توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطاطس ومن يحتكرها.. وخفة دم المصريين

  مصر اليوم -

البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين

بقلم - عماد الدين حسين

سفير دولة عربية مهمة، ومحبة لمصر والمصريين منذ زمن طويل، يرسل لى بين الحين والآخر رسائل متنوعة، على «الواتس آب»، قبل أسابيع سألنى: ما الذى حدث للمصريين، ولماذا تراجع مستوى النكتة وخفة الظل عندهم؟!.

يومها قلت له: ظنى أنهم لم يفقدوا خفة الظل أبدا، وتأكيدا على إجابتى هو رد فعل المصريين، على الأزمة التى رافقت ارتفاع أسعار البطاطس فى الأيام الأخيرة.
فى عدد «الشروق» مثلا الصادر يوم الأربعاء ٢٤ أكتوبر الحالى كاريكاتير للزميلة ياسمين، وفيه تقول فتاة لخطيبها: «نتجوز إزاى.. مرتبك ما يأكلش بطاطس»!!!.
قبلها بأيام وصلتنى رسالة من صديقة عبارة عن صورة لحبة بطاطس وبجانبها تعليق يقول: «للجادين فقط بطاطساية ربع كيلو، بحالة جيدة، للبيع لظروف السفر.. التواصل على الخاص». وأخرى مماثلة تقول: «لدواعى السفر.. 5 كيلو بطاطس تحمير.. لأعلى سعر»!!.
هنا حبة البطاطس صارت وكأنها شقة سكنية أو سيارة يريد صاحبها أن يبيعها لظروف السفر!!. 

على موقع «صدى البلد» قرأت تقريرا طريفا عن نفس الموضوع به ما يؤكد أن خفة دم المصريين ما تزال بخير.
سيدة تتمنى أن يدخل عليها خطيبها باثنين كيلو بطاطس، لأنه لو حدث ذلك، فسوف تعرف أنه يحبها فعلا!.
أما التعليق الأطرف فهو محاكاة لأحد إفيهات الفنان الكوميدى الكبير محمد هنيدى المستوحاة من الرسائل التى يتلقاها الكثير من المصريين على هواتفهم بشأن العثور على آثار بصورة غير شرعية: تقول الرسالة: «يا محمد انزل البلد ضرورى، أبوك لقى 5 كيلو بطاطس، ومحتاجين حد يحمرهم»!. وكأن البطاطس صارت مثل الآثار بعد أن ارتفع ثمنها إلى نحو ١٥ جنيها متجاوزة أسعار بعض أنواع المانجو والتفاح.
أحد المواطنين تساءل تعليقا على أن سعر البطاطس يكاد يقترب من سعر الدولار قائلا: «يعنى أحول فلوسى لبطاطس»؟!.
وعلى نفس المنوال كتب أكثر من مواطن منشورا يوضح أسعار بيع وشراء البطاطس، وكأنها عملات أجنبية!.

ومن الدعابة والكوميكس إلى الجد، فقد لفت نظرى ما قاله عماد أبوحسين، نقيب الفلاحين، بأن «محصول البطاطس خرب بيوت الفلاحين» العام الماضى، لأنهم هم الفئة الأكثر تضررا، لأن تكلفة فدان البطاطس تصل إلى ٢٠ ألف جنيه وينتج نحو ١٥ طنا بسعر ٩٠٠ جنيه أى نحو ١٣٥٠٠ جنيه، وهو ما يعنى أنه يخسر ٧٥٠٠ جنيه.
أخطر ما قاله نقيب الفلاحين هو أن هناك خمسا من كبار التجار يحتكرون محصول البطاطس، وهم المسئولون عن رفع الأسعار فى المرة الأخيرة. 
هو قال أيضا إن الفلاح يبيع كيلو البطاطس من المزرعة بسعر يتراوح بين 60 و90 قرشا، فى حين يصل سعره للمستهلك النهائى إلى ما يتراوح بين 12 و15 جنيها.
هو لم يقم بتسمية هؤلاء الخمسة الكبار، لكنه قال إن الظروف صارت كلها صعبة، وشيكارة التقاوى ارتفع سعرها من ٤٠٠ إلى ٥٥٠ جنيها، وكل قيراط يحتاج شيكارة فى حين أن الجمعية الزراعية لا تمنح الفلاح إلا شكارتين للموسم الشتوى ومثلهما للموسم الصيفى، الأمر الذى يجبر الفلاح على اللجوء للسوق السوداء.
البعض يقول إن سر الأزمة الحالية هو اختلاف «العروة» أى موسم المحصول، مثلما يحدث فى مرات كثيرة مع الطماطم رغم أن البطاطس تزرع عروتين صيفا وشتاء. وقد يكون السعر المرتفع حاليا لا يعبر عن أزمة دائمة، بل طارئة، لأن سعر البطاطس انخفض إلى نحو جنيهين فقط قبل أسابيع.
السؤال الجوهرى: هل ما يزال هناك دور للحكومة فى ضبط السوق، وهل هى تملك ذلك أصلا، وهل ما يقوله نقيب الفلاحين صحيحا بشأن المحتكرين الخمسة الكبار؟
وإذا كان صحيحا فلماذا لا تتدخل الحكومة؟!. هؤلاء المحتكرون يستحقون أن نطبق عليهم قانون الطوارئ، لأنهم أخطر مليون مرة من الإرهابيين، أما السؤال الأشمل فهو: كيف يستفيد مجموعة من المحتكرين القلائل فى حين يدفع الفلاحون الثمن الأصعب، ومتى نقضى على شبكة الوسطاء التى تشترى الكيلو من الفلاح بستين قرشا وتبيعه للمستهلك بـ 15 جنيها؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين البطاطس ومن يحتكرها وخفة دم المصريين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon