توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليلة في حب مصر

  مصر اليوم -

ليلة في حب مصر

بقلم: عماد الدين حسين

كانت مصر فى حاجة ماسة إلى الليلة التى عاشتها مساء الجمعة الماضية.

فى ليلة افتتاح بطولة الأمم الإفريقية، استرجعنا لحظات سعيدة، كان فيها غالبية المصريين تقريبا على قلب شخص واحد، وعاد الجميع لبيوتهم سعداء.

فى الأيام الصعبة التى تمتلئ بالعديد من المشاكل والأزمات تحتاج الأمم والشعوب إلى لحظات فرح، حتى تعود إليها ثقتها فى نفسها، ويتمتع المواطنون بلحظات سعادة، تعينهم على الأيام الصعبة.

فى ليلة الجمعة، كان هناك إجماع على أن حفل افتتاح البطولة كان بسيطا ومعبرا وراقيا وحضاريا. وخلافا للعادة لم تقع أزمات أو مشاكل أو مطبات أو مقالب، مثل تلك التى تعودنا عليها فى بعض هذه المناسبات. سمعنا إشادات بالحفل من الجميع، خصوصا الاتحاد الإفريقى الذى قال فى بيان: «كان حفلا قصيرا ولكنه بسيط ورمزى ومذهل، استقطب أعين العالم، ويستحق الثناء من المسئولين عن كرة القدم فى جميع أنحاء العالم، ورغم أنه لم يزد على 20 دقيقة، فإنه كان كافيًا لجعل العالم يقف فى حيرة وتقدير للثقافة الإفريقية والحضارة المصرية».

ليلة الجمعة السعيدة كانت لكل المصريين على اختلاف فئاتهم وميولهم واهتماماتهم وتوجهاتهم.. جمعهم فقط حب هذا البلد.

ليلة الجمعة شهدت عودة الجماهير، وخصوصا الأسر المصرية للملاعب، وتلك قصة مهمة ساعود إليها لاحقًا إن شاء الله.

أعرف بعض الأصدقاء الذين حرصوا على حضور حفل الافتتاح والمباراة، واصطحبوا أولادهم وأسرهم أو أصدقاءهم، وتحمَّلوا الكثير لاستخراج «بطاقة المشجع» والبحث عن تذاكر، فى ظل الإقبال الكبير عليها.

صديق عزيز استخرج بطاقة المشجع له ولابنه وبنته، لكن بطاقة زوجته تأخرت، فذهبت الأسرة من دونها. صديق آخر، حدث معه نفس الأمر، حيث تأخرت بطاقة الزوجة، وحينما صدرت لم يجد لها تذكرة فى الدرجة الأولى نفسها، فجلست فى الدرجة الثانية، استجابة للتعليمات الصارمة بعدم تغييرالمكان. صديق ثالث حضر الافتتاح بصحبة أسرته، وهو معارض كبير للحكومة، فقلت له: كيف كان الحال؟! قال: «التنظيم كان جيدا جدا، والأجواء إيجابية، وسعدت أن أولادى حضروا الافتتاح، وعدت مبسوطا لبيتى».

صديق آخر مختلف مع الحكومة فى كل شىء تقريبا، اصطحب أسرته أيضا. هاتفته أثناء المباراة فكان سعيدا للغاية.

الناقد الكبير حسن المستكاوى، وهو أفضل من يكتب فى النقد الرياضى من وجهة نظرى، ويتميز بموضوعية يندر وجودها هذه الأيام، كتب على صفحته بالفيسبوك قبل نهاية المباراة يقول: «الله الله الله وكمان الله... أجمل افتتاح فى تاريخ البطولات والرياضة المصرية على الإطلاق.. برافو برافو.. مكنتش قادر أنتظر للنهاية، مبروك هذا الإبهار.. تحيا مصر».

ما كتبه المستكاوى وجدته بعبارات وكلمات مختلفة على صفحات العديد من الزملاء والأصدقاء، منذ نهاية مباراة الافتتاح وحتى ظهر أمس السبت.

كان الشعب فى أشد الحاجة لمثل هذه الليلة المفرحة؛ حتى ينسى العديد من المشاكل الحياتية، التى يواجهها.

فى هذا اليوم اجتمع الجميع على حب مصر وتشجيع فريقها، والاستمتاع بالحدث. ذهب إلى استاد القاهرة بعد غياب طويل الغنى والفقير، المؤيد للحكومة والمعارض لها، الوزير والفقير، الرجال والنساء والأطفال، ورأينا مشهدا حضاريا بعد نهاية المبارة، وهو قيام بعض الشباب من تلقاء أنفسهم بتنظيف مقاعد الاستاد.

فى هذه الليلة شهدت الشوط الأول من المباراة فى منزل حماتى بميدان عابدين. الأسرة بأكملها على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها جلست أمام شاشة التايم سبورت، وشاهدت المباراة، وتفاعلت مع كل هجمة للفريق القومى، ووضعت أيديها على قلوبها أثناء أى هجمة لفريق زيمبابوى، ثم هلل الجميع ورقصوا فرحا لهدف محمود حسن تريزيجيه.

نزلت بين الشوطين كى ألحق مشاهدة الشوط الثانى فى منزلى. مررت بالعديد من شوارع منطقة وسط البلد، كانت جميعها شبه خالية، وغالبية الناس إما فى بيوتهم أو فى المقاهى والكافيهات لمشاهدة المباراة.

نجاح حفل الافتتاح، من دون أى مشاكل، يعنى أننا قادرون على النجاح، طالما أننا أوكلنا الأمر لأهله، وأعطينا العيش لخبازه، واعتمدنا على الخبراء والمؤهلين كل فى مجاله. وهذا درس مهم علينا أن نصرَّ على تطبيقه فى كل المجالات.

لو فعلنا ذلك، فسنجد النجاح فى العديد من القطاعات والميادين.. نجاح افتتاح البطولة الإفريقية يعنى أن هناك قدرة على النجاح طالما تم تطبيق شروطه وقواعده.

شكرًا لجميع من ساهم فى إنجاح هذه الليلة من أصغر مشجع وعامل إلى رئيس الجمهورية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلة في حب مصر ليلة في حب مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon