توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخيرًا مصر تعلن خطوطها الحمراء بليبيا

  مصر اليوم -

أخيرًا مصر تعلن خطوطها الحمراء بليبيا

بقلم: عماد الدين حسين

صباح السبت الماضى، أعلنت مصر خطوطها الحمراء فى ليبيا، بعد تسع سنوات من اندلاع الأزمة فى هذا البلد الشقيق عقب سقوط نظام معمر القذافى فى أواخر عام ٢٠١١.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تفقد المنطقة العسكرية الغربية، والتقى بقادة وضباط وجنود المنطقة فى سيدى برانى بمطروح، ومن هناك وعلى بعد خطوات فقط من الحدود الليبية، بعث برسالة واضحة جدًا لكل من يهمه الأمر بشأن الأزمة الليبية خصوصا تركيا.
والسؤال ما هى هذه الخطوط الجديدة وماذا تعنى، وهل ستصل الرسالة واضحة لكل من يهمه الأمر؟!
السيسى قال إن الجيش المصرى من أقوى جيوش المنطقة، ولكنه جيش رشيد يحمى ولا يهدد، وإنه طلب من القوات المسلحة المصرية الاستعداد لتنفيذ أى مهام داخل حدود البلاد أو خارجها.
قال السيسى إن أى تدخل مصرى مباشر فى ليبيا الآن تتوافر له الشرعية الدولية، بعد أن صارت هناك تهديدات مباشرة على حدودنا من الميليشيات الإرهابية بدعم كامل من قوى أجنيية.
والخط الأحمر الواضح الذى رسمه السيسى هو ألا تتجاوز حكومة الميليشيات ومن يدعمها سرت أو الجفرة. وأن مصر ستتدخل إذا تم اختراق هذه الحدود الحمراء، والتدحل سيكون عبر الجيش والقبائل الليبية.
مصر مدت يدها بالسلام، قبل أسبوعين عبر «إعلان القاهرة»، والقوى المؤثرة دوليا وإقليميا أيدت أو رحبت بصورة أو بأخرى، بالمبادرة المصرية باستثناء تركيا وحكومة السراج فى طرابلس وفروع جماعة الإخوان المسلمين، التى تصر على ضرورة السيطرة على سرت والجفرة.
السؤال ما هى أهمية سرت والجفرة ولماذا هى بالذات تمثل الخطوط الحمراء؟
تبعد سرت نحو ألف كيلومتر عن الحدود المصرية، وتقع فى منتصف المسافة بين طرابلس وبنغازى تقريبا. فهى تبعد 450 كيلومترا من العاصمة طرابلس، و600 كلم من بنغازى.
السيطرة على سرت تعنى السيطرة على الموانئ النفطية، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطى (السدرة) عنها سوى 150 كلم. وهى البوابة الغربية لمنطقة «الهلال النفطى» أو الطريق الذى يجب على أى طرف السيطرة عليه للوصول لموانئ زويتينة ورأس لانوف والسدرة والبريقة، حيث يوجد 11 خط نفط و3 قنوات غاز، وتمثل أكثر من 60 % من صادرات ليبيا النفطية.
والسيطرة على سرت، تعنى السيطرة بسهولة على امتداد ساحلى بطول 350 كيلومترا حتى بنغازى، حيث تكثر خطوط الأنابيب والمصافى والمحطات ومرافق التخزين. وكانت سرت دوما القاعدة الخلفية لأى هجوم على الموانئ النفطية من الغرب. وتوجد فى سرت قواعد مهمة مثل قاعدة القرضابية الجوية.
أما مدينة الجفرة فهى ذات موقع استراتيجى حيث تقع وسط ليبيا. وبقربها تقع حقول نفطية وبمسافة ليست ببعيدة منظومة النهر الصناعى، وهى تعتبر العاصمة العسكرية للقذافى.
وقاعدة الجفرة الجوية تقع شمال سرت بحوالى 300 كيلومتر، وتبعد بنحو 650 كيلومترا جنوب شرقى طرابلس. وهى من أكبر القواعد العسكرية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية، التى تم تحديثها، لتستوعب أحدث الأسلحة. كما تشكل القاعدة غرفة عمليات رئيسة لقوات الجيش الوطنى الليبى، والقاعدة محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، والسيطرة عليها تعنى تقريبا السيطرة على النصف الليبى بالكامل.
ما يشغل القاهرة أن تتمدد الميليشيات وتصل قرب الحدود المصرية، وبالتالى تتحول الحدود إلى بوابة يدخل منها الإرهابيون والمتطرفون، وهو ما حدث بالفعل أكثر من مرة، بل وأدى إلى عمليات إرهابية دموية فى الواحات، وبالتالى فالهاجس المصرى هو أن وجود نظام معاد فى ليبيا خطر جسيم على الأمن القومى المصرى خصوصا التهديد الأمنى.
أما الهاجس التركى فهدفه الأساسى محاولة استئناف تنفيذ مشروع أردوغان للسيطرة على المنطقة، وضمن هذا المشروع أيضا السيطرة على الحقول النفطية الليبية التى يتلمظ عليها منذ وقت طويل، اضافة لرغبته المعلنة فى سرقة جزء من ثروات شرق المتوسط من الغاز، ولن يتم له ذلك من دون التمركز فى سرت ومصراتة كى يتمكن من تهديد حقول الغاز المصرية واليونانية والقبرصية.
من أجل كل ذلك كان منطقيًا أن ترفض تركيا المبادرة المصرية السلمية، لأنها لو فعلت ذلك، فسوف تقضى على الهدف الأصلى من تدخلها.
الخطوط الحمراء المصرية يوم السبت الماضى، والتلويح بالتدخل العسكرى، ربما تكون الأداة الرئيسية لإعادة التوازن العسكرى تمهيدًا لتحقيق تسوية سياسية عادلة، لأنه لا يمكن إقناع الخصم أو العدو بالسلام والتسوية، من دون وجود قوة عسكرية رادعة حتى يدرك عواقب الرفض والعناد.
وقد يسأل سائل: هل تأخرت القاهرة فى إعلان خطوطها الحمراء فى ليبيا، وهل إعلان هذه الخطوط بشأن ليبيا، قد يمهد لإعلان خطوط مماثلة بشأن سد النهضة فى إثيوبيا؟!
أسئلة جديرة بالبحث والتفكير، سنجيب عنها لاحقا إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخيرًا مصر تعلن خطوطها الحمراء بليبيا أخيرًا مصر تعلن خطوطها الحمراء بليبيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon