توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا الاندهاش من مواقف الحكومات العربية؟!

  مصر اليوم -

لماذا الاندهاش من مواقف الحكومات العربية

بقلم: عماد الدين حسين

بالأمس كتبت تحت عنوان: لماذا يندهش بعضنا من خطة ترامب بشأن خطته للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكأنهم اكتشفوا جديدا، واليوم أسأل مجددا ومندهشا: لماذا يندهش بعض العرب من موقف بعض الحكومات العربية من الخطة، وكأنهم اكتشفوا شيئا خطيرا؟!
رأى غالبية من أعرفهم من زملاء وأصدقاء فى مهنة الصحافة أو العمل العام هو أن الحكومات العربية تخلت فعليا عن القضية الفلسطينية ولم تعد قضيتهم المركزية منذ زمن طويل. وبالتالى فالمفترض أن هؤلاء الزملاء، لا يندهشون من مواقف غالبية الحكومات العربية، حينما تتخذ مواقف باهتة من قضية صفقة القرن. ومثلما أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شديد الصراحة والوضوح فى انحيازه لإسرائيل، منذ أن كان مرشحا فى الانتخابات، فإن عددا لا بأس به من الحكومات العربية المؤثرة لم يعد يخفى موقفه الجديد والغريب من إسرائيل.
إحدى النتائج الاستراتيجية لتداعيات الربيع العربى عام ٢٠١١ والصدامات بين الحكومات وقطاعات واسعة من المواطنين، ثم الحروب الأهلية والعرقية والطائفية والمذهبية، والأهم الصراع الإيرانى الخليجى، هو أن بعض الحكومات العربية لم تكتف فقط بعلاقة التبعية مع الولايات المتحدة، بل بدأت تجاهر بالتقارب مع إسرائيل، فى مواجهتها مع إيران.
سمعنا وقرأنا وعرفنا فى السنوات الأخيرة عن تقارب بين إسرائيل وحكومات عربية متعددة، كانت ذروتها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، ولقاءه مع السلطان الراحل قابوس بن سعيد العام الماضى.
وكذلك زيارات للعديد من المسئولين الإسرائيليين لبعض الدول العربية التى لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ثم عرفنا أن التطبيع تجاوز الكلمات المعسولة والنوايا الطيبة، إلى لقاءات وخلوات تعاون وتنسيق، قد يقود قريبا إلى مشروعات تعاون مشترك، تحدث عن بعضها إسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلى، والذى شغل لفترات طويلة ملف الاستخبارات والنقل.
عدد من الحكومات العربية اقترب من إسرائيل، خوفا من إيران، وإذا كنا نلوم هذه الدول العربية على الاقتراب من الشيطان، فإنه لا يمكن إعفاء إيران من المسئولية، بسبب سلوكها المهيمن والتوسعى.
دول أخرى اقتربت من إسرائيل ليس بسبب إيران، ولكن طلبا للقرب من الولايات المتحدة، ودول أخرى قررت عدم التصعيد مع إيران، لأن لديها ملفات داخلية ساخنة، خصوصا مع الإرهاب والتطرف. وحكومات أخرى لا تحب إسرائيل لكنها مضطرة للتعامل معها لأنها لا تستطيع مواجهتها فى الوقت الحالى. ودول أخرى انسحبت من المواجهة مع إسرائيل لأنها غارقة فى مواجهات مع قوى متطرفة وإرهابية علما أنه ثبت أن إسرائيل كانت تدعم الإرهابيين فعليا كما حدث فى سوريا.
النتيجة النهائية لكل هذه الحالات مع اختلاف درجاتها أن غالبية الدول العربية لم تعد تتعامل مع القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية، وهؤلاء عندما كان الفلسطينيون يعاتبونهم على موقفهم كانوا يرفعون شعار: «اذهب انت وربك فقاتلا.. انا ها هنا قاعدون»!.
إذا كان هذا هو حال غالبية الحكومات العربية، فلماذا اندهش البعض من موقفها من خطة أو صفقة القرن؟!.. وعلى ماذا كانوا يراهنون؟! ولماذا اندهش بعضهم من عدم إعلان هذه الحكومات النفير العام وإعلان حالة الحرب ضد إسرائيل أو على الأقل قطع العلاقات معها. ظنى الشخصى أن هذه الحكومات كانت صادقة مع نفسها، حينما أيدت صفقة القرن، ولم تظهر موقفا واضحا ضدها، واكتفى بعضها ببيانات باهتة حينا وساخنة أحيانا لكنها لن تتعدى درجة البيانات!!
وبالتالى وإذا كنا جميعا مدركين أن هذا هو موقف هذه الحكومات، فلماذا ما يزال البعض مندهشا من ذلك، وكأنه كان يعتقد أن هذه الحكومات يفترض أن تعلن الكفاح المسلح ضد إسرائيل وأمريكا؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الاندهاش من مواقف الحكومات العربية لماذا الاندهاش من مواقف الحكومات العربية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon