بقلم: عماد الدين حسين
هذه الرسالة موجهة إلى جموع المواطنين المصريين وخلاصتها: إذا لم تلتزم بإجراءات السلامة والوقاية والتباعد الاجتماعى فإنك سوف تدفع ثمنا باهظا قد يكلفك حياتك نفسها.
قبل أيام وجهت رسالة للحكومة، وكانت خلاصتها أنه إذا كان من حقكم فتح الاقتصاد وغالبية أنشطة الحياة كما حدث بدءا من السبت الماضى، فمن الطبيعى أن تكون هناك استعدادات وتجهيزات كافية، وقلت للحكومة بوضوح، طالما اتخدتم هذا القرار، فلا تلوموا أحدا إذا أفلتت الأمور وزادت الإصابات عما هو متوقع.
الحكومة عليها دور مهم، لكن من الآن فصاعدا فعلى كل مواطن أن يرفع شعار: «ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك».
الحكومة فرضت حظر التجول الجزئى، حينما كانت الإصابات أقل كثيرا من الألف إصابة، لكنها قررت الفتح الكامل حينما تجاوزت الإصابات حاجز الستين ألفا والوفيات أكثر من 2553 حالة.
الحكومة معذورة لأنها ترى أن مشاكل وخسائر استمرار الإغلاق أعلى بكثير من مشاكل الفتح، خصوصا فيما يتعلق بالاقتصاد. السؤال: ما الذى يعنيه ذلك؟!
أحد الاحتمالات الكبيرة أن يرتفع عدد الإصابات مع الفتح الكامل، وخطورة ذلك أنه يترافق مع صعوبة وجود مستشفيات عزل مجهزة رغم كل الجهود التى تبذلها الدولة فى هذا الصدد وآخرها توفير القوات المسلحة لأربعة آلاف سرير عزل ومستشفيات ميدانية فى أرض المعارض بالتجمع الخامس.
لا يخفى على أحد صعوبة توفير المستشفيات والأسرّة والمستلزمات لكل المصابين بالفيروس ليس فى مصر فقط ولكن فى غالبية دول العالم التى هاجمها الفيروس.
الحكومة كانت واضحة حينما طالبت المصابين بأعراض بسيطة أن يعزلوا أنفسهم فى منازلهم، بل وأن يخرج المعزولون فى المستشفيات بعد خمسة أو سبعة أيام إذا شعروا بتحسن، وليس شرطا أن يقضوا الأسبوعين كاملين، أو يتأكدوا من سلبية تحاليلهم مرتين متتاليتين خلال 48 ساعة.
ونعلم جميعا أن توفير سرير بمستشفى عزل حكومى صار أمرا صعبا، فى ظل تزايد الإصابات التى قاربت السبعين ألفا أمس الأول.
أما الذهاب إلى مستشفى خاص فقد يكلف الشخص أرقاما فلكية قد تؤدى لإصابته بأزمة قلبية بجوار الفيروس!!.
من أجل كل ذلك، إذا لم يلتزم كل مواطن بأقصى إجراءات ودرجات الحذر والحيطة والوقاية، فقد يتعرض للإصابة، وإذا حدث ذلك لا قدر الله، فسوف يعانى كثيرا.
حينما ظهر الفيروس فى الأيام الأولى، كان يتم اصطحاب المصاب للإقامة فى مركز عزل النجيلة بمرسى مطروح وتدليله وتدليعه والتعامل معه باعتباره كائنا فضائيا. الآن تغيرت الصورة وصار يمكنك أن تقابل شخصا فى الشارع ويقول لك: «بالمناسبة أنا عندى كورونا»!!
فى مارس الماضى وعندما كان المرء يسمع عن شخص مصاب بالفيروس كان ربما يبتعد عن المدينة أو الحى الذى يقيم فيه هذا الشخص، الآن تغيرت الصورة وصار يمكنك أن تقابل شخصا فى الشارع يقول لك بالمناسبة أنا عندى كورونا، وقبل أكثر من أسبوع رأيت حالة مماثلة فى مستشفى زايد التخصصى، وصرت أسمع من بعض الأصدقاء أنهم أصيبوا بالفعل أو خالطوا مصابا.
الخلاصة والرسالة التى يفترض أن تصل إلى كل مواطن مصرى هى: اهتم بصحتك واحترس لأنك قد تعانى كثيرا فى حالة إصابتك لأن «العين بصيرة والإيد قصيرة» والفتح الكامل للاقتصاد قد يؤدى لإصابات كثيرة، والحل هو الحذر ثم الحذر ثم الحذر، وخصوصا ارتداء الكمامة، أما الرهان على ما يسمى وعى الشعب فقد ثبت عدم نجاعته، والدليل على ذلك العبارة الساخرة التى تقول على لسان فيروس كورونا نفسه: «يارب احمِ مصر من المصريين»!!