توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يريدون الأوطان.. لا الحكام

  مصر اليوم -

يريدون الأوطان لا الحكام

بقلم : عماد الدين حسين

 على صفحة معتزة صلاح عبدالصبور على الفيس بوك كتبت تقول صباح أمس: «لو كان قتل بشار ينهى الحرب، لكان قتل صدام حسين ومعمر القذافى وعلى عبدالله صالح، قد أنهى الحروب.. إنهم يريدون الأوطان لا الحكام».

العبارة صحيحة وبليغة تماما، وموجعة ومؤلمة جدا، وفى نفس الوقت كاشفة للغاية.

فى الرابعة من فجر أمس السبت شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عدوانا ثلاثيا على سوريا بأكثر من مائة صاروخ، انطلقت من سفن البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فى البحر المتوسط، وقاذفات بى ــ ا بى من منطقة التنف السورية المحتلة.

المبرر الظاهر للضرب هو استخدام الجيش السورى لأسلحة كيماوية ضد مدنيين فى دوما بالغوطة الشرقية. حتى هذه اللحظة لم تقدم الدول المعتدية أو أى هيئة أو جهة محايدة إثباتا دامغا بأنه تم استخدام السلاح الكيماوى ضد المدنيين. والغريب أن الضربة تمت قبل ساعات من بدء المهمة الرسمية للجنة دولية للتحقيق فى استخدام الأسلحة الكيماوية.

تقول الدول الثلاث المعتدية إنها تملك إثباتات كافية لاستخدام بشار أسلحة كيماوية فى دوما. لكن تاريخنا العربى القريب والبعيد مع الغرب خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يقول إنها استخدمت نفس المبررات والحجج، لتدمير العراق، بدعوى امتلاكه سلاحا نوويا، ثم اكتشفنا لاحقا أن كل ذلك، كان محض أكاذيب.

ليس ما سبق دفاعا عن بشار الأسد ونظامه، بل هو دفاع عن سوريا العربية، ودفاع عن مصر وكل الوطن العربى.
كتبت فى هذا المكان مرارا وتكرارا أدين السياسات التى اتبعها بشار وقبله صدام والقذافى، لانها على الاقل ساهمت فى تمكين الغرب وإسرائيل فى تفكيك وتقسيم المنطقة.

المأساة الكبرى أن بيننا عربا ومسلمين يهللون لأى قصف يطال سوريا، سواء كان آتيا من إسرائيل، كما حدث الأسبوع الماضى، أو أمريكا وبريطانيا وفرنسا، كما حدث بالأمس، وكما حدث قبل عام تقريبا ضد مطار الشعيرات قرب حمص.

الغرب أسقط القذافى ثم قتله بمساعدة عربية، وكثيرون منا اعتقدوا أن ذلك، سينهى المأساة الليبية، لكن اكتشفنا أن ذلك كان بداية المأساة، التى تكاد تنهى وجود ليبيا كدولة للأسف الشديد.

كان الغرب يستطيع أن يساعد فعلا فى إنهاء المأساة السورية منذ بدايتها فى مارس ٢٠١١، لكن تبين لنا الآن وبوضوح شديد أنه كان يريد تدمير سوريا بكاملها وقبلها العراق.

أمريكا ومعها بريطانيا وخلفهما إسرائيل دمروا العراق فعليا، وسلموه هدية على طبق من بلاتين إلى إيران. وقتها أوهمونا أنهم سينشرون فيه العدل والديمقراطية، ثم فوجئنا بأنهم «يربون ويسمنون ويعلفون» داعش كى يطلقوها فى كل المنطقة، لتفعل ما فعلته.

هل نلوم الغرب وإسرائيل فقط، أم نلوم أنفسنا؟ علينا أن نلوم أنفسنا أولا، لأن الاستبداد والفقر والجهل والتخلف والظلم وتردى التعليم والصحة وبقية الخدمات فى غالبية المنطقة العربية هو الذى ساهم فى تهيئة الأجواء لنجاح المؤامرة الكبرى. المستفيد الرئيسى مما يحدث منذ عام ٢٠١١ فى المنطقة هو إسرائيل، ثم إيران وتركيا وإثيوبيا أى دول الجوار الإقليمى للمنطقة العربية، لكن المجرم الاكبر هم بعض الحكام والمسئولين العرب، الذين ساهموا فى تدمير العراق، ويكررون نفس الأمر مع سوريا الآن!!

لاحظوا أن الغرب كان يتحجج دائما بأنه جاء للمنطقة للقضاء على داعش، ثم فوجئنا بأن داعش سيطرت على نصف العراق وسوريا بعد تشكيل التحالف الدولى من 30 دولة بقيادة امريكا. والغريب ان العامل الأساسى الذى أدى إلى دحر وهزيمة داعش كان هو التدخل الروسى وتضيحات الجيش السورى، وليس التحالف الامريكى. لاحظوا أيضا، أنه وبدلا من توجيه الأسلحة الغربية إلى فلول داعش، يتم توجيهها إلى القدرات النوعية للجيش السورى، فى خدمة مجانية أو مدفوعة الأجر لإسرائيل.

مرة أخرى ينبغى أن ندين استخدام الأسلحة الكيماوية فى أى زمان ومكان، سواء استخدمها الأسد أو قادة المنظمات الإرهابية الذين انهزموا فى دوما والغوطة، قبل حكاية الأسلحة المزعومة!

هل مازال بعضنا يعتقد أن ترامب ومعه تريزا ماى ونتنياهو مشغولون فعلا بأطفال الغوطة الشرقية.. أم أنهم يريدون تدمير سوريا وملاحقة روسيا ومطاردة إيران، لأهداف تخص النفوذ والمصالح وأهداف إسرائيل؟!

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يريدون الأوطان لا الحكام يريدون الأوطان لا الحكام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon