توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصائح ذهبية للهروب من مصيدة التحرش!!

  مصر اليوم -

نصائح ذهبية للهروب من مصيدة التحرش

بقلم - عماد الدين حسين

فى الأسابيع الأخيرة، أحاول تدريب نفسى على أن أكون فى منتهى الجدية والوضوح والحزم والصرامة مع زميلاتى ومعارفى من السيدات عموما، حتى لا أجد نفسى لأى سبب من الأسباب متهما فى قضية تحرش، خصوصا بعد أن اكتشفنا فى الفترة الاخيرة انفجار بالوعة التحرش الجنسى فى كل مكان بالعالم تقريبا بالعديد من البشر كل يوم.

ما نسمعه ونقرأه ونراه داخل مصر وخارجها، يجعل الناسك والمتعبد حذرا وهو يتعامل مع الناس، فما بالك بإنسان عادى يعمل فى مجال الصحافة!!.

طوال حياتى المهنية، منذ بدأت العمل فى مجال الصحافة عقب تخرجى من إعلام القاهرة ١٩٨٦، وعلاقتى بزميلاتى كانت جيدة فى معظمها.

لكن وقبل أن نعرف بحكايات التحرش، كانت غالبية تعاملات جيلى وزملائى وأصدقائى المقربين فى كل الصحف التى عملنا بها مع الزميلات قائمة على الود والاحترام والادب والذوق. بالطبع لم نكن ملائكة، لكن لم يكن جو التربص الحالى موجودا. حتى المعاكسات كان لها حدود، وكذلك علاقات الحب والغرام، لدرجة أننا كنا نتفاجأ بزواج زميل من زميلة، لأن الأمور كلها كانت محكومة بإطار محترم وواضح من القيم والاخلاق.

النقطة الجوهرية التى أريد أن أسلط الضوء عليها اليوم هى أن الأجواء الراهنة جعلت بعض الشباب والرجال بمختلف أعمارهم يلتزمون الحذر فى تعاملاتهم مع السيدات، خوفا من الوقوع فى المحظور!

شخصيا كنت دائم الهزار والتهريج والمزاح مع زميلاتى فى الأماكن التى عملت فيها، وبالطبع فى إطار من الادب. كان المناخ طبيعيا ولم يكن قد تلوث بالشكل الذى نراه الآن.

ما كان موجودا بالأمس، لم يعد موجودا الآن. فى المكالمات الهاتفية يحاول الجميع الآن أن تكون الكلمات واضحة ومنتقاة ومحددة ومهذبة. أحد الأصدقاء قال لى إنه كان دائم التهريج مع إحدى زميلاته بطريقة بريئة لكن لو تم نزع الكلمات من سياقها «فيمكن أن يروح فى ستين داهية».

زميلة أخرى قالت لى إنها كانت تهرج مع كل زملائها الشباب، وتقول لهم ساخرة: «لماذا لا تسألون علىّ، ولماذا لا تسألون عن أولادكم، هل أرفع عليكم قضية نفقة». هى توقفت لأنها اكتشفت أن ذلك قد يتم استغلاله ضدهم وضدها.

زميل ثالث قال إنه كان متعودا على تقبيل زميلاته بصورة أخوية حينما يلتقيهن فى الأماكن العامة. لكنه قرر أن يتوقف عن ذلك فورا، فهو لا يعرف ماذا يخبئ له الغد!!.

زميل رابع، كان متعودا على التهريج اللفظى مع زميلاته لكنه قرر التوقف. زميل خامس كان متعودا على التهريج باليد، فقرر التوقف تماما لأنه قد يتم إساءة فهم ذلك، وينتهى الأمر بقضية تحرش!!.

زميل خامس، كان «يسوق الهبل على الشيطنة» واكتشف من تطورات الأيام السابقة، أن طريقته قد تنتهى به فى النيابة العامة متهما بالتحرش، ومفصولا من عمله.

زميل سادس يقول إنه يحاول مد يده للأمام أكثر من اللازم حتى يجعل تبادل السلام رسميا ولا يتطور إلى عناق، ثم أنه قرر التوقف عن كل الهزار السابق فهو لا يعرف من أين ستأتى المصيبة!!.

زميل سابع قال إنه توقف تماما عن الهزار فى وسائل التواصل الاجتماعى، خصوصا فى الدردشة عبر الواتساب والماسينجر، لأن جملة عابرة أو مقطعا صوتيا منزوعا من سياقه يمكنه أن يورده موارد التهلكة!!.

غالبية الزملاء والمعارف المحترمين يقولون إنهم أصبحوا يخافون من الوقوع فى مصيدة التحرش، بالنظر إلى الحمى الموجودة الآن فى كل مكان، فقد تأتى المصيبة من حيث لا يحتسبون، ويقولون أيضا إن تلقائيتهم ومرحهم وتهريجهم قد توقف تماما، حتى إشعار آخر!!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصائح ذهبية للهروب من مصيدة التحرش نصائح ذهبية للهروب من مصيدة التحرش



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon