العالم بأكمله تقريبا مشغول بالبحث عن أفضل الطرق للوقاية من فيروس كورونا الذى صار اسمه العالمى الجديد هو «كوفيد ١٩».
الخبراء فى منظمة الصحة العالمية، ووزارات وهيئات الصحة فى الدول المختلفة يقدمون اقتراحاتهم، وعلماء الأدوية يبحثون عن عقار حاسم يقاوم هذا الفيروس الأخطر على البشرية بأكملها. وإلى أن نصل إلى هذا العقار الناجع فإن الجميع يدعو إلى اتباع أفضل إجراءات النظافة وتجنب العادات والممارسات التى تنقل العدوى طوال الوقت.
من بين هذه الممارسات عادة التقبيل «عمال على بطال» خصوصا فى مصر.
وعلى حد علمى فإن المصريين أكثر شعوب العالم ممارسة للقبلات والأحضان بمناسبة ومن دون مناسبة!
جربوا أن تدققوا فيما يفعله غالبية المصريين فيما يتعلق بالقبلات. نعرف جميعا أن السيدات يقبلن بعضهن البعض بدون حدود.
الزميلات فى العمل يقبلن بعضهن كل يوم أو ربما أكثر من مرة يوميا، إذا غابت عنها ساعة أو أكثر!!
شاهدت بعينى سيدات يقبلن بعضهن البعض رغم أنها المرة الأولى للقاء بينهن. ولا أعرف ما هى الحكمة فى ذلك، أليست القبلة فعل حميم بين أشخاص يعرفون بعضهم البعض، ويشتركون فى الصداقة أو على الأقل المعرفة المسبقة؟!!
تزور السيدة زميلتها أو صديقتها، وتقبلها حينما تدخل وحينما تغادر المكان وتقبلها صباحا، حينما تلتقيها فى العمل وربما مساء مرة أخرى إذا قابلتها فى النادى أو المول أو أى مكان!
البعض قد يلتمس العذر للسيدات على عادة التقبيل اللاإرادى! لكن ما هو العذر الذى يمكن أن نلتمسه للرجال؟!
مع الفارق فى الدرجة فيبدو أن عادة التقبيل انتقلت للرجال والشباب المصريين، من السيدات أو لا نعرف كيف حدث ذلك؟!
جربوا أن تنظروا إلى ما يحدث عند اللقاء بين الزملاء والمعارف والأصدقاء فى المدارس أو الجامعات أو وسائل المواصلات العامة أو الأندية والشوارع وسائر الأماكن العامة، سوف تجدون المبادرة بالتقبيل هى الفعل الأول الذى يلجأ إليه الجميع.
ويبدو أننا نفهم مبدأ «أفشوا السلام بينكم» بصورة خاطئة. إفشاء السلام يمكن أن يكون بالكلام أو الإيماءة أو بالأيدى وهذا ما يحدث فلى بلدان أوروبية كثيرة، حيث يكتفون بالإشارة أو اليد، أما التقبيل فلا يكون إلا بين الأزواج أو «الأحبة». وعلينا أن نتعلم من غيرنا، فعلى سبيل المثال نادى بايرن ميونخ الألمانى الشهير منع لاعبيه من التقاط أى صور تذكارية مع المشجعين، أو توقيع أوتوجرافات كإجراء احترازى خوفا من تفشى الفيروس. وطلب النادى من الجماهير أن تتفهم هذا الإجراء لحماية اللاعبين.
رب ضارة نافعة، وانتشار فيروس كورونا بهذه الطريقة الوبائية، يجعلنا نبادر فورا إلى ضرورة وقف عادة التقبيل لأنها ببساطة يمكنها أن تنقل إليك عشرات الأمراض، أقلها ضررا هى الإنفلونزا العادية.
حرية وسرعة الاتصالات وسهولة المواصلات، جعلت العالم يعيش فى شقة واحدة، وليس فى قرية واحدة، كما كنا نعتقد حتى سنوات قليلة. لكن ذلك يعنى أيضا سرعة وسهولة انتقال الأمراض والفيروسات المعدية. حينما كان العالم منغلقا، كان يصعب انتقال الأمراض بمثل هذه السرعة. كل ذلك تغير الآن، ورأينا مصابا واحدا بفيروس كورونا يمكنه أن يعدى قرية أو مدينة كاملة.
مرة أخرى علينا أن نستفيد مما حدث، وأن تتعود من الآن فصاعدا على التوقف عن التقبيل ليل نهار، على الطريقة المصرية. وأن نعود أولادنا وبناتنا على الاكتفاء بالسلام الشفوى وليس حتى بالأيدى، التى يمكنها أن تنقل العدوى بسهولة.
يمكنكم الاكتفاء بتقبيل زوجاتكم أو حبيباتكم فهذا من شأنه أن يفشى السلام ويزيد المحبة والألفة داخل البيت. خصوصا أنه يصعب إلى حد كبير تجنب تقبيل الزوجات، وإلا كان الثمن فادحا!!
حان وقت التوقف عن العديد من العادات الضارة وغير الصحية. قبلة واحدة، حتى لو كانت بريئة، يمكنها أن تعدى مجتمعا كاملا، فما بالكم بغير البريئة؟!!
نرجوكم توقفوا عن التقبيل ولو مؤقتا، فربما نتعود على طريقة السلام الصحية والصحيحة!!