توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤية مسئول للأوضاع العربية

  مصر اليوم -

رؤية مسئول للأوضاع العربية

بقلم: عماد الدين حسين

«إحنا رايحين على فين؟!» سؤال يتكرر فى العديد من العوالم والمدن العربية، سواء عن بلد بعينه أو عن الأمة بأكملها.
هذا السؤال يعتبر القاسم المشترك الأعظم بين المواطنين العرب. يسأله كثيرون لبعضهم البعض. وكل منا يفتى بطريقته الخاصة، حسب معلوماته وآرائه وانحيازاته ومصالحه والزاوية التى ينظر منها للأمور.
فى أوائل هذا الأسبوع قابلت فى دبى مسئولا عربيا مهما بصورة غير مخططة. هو مطلع بدقة على العديد من الملفات العربية المفتوحة.
سألته: «هل صحيح أننا رحنا فى داهية كعرب أم أن الأمل لا يزال موجودا؟!».
ابتسم ضاحكا، وقال نعم رحنا فى داهية، لكن الحمد لله بدأنا نرجع منها، وبدأت الأمور تتحسن إلى حد كبير فى المنطقة العربية. هو يرى علامات كثيرة للتحسن، أهمها استعادة سوريا من أيدى الإرهابيين والمتطرفين واستقرار مصر.
هو يقر بأن كثيرا من القراءات العربية للمشاكل والأزمات كانت خاطئة، خصوصا بالنسبة إلى سوريا، لكن ما يحدث الآن هو إعادة تصحيح لهذا الخطأ، مشيدا بالاقتراب العربى من سوريا، خصوصا قرار البحرين والإمارات بإعادة العلاقات مع دمشق، متوقعا إقدام دول أخرى على نفس الخطوة فى الفترة المقبلة. كما حيا الفهم المصرى الوافى للموقف فى سوريا وعدم تأثره بالكثير من الضغوط.
سألته: هل سقطت اللبننة والأفغنة التى كان يراد للأمة العربية السقوط فيها؟!.
أجاب: «نعم إلى حد ما» لكن الخطر لم ينته تماما. وعليك ملاحظة أنه قبل الربيع العربى، كان هذا الفيروس فى لبنان فقط، وللأسف فقد انتقل إلى معظم منطقة الشام. هو موجود فى العراق وسوريا، واليمن. وهنا علينا أن نفتش عن الأصابع الإيرانية، التى تحاول خلق «لبنان الكبير بالمفهوم الطائفى كى يمكنها التسلل للمنطقة والهيمنة عليها.
سألته: أليس من الحكمة أن يحاول العرب إقناع إيران بالتعقل والتوصل إلى حلول للمشاكل بينهما، بدلا من عملية الاستنزاف التى تتم للطرفين ولا يستفيد منها إلا أعداء العرب والمسلمين؟!.
المسئول أجاب قائلا: ما تقوله هو المنطق. ولكن النظام الإيرانى لا يؤمن بالحسابات المنطقية والحلول الوسط.
هو ينظر للمسألة باعتبارها حربا أيديولوجية إلهية. فى تقديره أن هناك حلفا كبيرا يضم كل المتطرفين ويشمل إيران وتركيا وقطر ومعهم جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى. هؤلاء ينسقون معا، على الرغم من وجود خلافات بينهم فى التفاصيل، وتضارب فى المصالح بل وتنافس أحيانا.
يضيف: «البعض يلومنا لأننا نتصدى للنفوذ الإيرانى.. فهل كان مسموحا أن نهدى اليمن إلى إيران كى تحاصر كل منطقة الخليج؟!!».
هو يضيف: «الإيرانيون يستخدمون اليمن وبعض الملفات العربية الأخرى لاستنزافنا، لكن لن نسمح لهم بتمرير مخططهم».
فى تقديره أن بدايات الخروج من الأزمة العربية هو أن تصل رسالة للجميع بأن العرب متفقون فيما بينهم على الحد الأدنى من التضامن والتفاهم.
هو يستبشر خيرا بعودة مصر واستقرارها، فهذا الاستقرار هو خير ضمانة للأمة العربية، كى تتصدى للعديد من مشاكلها.
سألت المسئول العربى البارز: وما هو الدور الأمريكى فى كل ما يحدث المنطقة: هل يدعم مثلا تحالف دعم الشرعية فى اليمن، أم أنه يحاول إغراق الجميع فى مشاكل مستمرة كى يستمر فى التواجد والتأثير وبيع السلاح؟!.
أجاب بأن الاستراتيجية الأمريكية الآن تقوم على ما يمكن تسميته بـ«التعامل مع الصراعات التى يمكن السيطرة عليها». هى تواجه إيران نعم وتدعم إسرائيل بلا حدود، وأحيانا بعض الأطراف العربية، لكن فى النهاية فإن كل تحركاتها تصب فى إطار مصالحها العليا، وبالتالى فعلينا أن نفهم هذا الأمر، وألا نكون عاطفيين، لنعتقد أن أمريكا ستحارب نيابة عنا فى تحقيق مصالحنا الوطنية أو القومية.
المسئول العربى البارز يرى أن التحدِى الأكبر الذى يواجه الأمة العربية، هو فهم العالم والإصلاح الادارى والاقتصادى واللحاق بركب التكنولوجيا الحديثة. ثم توجيه رسالة أمل كبيرة للشباب العربى بأن هناك أمل فى الغد. من دون ذلك فسوف تظل هناك ثغرات كبيرة ينفذ منها كل أعداء الأمة العربية.
وعندما سألته: «وهل الجميع يدرك هذا التحدى؟» أجاب للأسف لا: البعض يدركه وحقق نجاحات كبيرة وخلق انطباعا جيدا عن العرب، والبعض لايزال غارقا فى الروتين والأوهام والماضى السحيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية مسئول للأوضاع العربية رؤية مسئول للأوضاع العربية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon