توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيادة الأمة.. لمن؟ فى الرد على عبدالخالق عبدالله

  مصر اليوم -

قيادة الأمة لمن فى الرد على عبدالخالق عبدالله

بقلم: عماد الدين حسين

يوم الأربعاء الماضى ٣ يونيه كتب أستاذ العلوم السياسية الإماراتى المعروف الدكتور عبدالخالق عبدالله مقالا فى «الشروق» تحت عنوان «قيادة الأمة خليجية حتى إشعار آخر».. وهى خلاصة أجد نفسى مختلفا معه فيها إلى حد كبير. وسأورد أسبابى لاحقا.
الأفكار الرئيسية التى جاءت فى مقال الدكتور عبدالخالق عبدالله ليست جديدة، فقد كتبها طوال سنوات فى عشرات المقالات وتحدث بها فى حوارات صحفية وتلفزيونية، ووثقها فى كتبه، وكلها تدور حول معنى واحد رئيسى هو أن «لحظة الخليج قد حانت لتولى قيادة الأمة العربية» وبطبيعة الحال فإن هذه الفكرة واجهت ــ ولاتزال ــ ردود فعل رافضة، وموضوعية من عرب كثيرين خصوصا فى المشرق والمغرب وبينهما مصر، ومنهم السياسى الكبير عمرو موسى ، وزادت حدة الرفض بعد نشر المقال فى الشروق الأسبوع الماضى.
ظنى الشخصى أنه من العبث على أى عربى مخلص أن يدخل فى جدل الآن حول من هى الدولة الأحق بالقيادة، لأن السؤال بهذه الصيغة أشبه باستدعاء الشيطان، والطريق إليه كما يقولون مفروش بالنوايا الحسنة.
أمتنا فى أسوأ أحوالها الآن على أكثر من صعيد، وبالتالى فأعتقد أن واجب النخبة هو البحث عن كيفية مواجهة التحديات التى تواجه الأمة وهو الهدف الأساسى الذى كان فى ذهن صفحة الرأى حينما دعت المفكرين العرب للكتابة فى الموضوع.
فى هذا المقال لن أرد اليوم مباشرة على ما طرحه الدكتور عبدالخالق عبدالله. لكن أذكر من لم يتابع هذه السلسلة بأن الدكتور على محمد فخرو المفكر السياسى البحرينى قد كتب مقالا فى الشروق في ٢٨ مايو الماضي تحت عنوان «حوار مفتوح.. من يقود الأمة نحو عمل عربى مشترك؟» أسئلة لمن يريد قيادة الأمة.
مقال د. فخرو رغم أنه كان الأسبق فى النشر، إلا أنه يعتبر الرد الفعلى على أفكار عبدالخالق عبدالله ليس فقط من حيث المضمون، لكن من حيث الشكل أيضا فالدكتور فخرو بحرينى وعبدالله إماراتى، وبالتالى لا توجد حساسية أن يقال إنه صراع بين الخليج والمشرق أو المغرب أو مصر، وبالتالى أتمنى أن يرد الدكتور عبدالخالق عبدالله ومن يؤمن برأيه على الأسئلة الموضوعية جدا الواردة فى مقال د. فخرو.
الدكتور فخرو سأل: ما هى طبيعة وأسس ومنهجية المشروع القومى الذى سيلتزم بحمله والنضال من أجله ذلك القطر العربى الذى سيتطلع لقيادة الأمة؟ وهل سيكون هذا المشروع تضامنيا فى السراء والضراء ويتطور ليصبح وحدويا، أم سيكون شكلا من أشكال الهيمنة؟ أم سيكون لخدمة مصالح استعمارية وربما صهيونية؟ وهل هذا القطر على استعداد لتحمل تبعات هذا الدور القومى، خصوصا صدامه مع قوى كثيرة فى الداخل والخارج.
وسؤال مهم جدا هو: ما هى الأسس والأنظمة التى سينطلق منها المشروع الاقتصادى، فى القيادة، هل هو إنتاجى ومعرفى وخدمى أم مجرد نموذج للبهرجة يعيد إنتاج النموذج القديم الريعى القائم على التوزيع التابع لـ«النظام الرأسمالى النيوليبرالى إلى العولمى المتوحش» الرافض لتوزيع الثروة، أم العادل المرتبط بالحقوق والكفاءة والتضامن الإنسانى؟!
وهل الدولة أو المحور أو التكتل الذى سيتقدم لقيادة الأمة سيأخذ فى الاعتبار ظروف الفقراء والمهمشين والرعاية الاجتماعية وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتقليص الفروقات بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ومنع شطط الأسواق ووضع هدف العدالة الاجتماعية فوق كل هدف آخر أم لا؟!
وسياسيا كيف سيتصرف هذا الطرف الذى يريد القيادة بشأن الانقسامات الطائفية والمذهبية والصراعات القبلية والامتيازات العشائرية والعائلية والعسكرية؟
وهل سوف يستطيع جعل المواطنة وحكم القانون الشرعى والإنسانى والفرص المتساوية هى الحكم بين الناس، وهل سوف يساوى بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات؟
وثقافيا هل سوف يستطيع تحليل ونقد وإعادة تركيب التراث والتاريخ، نحو حداثة عربية ذاتية منفتحة مع ثقافات الآخرين وحضارة العصر؟ وهل سوف يلتزم بالدفاع عن الحرية الضرورية لتحقيق ذلك الانتقال الثقافى والحضارة!
يقول فخرو ــ وأتفق معه تماما ــ إن من يريد أن يتقدم للقيادة عليه أن ينصهر فى أحلام وآمال من يقود ويشقى فى سبيلهم. فإذا كان غنيا شارك أمته فى هذا الغنى بلا منة أو شرط وإذا كان قويا وزاخرا بالإمكانيات وضعها تحت تصرف أمته.
هذه قيادة كما يقول فخرو لا تنسجم مع من يريد الوجاهة والامتيازات فقط ويرفض التضحيات.
من يريد أن يتقدم للقيادة عليه أن يدرس بموضوعية تجربة مصر فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى ــ كما يقول فخرو ــ بكل ما لها وما عليها لأنها مليئة بالدروس والعبر، حتى يستفيد من الإيجابيات ويتجنب السلبيات والأخطاء.
السؤال للدكتور عبدالخالق: ما هى إجاباتك عن اسئلة الدكتور فخرو؟!. والحديث متصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة الأمة لمن فى الرد على عبدالخالق عبدالله قيادة الأمة لمن فى الرد على عبدالخالق عبدالله



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon