توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نحتاج لكليات إعلام جديدة؟!

  مصر اليوم -

هل نحتاج لكليات إعلام جديدة

بقلم: عماد الدين حسين

خلال زيارتى لقريتى بمحافظة أسيوط فى إجازة عيد الفطر قبل أيام، سألنى أحد الأقارب والأصدقاء: ما هى الكلية التى يفترض أن يلتحق بها ابنه، الذى بدأ امتحانات الثانوية العامة؟
أجبته أن ذلك يتوقف على رغبات وهوايات وميول الابن. قال لى: إن الابن شأن كثيرين فى هذا الجيل لم يعد يعرف تحديدا ماذا يريد، وليس متحمسا لكلية بعينها.
وبعد نقاش طويل حول الجيل الجديد والكليات والرغبات وواقع ومستقبل التعليم، سألنى سؤالا مباشرا: وهل تنصح الابن بدخول كلية الإعلام، إذا كان مجموعه مؤهلا لذلك؟!
قلت له مرة ثانية: إن الابن هو من يفترض أن يحدد، والأهم بالنسبة لدراسة الإعلام شأن العديد من التخصصات أن يكون هاويا للمهنة ومحبا لها ومستعدا لتحمل صعوباتها الكثيرة فى مرحلة البداية.
أصر الصديق أن أقول له رأيا محددا بمعنى نعم أم لا. فقلت له إن الإجابة أمانة، وينبغى أن تكون شاملة للصورة العامة التى يعيشها الإعلام والصحافة هذه الأيام ليس فى مصر فقط، ولكن فى عموم المنطقة العربية بكاملها. بالطبع لا أقصد أن أشغل الناس بحكاية ابن قريتى، ولكن الموضوع يخص كثيرا من الناجحين فى الثانوية العامة، الذين يحلمون بالالتحاق بكليات ومعاهد الإعلام فى عموم الجامعات المصرية الحكومية والخاصة.
حتى أوائل السبعينيات من القرن الماضى، كان هناك فقط قسم الإعلام والصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وهو الذى تحول إلى كلية الإعلام بالجامعة، وتخرجت دفعتها الأولى عام 1975، وكان أبرز خريجيها د.محمود علم الدين واسامة سرايا ومحمود صلاح وعاصم القرش. اما دفعة 1976 فكان ابرز رموزها حمدين صباحى وعماد الدين أديب وعبدالله السناوي و د.ليلي عبدالمجيد ود.نجوي كامل وعمرو عبدالسميع وسمير غريب وعلي هاشم.
وحينما التحقت بالكلية فى خريف ١٩٨٢، كان مجموع طلبة الدفعة الأولى أقل من ٣٠٠ طالب وطالبة، وكنا ضيوف بالدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم انتقلت الكلية بعد سنوات لمبناها الحالى بجوار كلية دار العلوم.وقتها لم يكن هناك كليات أخرى، باستثناء قسم الصحافة بأداب سوهاج وتخرج منه عام 1986 خيرى رمضان وجمال عبدالرحيم.
دفعة ١٩٨٦، التى ما تزال الأبرز بين خريجى هذه الكلية حتى الآن وضمت من بين كثيرين ياسر رزق وعمرو أديب ومجدى الجلاد ويسرى فودة وطارق الشامى وحمدى رزق ومجدى شندى وجميلة إسماعيل ودينا عبدالفتاح وعادل السنهورى وايمن الشيوي. وفى الدفعة التى تلتنا عام ١٩٨٧ كان أبرز خريجيها إبراهيم عيسى ومحمد السيد صالح ود. احمد محمود ومحمد الغيطى والمرحوم عبدالله كمال.
حينما تخرجنا لم تكن هناك إلا الصحف القومية الثلاث الأخبار والأهرام والجمهورية وبعض المجلات الأسبوعية وصحف حزبية. إضافة للتليفزيون الرسمى.
الانفتاح الكبير كان مع إنشاء الصحف والفضائيات الخاصة فى السنوات الأولى من الألفية الجديدة، وتزامن ذلك مع تأسيس العديد من الفضائيات العربية.
لكن الانفجار الكبير حدث بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ مباشرة، حيث صدرت عشرات الصحف، وتأسست عشرات الفضائيات. ومع مناخ حريات غير مسبوق إعلاميا، وضمور الأحزاب السياسة، صارت مهنة الصحفى والإعلامى حلم الكثيرين، وهكذا لم تكن صدفة أن يكون هناك قسم إعلام أو أكثر فى غالبية الجامعات المصرية. وبالتالى وجدنا الآلاف من خريجى معاهد وكليات الإعلام، وصار الجميع يحلم بأن يكون رئيسا للتحرير، أو مقدما لبرنامج السهرة الرئيسى فى الفضائيات الكبرى.
ظل صعود الإعلام مستمرا مع ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لكن فى الفترة الأخيرة عاشت وسائل الإعلام أزمة اقتصادية طاحنة، ومن سوء الحظ أنها كانت مصحوبة بتراجع فادح فى الإعلانات، وتناقص أفدح فى المحتوى والتنوع، والنتيجة أن الصناعة نفسها صارت تعيش أسوأ فتراتها. والحصيلة أن معظم وسائل الإعلام لجأت إلى التقشف بأنواعه المختلفة من الاستغناء عن العاملين إلى تقليل عدد الصفحات ومدة البرامج الحية. والنتيجة النهائية لهذه الأزمة هى الاستغناء عن آلاف العاملين بالمهنة.
هل هذه الأزمة سوف تستمر؟! الله أعلم، وبالطبع نتمنى أن تنفرج قريبا، لكن المؤكد أن المناخ الحالى ليس مشجعا على التحاق المزيد من الطلاب بكليات وأقسام الإعلام المختلفة، ففرص العمل فى هذا القطاع تقل ولا تزيد.
لم أقل كل هذا الكلام تفصيلا لصديقى بقريتنا فى الصعيد، لكن وجدتها فرصة لكى يصل إلى كل من يفكر فى الالتحاق بكليات الإعلام فى الفترة المقبلة. ليس هذا كلاما لإصابة هؤلاء باليأس والإحباط، لكن حتى لا يندهشوا إذا دخلوا هذه الكليات وتخرجوا منها، وفوجئوا بهذا الواقع الصعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحتاج لكليات إعلام جديدة هل نحتاج لكليات إعلام جديدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon