توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السد الإثيوبى.. لتوليد الكهرباء أم محبس لتعطيشنا؟!

  مصر اليوم -

السد الإثيوبى لتوليد الكهرباء أم محبس لتعطيشنا

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو الهدف النهائى لإثيوبيا من بناء سد النهضة؟!
أظن أن معظمنا فى مصر وربما السودان ودول كثيرة، كنا حسنى النية لدرجة تقترب من السذاجة، حينما صدقنا أن إثيوبيا تهدف لتوليد الكهرباء أو حتى زيادة الرقعة الزراعية، أو تحزين كمية من المياه تحسبًا لموسم الجفاف.
الآن حصحص الحق، واتضح لنا أن الهدف النهائى لإثيوبيا هو تحويل السد إلى «محبس» تقوم من خلاله بالتحكم فى كمية المياه الواردة إلى مصر والسودان.
الدعاية الإثيوبية من عشرات السنين، وحتى قبل أن يكون هناك مشروع اسمه سد النهضة، كانت تركز على أنها تريد إقامة بعض السدود من أجل توليد الكهرباء، حتى تتمكن من إنارة القرى والمدن الإثيوبية الغارقة فى الظلام.
المؤكد أن هذا هدف نبيل لا يمكن لأحد أن يرفضه، وظنى أن مصر كانت شديدة الذكاء، حينما صاغت سياستها فى هذا الصدد بشعار «نحن مع حق إثيوبيا فى التنمية، ومع حقنا فى الحياة»، لأنه لم يكن ممكنًا أن نعارضهم فى بناء سدود لتوليد الكهرباء، طالما أنها لا تؤثر على حصتنا فى المياه.
ظنى الشخصى أيضا أننا بذلنا كل الجهد لكى نثبت ونبرهن للإثيوبيين خصوصا المواطنين العاديين أننا نمد أيدينا إليهم، ولا نريد إلحاق الضرر بهم، وإن كل هدفنا أننا نريد حقنا وحصتنا فى المياه لأنه من دونها نهلك تماما ونموت عطشا.
للأسف فإن السياسة الإثيوبية من أول ميليس زيناوى مرورا بهيلى ماريام ديسالين نهاية بأبى أحمد، تعمدت المماطلة والمراوغة وكسب واستهلاك الوقت لكى تفرض علينا أمرًا واقعًا، وحتى الآن فهى قد نجحت فى ذلك بصورة كبيرة، لكن المعركة لم تنتهِ.
ظنى الشخص أن القضية الجوهرية ليست بناء السد أو حتى سنوات ملئه فهو فى النهاية سيتم ملئه سواء فى ثلاث أو تسع سنين أو حسب إيراد النهر من الأمطار المتساقطة.
فى الشهور الأخيرة تبين لنا بوضوح أن إثيوبيا تريد تحويل السد إلى محبس لكى تبتز به مصر بالأساس هى ومعها أو خلفها من يساندها بطرق مختلفة، أو تحويله إلى بنك مياه تبيعها لمصر أو لمن تشاء.
حتى فبراير الماضى كان البعض يتشكك فى النوايا الإثيوبية السيئة، ويعتقد أنها حريصة على اتفاق يرضى الجميع، لكن وبعد أن حسمت مفاوضات واشنطن معظم الأمور الخلافية ولم يكن ناقصا إلا التوقيع، انسحبت إثيوبيا من المفاوضات بطريقة شديدة الطفولية، تم بدأت تتحلل شيئا فشيئا من كل الالتزامات والاتفاقيات والتعهدات السابقة وآخرها اتفاق المبادئ فى مارس 2015.
الآن بدأنا نسمع تصريحات وتهديدات أقرب إلى البلطجة مثل: «النهر نهرنا والمياه مياهنا وسنملأ السد فى كل الأحوال وقادرون على حشد الملايين فى حالة الحرب»!!
الرسالة الإثيوبية هى إجبار مصر على قبول الأمر الواقع، وأن ننتظر منها أن تتصدق علينا بما يفيض من استهلاكها من المياه سواء لتوليد الكهرباء أو الزراعة أو حتى التخزين فى سد النهضة وسدود أخرى تنوى بناءها فى الفترة المقبلة.
تعبير بنك المياه بدأنا نسمعه كثيرا فى الأسابيع الأخيرة، وكان آخر من استخدمه الخبير البارز فى شئون وادى النيل الدكتور هانى رسلان خلال حواره مع الأستاذ حمدى رزق على فضائية صدى البلد الخميس قبل الماضى.
الوفد المصرى المفاوض انتبه أخيرا إلى النوايا الإثيوبية، وبدأ فى كشفها وتعريتها أولا بأول.
كان مفروضا أن نفعل ذلك مبكرا لكن المهم أن تكون الرسالة الواضحة قد وصلت لإثيوبيا وخلاصتها: «لن نسمح لكم بتحويل سد النهضة إلى محبس، أو بنك للمياه من أجل ابتزاز مصر وتعطيشها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السد الإثيوبى لتوليد الكهرباء أم محبس لتعطيشنا السد الإثيوبى لتوليد الكهرباء أم محبس لتعطيشنا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon