توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاصل جمع الأصفار صفر!

  مصر اليوم -

حاصل جمع الأصفار صفر

بقلم : عماد الدين حسين

 هناك اعتقاد خاطئ، يرى أن دمج الأحزاب المصرية التى يزيد عددها على مائة فى ثلاثة أو خمسة أحزاب سوف يحل المشكلة السياسية فى مصر، بكبسة زر، أو قرار فوقى.

لماذا هو اعتقاد خاطئ؟! لأنه ينبغى علينا أن نسأل أولا السؤال الصحيح وهو: هل مشكلة الأحزاب فى مصر أنها كثيرة جدا، أم أنها غير فاعلة أو مؤثرة؟!.. الإجابة البديهية أنه لا توجد مشكلة على الإطلاق فى وجود مائة أو ألف حزب، المشكلة هى عدم وجود أحزاب قوية. التدليل على ذلك، أن هناك عشرات وربما مئات الأحزاب الصغيرة فى العديد من البلدان الديمقراطية، ولا نشعر بها بالمرة، كما لا يشعر بها أهل هذه البلدان. هى موجودة طالما أنها تكون متوافقة مع القانون.
فى البلدان ذات التجارب الديمقراطية الناضجة هناك ما بين ثلاثة أو خمسة أحزاب كبرى تتقاسم غالبية مقاعد البرلمان، فى حين أن بقية الأحزاب الصغيرة، موجودة، طالما أنها قانونية. بعضها يندمج وبعضها يتلاشى ويتحلل، وبعضها يقاوم، حتى يخرج من دائرة الظل.

بعض البلدان تعالج ظاهرة كثرة الأحزاب وتشرذمها بطريقة عملية، وهى اشتراط الحصول على نسبة معينة من المقاعد البرلمانية تتراوح ما بين واحد إلى خمسة فى المائة، وتقفز النسبة إلى عشرة فى المائة، كما يحدث فى تركيا، وهى نسبة كبيرة جدا، لكن الهدف منها كان حرمان الأكراد من التمثيل الرسمى، بحيث تذهب غالبية مقاعدهم إلى حزب الأغلبية أى العدالة والتنمية. لكن هذه «الطريقة الجهنمية» لم تعد مجدية لأن حزب الشعوب التركية تجاوز نسبة العشرة فى المائة فى آخر استحقاقين انتخابيين!!

بعض البلدان الأخرى تشترط حصول الأحزاب على هذه النسبة ليس فقط، لدخول البرلمان، ولكن للاستمرار على قيد الحياة السياسية. وإذا لم يحصل على النسبة، يصبح منحلا بحكم القانون، ويندمج اعضاؤه فى احزاب اخرى اقرب إلى افكارهم.

وبالتالى، فالتجارب الديمقراطية الناضجة، لا تتوقف كثيرا عند الأحزاب الصغيرة، التى تظل هامشية وضعيفة التأثير فى المشهد العام، طالما أن هناك قوى وأحزابا كبرى تتصدر المشهد.
الفارق الأساسى أن الأحزاب الصغيرة فى الأنظمة الديمقراطية محدودة أو منعدمة التأثير فى المشهد السياسى. هى مجموعات صغيرة تؤمن بأفكار متطرفة يمينا أو يسارا ومعظمها أحزاب إما أيديولوجية أو تدافع عن قضايا فرعية محددة. هى لا تؤذى المجتمع، ولا تدعى أنها ذات وزن أو تأثير.

المشكلة فى الأحزاب الهامشية المصرية، ان معظمها ولد بعمليات قيصرية، ومصاب بكل الأمراض السياسية المزمنة، وبالتالى خرج مشوها أو مبتسرا!!

بعض هذه الأحزاب لا يملك إلا اللافتة، وليس لديه أى عضو حقيقى، لدرجة أن أسرة رئيس الحزب قد لا يكونون أعضاء فيه!! أحزاب لا تملك برامج، ومعظمها «مع الرايجة»، ومع السلطة فى كل مكان وزمان، سواء كانت «حزب وطنى» أيام مبارك أو «حرية وعدالة» ايام الإخوان، أو مع العهد الحالى!!

قبل أسابيع شاعت فكرة دمج الأحزاب فى عدد أقل ليكونوا أكثر فاعلية. وهى فكرة نبيلة بكل تأكيد، وظاهرها الرحمة، لكن للأسف فإن أصحابها ربما فاتهم سؤال جوهرى هو: إذا كانت هذه الأحزاب هامشية وبلا قواعد جماهيرية، ومجرد «أصفار».. فماذا سيحدث إذا جمعنا هذه الأصفار معا؟!. المنطق يقول إن النتيجة ستكون صفرا حتى لو كان كبيرا، لكنه سيظل صفرا!

إذا السؤال الجوهرى قبل أن نتحدث عن دمج الأحزاب أن نعرف حجمها وقواعدها وتأثيرها؟، وبعد ذلك نتحدث عن امكانية دمجها، أما قبل ذلك، فسوف يكون الأمر فى أفضل الأحوال مجرد دردشات بلا قيمة.

مستعد أن أراهن أى صاحب حزب من هذه الأحزاب الصغيرة على جمع ألف مواطن فى ندوة، من دون أن يدفع للحاضرين مقابلا، سواء كان ماليا، أو وجبات غذائية أو إجراء «سحوبات» على جوائز.

٩٩٪ من الشعب المصرى لا يعرف ٩٩٪ من هذه الأحزاب، سواء أكان أسماءها أم برامجها وأهدافها، لأنها بلا تأثير يذكر.

أما السؤال الأكثر جوهرية فهو: حتى إذا افترضنا أن هذه الأحزاب الصغيرة لها تأثير، وليست اصفارا، فهل الدمج سيحل مشكلتها؟! والسؤال بصورة أخرى: هل المشكلة فى عدد الأحزاب أم فى تقاعسها وغياب فاعليتها والحصار المفروض عليها؟! سؤال يحتاج إلى إجابة مفصلة.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاصل جمع الأصفار صفر حاصل جمع الأصفار صفر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon