توقيت القاهرة المحلي 07:49:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نساعد الأكثر تضررًا من كورونا؟

  مصر اليوم -

كيف نساعد الأكثر تضررًا من كورونا

بقلم: عماد الدين حسين

«س. ى» لديه سيارة فان صغيرة اتفق مع مجموعة من الأسر فى بداية العام الدراسى على نقل أولادهم الصغار فى المرحلة الابتدائية من البيت للمدرسة والعكس يوميا ،بمقابل يتراوح ما بين ٥٠٠ و٧٥٠ جنيها للتلميذ شهريا.
حينما توقفت الدراسة بسبب فيروس كورونا، انقطع رزق ومصدر دخله الرئيسى، فماذا يفعل هذا الرجل؟!.
هو يواجه مشكلة كبيرة فى تحصيل مصدر دخله، خصوصا أنه يدفع أقساطا منتظمة للسيارة. هو يقول إنه حتى لو فكر فى تغيير النشاط، وتحويل السيارة إلى أجرة على أحد الخطوط داخل القاهرة، فإن ذلك يحتاج وقتا ورسوما.
ورغم ذلك تظل مشكلة هذا السائق أقل حدة من آخرين. فهو فى النهاية يملك مصدر رزقه الأساسى وهو السيارة، لكن هناك فئات أخرى كثيرة ستدفع الثمن الأكبر لهذه المشكلة الكبرى التى لا تعانى منها مصر فقط، ولكن معظم بلدان العالم.
العمالة اليومية التى تعمل يوما بيوم، هى الأكثر تضررا، خصوصا تلك التى لا تملك تأمينات اجتماعية.
فى المقدمة يأتى سائقو التاكسيات والميكروباصات والأوبر وكريم والتكاتك وكل العمالة فى مجالات الترفيه خصوصا السينما والمسرح والنوادى وعمال الدليفرى و«الشيالين» والباعة السريحة وعمال التراحيل والعاملون فى المولات الكبرى والمتاجر الصغيرة وغالبية العاملين باليومية فى قطاع المقاولات.
هناك تقديرات تقول إن عدد هؤلاء فى مصر يمكن أن يصل إلى ربع العمالة الشاملة والتى تقترب من ٣٠ مليون شخص، ولنفترض أنهم أقل من ذلك بكثير أى أربعة أو خمسة ملايين شخص وليسوا ٧.٥ مليون، فمعنى ذلك أنهم مسئولون عن أكثر من نحو ١٥ــ٢٠ مليون شخص باعتبار أن كل رب أسرة مسئول عن ثلاثة أو أربعة أشخاص، فى المتوسط. السؤال: ماذا سنفعل مع هؤلاء الذين صاروا متعطلين عن العمل قسريا بفعل تداعيات كورونا، وربما يزيد العدد إذا تم تعليق كل النشاط الاقتصادى وفرض حظر التجول فى حالة شراسة الفيروس لا قدر الله؟!.
بعض الزملاء الإعلاميين والخبراء الاقتصاديين تحدثوا فى هذا الموضوع، وتساءلوا عن مدى وجود خطة محددة للتعامل مع هذه المشكلة إذا استمر الأمر على حاله.
الحكومة أعلنت الأسبوع الماضى عن رصد مائة مليار جنيه للتعامل مع تداعيات كورونا على الاقتصاد المصرى، فهل سيكون هناك نصيب لهذه الفئات فى مثل هذه الخطة؟!.
الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتمع مع محافظ البنك المركزى طارق عامر، ووزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، يوم السبت الماضى لبحث هذه المشكلة.
والحكومة أعلنت قبل أيام أنه سيتم صرف ٥٠٠ جنيه لنحو ٣٠٠ ألف عامل يومية.
هذه بداية جيدة من الحكومة. لكن لم أفهم، هل ذلك سيكون لمرة واحدة أو يستمر حتى تنتهى الأزمة؟.
والسؤال الآخر هل لدينا حصر كامل لهذه الفئات وكل ما يتعلق بهم من بيانات خصوصا فى جانبها الاجتماعى، ولماذا فقط ٣٠٠ ألف أسرة؟!.
الإعلامى محمد على خير قال إنه لو ظل هؤلاء فى بيوتهم ليوم واحد من دون عمل لماتوا جوعا، وبالتالى فالمطلوب مبادرات تساعدهم على مواجهة هذه الظروف الصعبة.
فى تقديرى أن الحكومة تصرفت بصورة صحيحة جدا فى معظم الملفات المرتبطة بكورونا من بداية الأزمة. هى تحركت بسرعة خصوصا فى قرارات البنك المركزى ودعم المصدرين والسياحة والمستثمرين، رئيس الحكومة قال: «إن حياة المصريين أغلى من أى خسائر اقتصادية»، هذا كلام جميل جدا، مطلوب ترجمته إلى قرارات مستمرة، فيما يتعلق بهذه الفئات الفقيرة جدا، وأن نحض القادرين على مبادرات لدعمهم، وأن نفكر فى بقية القطاعات التى تحتاج الدعم وأن ندرس ماذا فعل العالم من حولنا فى نفس المشكلة، وهل هناك حلول أخرى يمكن أن تفيدنا؟.
والسؤال الاهم اذا كنا نريد دعم ومساعدة العمالة الاكثر تضررا ،اليس مهما ايضا ان ندعم الشركات عموما والصغيرة خصوصا،لانها لو افلست ستكون النتيجة الفورية هي جلوس العاملين فيها داخل منازلهم؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نساعد الأكثر تضررًا من كورونا كيف نساعد الأكثر تضررًا من كورونا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon