توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إثيوبيا تكشف عن وجهها الحقيقى فى نيويورك

  مصر اليوم -

إثيوبيا تكشف عن وجهها الحقيقى فى نيويورك

بقلم: عماد الدين حسين

المنطق والطريقة والروح التى تحدث بها مندوب إثيوبيا فى مجلس الأمن مساء أمس الأول الإثنين، لا يقدم أى أمل فى التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق عادل بشأن سد النهضة الإثيوبى.
ولو استمرت هذه الروح الإثيوبية فلن نصل لأى اتفاق خلال أسبوعين أو شهرين أو سنتين أو حتى عقدين!.
مصر جربت كل الطرق الودية مع إثيوبيا، لكن الأخيرة تكشف كل يوم عن رغبتها فى تعطيش مصر.
وزير الخارجية سامح شكرى تحدث فى جلسة مجلس الأمن عبر الفيديو كونفرانس وعرض وجهة النظر المصرية بصورة قوية ومشرفة، تليق بعراقة الدبلوماسية المصرية وتقاليدها الراسخة.
المندوب الإثيوبى فى الامم المتحدة ارتكب كل الأخطاء من أول تزوير الحقائق واختلاقها، نهاية بمحاولة الظهور بمظهر المظلوم والضحية.
لكن الأخطر أنه يريد أن يعطش مصر، فحسب كلامه مصر استفادت من السد العالى لمدة أكثر من أربعين سنة، وحان الوقت كى تستفيد إثيوبيا من سدودها لمدد مماثلة!!.
المندوب الإثيوبى تحدث بصورة غريبة عن قناة توشكى وترعة السلام، باعتبارهما تصرفا أحاديا مصريا، لكنه نسى معلومة بسيطة وبديهية أن مصر دولة مصب، وبالتالى فلو أقامت مليون سد وترعة على أراضيها، فإن ذلك لن يضر بأى صورة من الصور أى دولة من دول المنابع أو المرور، سواء كانت إثيوبيا أو غيرها طالما أن مصر تحصل على حصتها ويصبح منطقيا أن تتصرف فيها كما تشاء.
هو يتحدث عن «المعاهدات الاستعمارية»، لكنه نسى أو تناسى أيضا أن اتفاقية ١٩٠٢ الأساسية لم تكن إثيوبيا مستعمرة، والأمر نفسه ينطبق على الاتفاق الإطارى عام ١٩٩٥، الذى قالوا إنهم وقعوه، حينما كانوا ضعفاء، وانسحبوا منه، بعد أن استقرت حكومتهم فى عهد ميليس زيناوى، كما جاء فى المذكرات المهمة جدا للسفير أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية تحت عنوان «شهادتى» وأدعو الجميع إلى قراءتها بدقة خصوصا الفصول المتعلقة بالعلاقات المصرية الإفريقية وخصوصا دول حوض النيل.
الإثيوبيون أظهروا أنهم أساتذة فى المراوغة والتعنت واللف والدوران، وأحد التفسيرات المهمة لتوتر مندوبهم وتضارب أفكاره، أنهم شعروا بخطورة نقل القضية إلى مجلس الأمن، فى حين كانوا يفضلون أن يستهلكوا الوقت فى مفاوضات عبثية ثنائية أو ثلاثية أو حتى فى إطار الاتحاد الإفريقى، حتى يفرضوا علينا أمرا واقعا.
الصورة التى ظهرت عليها إثيوبيا ليلة الإثنين تتطلب منا أن نكون حذرين جدا، فى الفترة المقبلة، خصوصا أن دولا إفريقية كثيرة تدعم وجهة نظرها الخاطئة، وعلى رأسها جنوب إفريقيا التى حاولت بكل الطرق منع عقد جلسة مجلس الأمن، لولا الجهد المصرى الكبير والدعم الأمريكى والفرنسى.
الدول الأعضاء فى مجلس الأمن كان موقفهم متباينا، بعضهم تحدث بصورة مائعة جدا مثل روسيا لأنه لا يريد أن يغضب مصر أو إثيوبيا، وبعضهم لم يكن سعيدا بنقل القضية إلى مجلس الأمن، حتى لا تكون سابقة فى قضية الأنهار المتنازع عليها، مثل الصين، رغم أن سامح شكرى تحدث هاتفيا مع وزير خارجيتها قبل انعقاد الجلسة، أما فرنسا فقد دعت لعودة المفاوضات.
لكن هناك دولا تحدثت بصورة إيجابية مثل الدومنيكان وإندونسيا وفيتنام، التى طلبت عدم اتخاذ قرارات أحادية، وبريطانيا التى طالبت بالاحتكام لاتفاق المبادئ. وكذلك السودان الذى تطور موقفه كثيرا واقترب من الموقف المصرى، لكن ورغم الموقف الأمريكى القوى المساند لنا، إلا أن المندوبة الأمريكية لم تشر إطلاقا إلى الاتفاق المبدئى الذى تم التوصل إليه فى واشنطن يوم ٢١ فبراير الماضى.
إثيوبيا هربت من اتفاق واشنطن فى اللحظات الأخيرة، ويوم أمس الأول كشفت عن وجهها الحقيقى فى نيويورك، وأنها تريد أن تستخدم المياه كسلعة تبيعها لمصر، أو تبتزها بها.
لكن من المؤكد أن العبارة التى وردت فى كلمة سامح شكرى يفترض أن تصل واضحة لأديس أبابا. هو قال نصا: «الدفاع عن البقاء ليس محض اختيار، بل هو أمر واجب، ولن نسمح لأى تهديد لأمننا المائى»، ولم يكن صدفة أن هذه العبارة صارت هاشتاج فى موقع تويتر فى مصر ليلة أمس الأول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا تكشف عن وجهها الحقيقى فى نيويورك إثيوبيا تكشف عن وجهها الحقيقى فى نيويورك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon