توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم لن يعود كما كان

  مصر اليوم -

العالم لن يعود كما كان

بقلم: عماد الدين حسين

«لا السعودية، ولا العالم سوف يعودان لما كان عليه قبل أزمة كورونا».
قائل هذه العبارة هو وزير المالية السعودى محمد الجدعان فى حوار مع قناة العربية مساء يوم السبت الماضى «٢ مايو».
قال أيضا: المملكة سوف تتخذ إجراءات صارمة جدا وقد تكون مؤلمة جدا أيضا، وجميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع الأزمة، ويجب أن تنخفض مصروفات الميزانية بشدة والحد من النفقات».
الوزير قال إن أثار الفيروس الحقيقية ستظهر فى الربع الثانى للموازنة وما بعده، وأننا سننظر فى تخفيض النفقات من المشاريع سواء الكبرى أو بعض «برامج تحقيق الرؤية» وكذلك مشاريع السفر والانتدابات، وننوى اقتراض ٢٢٠ مليار ريال لسد العجز فى الموازنة، بسبب تراجع الإيرادات كثيرا خصوصا انخفاض سعر برميل النفط إلى ٢٠ دولارا بعد أن كان سعره ٦٠ دولارا فى بداية العام.
وتوقع الوزير استمرار الصدمة الاقتصادية وبالتالى التخطيط لما هو أسوأ، رغم قوله إن حكومته اتخذت العديد من الإجراءات السريعة وحزم التحفيز للتقليل من آثار الأزمة.
هذا هو أهم ما جاء فى كلام وزير المالية السعودى، وحاولت أن أنقل فقرات كاملة منه، لأن قائله ليس شخصا عاديا، وليس وزيرا فى دولة فقيرة، بل فى السعودية أغنى دولة عربية والتى تأتى فى مقدمة دول العالم تصديرا للنفط.
وبالتالى حينما تقول السعودية هذا الكلام، فعلينا أن ندرك أن الأزمة كبيرة وباقية وقد تتمدد لفترات طويلة.
السؤال: هل ذلك ينطبق على السعودية فقط؟!
الإجابة بالقطع هى لا، بل ربما يكن السؤال هو: إذا كانت السعودية تقول هذا الكلام، فماذا يكون حال بقية الدول؟!.
فى نفس اليوم الذى تحدث فيه وزير المالية السعودى، كانت الحكومة الجزائرية تتخذ حزمة من الإجراءات التقشفية أهمها خفض الإنفاق العام إلى ٥٠٪ بدلا من النسبة المقررة سابقا وهى ٣٠٪.
وفى نفس اليوم كشفت شبكة بلومبيرج عن أن أكبر شركة طاقة فى إسرائيل وهى ديليك ربما لن تكن قادرة على الاستمرار، بعد أن تراجع سهمها فى البورصة بنسبة ٧٠٪ وارتفعت ديونها إلى ٢٫٨ مليار دولار وخفضت نفقاتها بنسبة ٥٠٪.
وأحد كبار المستشارين فى البيت الأبيض، قال قبل أيام إن الأزمة التى يواجهها الاقتصاد الأمريكى أسوأ من تلك التى حدثت أيام الكساد الكبير عام ١٩٢٩.
فى نفس اليوم أصدر مجلس النواب المصرى قانونا بصفة مبدئية بفرض رسوما لتنمية مواد الدولة ويتضمن زيادة الرسوم المفروضة على بعض البنود خصوصا البنزين والسولار وعقود وشراء اللاعبين والأجهزة الفنية والشركات الرياضية والتبغ وأغذية الكلاب والقطط وأجهزة التليفون المحمول وجميع الإكسسوارات الخاصة به، وكل صحيفة من صور المحررات الرسمية من الشهر العقارى.
فى نفس اليوم أيضا وداخل مجلس النواب قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد إنه لو استمرت الأزمة كما هى حتى منتصف العام المالى المقبل فسوف تنخفض الاستثمارات بنسبة ٣٠٪، وإذا استمرت حتى ديسمبر المقبل فسوف ينخفض معدل النمو المتوقع إلى ٢٪.
النماذج السابقة من السعودية والجزائر وإسرائيل ومصر، تكاد تكون متكررة، وربما بصورة أكبر وأسوأ فى غالبية بلدان العالم، بما فيها بلدان مصنفة قوية وكبرى، والسبب أن الضربة كانت قوية ومفاجئة للجميع.
ورأينا العديد من الشركات الكبرى فى دول متقدمة وغنية خصوصا فى الطيران والسياحة تعلن إفلاسها مثلما حدث فى شركة طيران فيرجن فى أستراليا.
إذا الجميع سوف يتأثر الآن أو غدا، لكن الفارق سيكون فى الدرجة ويتوقف على مدى استعداد كل دولة للتعامل مع الآثار المتوقفة، وهل لديها رؤية واضحة وسياسات محددة للمواجهة أم ستترك الأمور للصدف والعشوائية؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم لن يعود كما كان العالم لن يعود كما كان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon