توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأهلى والترجى.. قبل أن تتكرر «أم درمان» فى رادس

  مصر اليوم -

الأهلى والترجى قبل أن تتكرر «أم درمان» فى رادس

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن يسارع العقلاء فى مصر وتونس إلى سرعة التدخل، قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه، خلال إياب نهائى بطولة الأندية الإفريقية أبطال الدورى، مساء اليوم الجمعة.
عمليات الشحن والحشد والتعبئة تجرى على قدم وساق، خصوصا فى بعض وسائل الإعلام التونسية.
ومن أسوأ ما قرأت هذا الأسبوع، ما كتبه الصحفى التونسى زهير ورد، تحت عنوان «مرحبا بالأهلى فى جحيم رادس». حيث قال إن «من حق الترجى الرد على تحية الأهلى بأفضل منها والبادى أظلم، والأهلى لم يقرأ حسابا على ما يبدو لمباراة العودة، فسمح لنفسه بالتصرف بالطريقة غير الصحيحة، وما عاشه الترجى فى القاهرة، يشبه سيناريو مقابلة أم درمان الشهيرة بين مصر والجزائر!!».

يضيف الكاتب التونسى أن «الجماهير المصرية غير مرحب بها فى تونس، والترجى يحتفظ بحق الرد على الممارسات المذلة التى قام بها فريق الأهلى بين جماهيره، ومن حقه أيضا التفنن فى الرد على الأهلى بما يعيد الاعتبار للفريق التونسى».
كنت أعتقد أن المشكلة فقط تكمن فى كتابات بعض الجماهير المتعصبة على مواقع التواصل الاجتماعى خصوصا الفيسبوك، لكن أن يصل الأمر إلى الكتاب والصحف التقليدية، فتلك مصيبة كبرى. المفترض أن السوشيال ميديا هى التى «تولع وتشعلل الدنيا»، وللأمانة هى لم تقصر فى ذلك، وكان المنطقى أن تقوم وسائل الإعلام التقليدية بالتهدئة وكبح جماح المتعصبين، أما أن يأتى التهييج والإثارة والتحريض منها، فتلك مصيبة كبرى. ويزيد الأمر غموضا وريبة وشكوكا حينما يأتى التهييج والتحريض من شبكات وقنوات تقول إنها كبيرة وعالمية ومن نقاد وشخصيات تدعى أنها قومية وعروبية وإسلامية. هنا نلمس رغبة جامحة فى إشعال حريق بأى وسيلة ،وللموضوعية لا أعفى بعض المصريين من الإثارة واللامسؤلية.

ما أتحدث عنه ليس شأنا خاصا بالرياضة مطلقا، بل هو أمر عام، يمكن أن يتسبب فى كارثة تفوق كارثة استاد أم درمان بين مصر والجزائر فى نوفمبر ٢٠٠٩ والتى سببت جرحا نازفا فى علاقات البلدين استغرقنا سنوات حتى شفينا منه والحمد لله.
السؤال: هل ينقصنا مشكلة أخرى مشابهة وسط الأجواء العربية الملبدة بالغيوم، لكى نزيد الأوضاع سوءا؟!
الكاتب الكبير حسن المستكاوى كتب عن نفس الموضوع ،وكذلك الجوانب الفنبة للمباراة بتوسع، خلال الأيام الماضية، وكذلك فعل العديد من الكتاب والإعلاميين والمختصين، لكن لن أركز على الجوانب الفنية والرياضية فهذه لها خبراؤها.

خوفى الرئيسى هو أن يتسبب الجدل الدائر فى كارثة لا قدر الله، لن ينفعنا الندم إذا وقعت.
لا أعرف كيف يجرؤ كاتب أو صحفى على تهديد فريق بأكمله، وجماهير عريضة، ويتوعدها إذا جاءت لتشجع فريقها؟!
ليست تلك هى الرياضة، وللأسف الشديد فإننا كعرب ما زلنا نتعامل مع الرياضة باعتبارها ممارسة للثأر والعصبية والقبلية. معظمنا لا يقبل الهزيمة، ويراها جالبة للعار. نرى فى غالبية العالم المتحضر المدربين واللاعبين يحيون بعضهم البعض عقب المباراة. والجماهير تحيى فريقها المهزوم بالخمسة والستة، لأنه أدى ما عليه. ثقافتنا الراهنة لا تقبل الهزيمة وتتعامل مع المباريات وكأنها معارك حربية، خصوصا إذا كانت بين فرق أو منتخبات عربية!
أتمنى أن يسارع العقلاء والسلطات إلى سرعة التدخل ومنع أى احتكاك قد يؤدى إلى اشتعال الموقف، من الوارد أن يخطئ حكم، أو لاعب، ومن الوارد أن ينهزم فريق لأسباب غير رياضية ورأينا فرقا تخسر نهائيات مختلفة بأهداف تم تسجيلها بالأيدى، أو من تسللات واضحة، لكنها لم تهدد بالانتقام والثأر.
لا أعرف إذا لم تكن الرياضة قادرة على ترويض مشاعر الثأر داخلنا فماذا نفعل وإلى متى سوف تستمر هذه العصبية والقبلية القاتلة؟!

نقلا عن الشروق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأهلى والترجى قبل أن تتكرر «أم درمان» فى رادس الأهلى والترجى قبل أن تتكرر «أم درمان» فى رادس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon