست عصابات أو ميليشيات لا نعرف لمن تدين بالولاء؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع           

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon