توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نرفع كفاءة المنظومة الطبية؟

  مصر اليوم -

كيف نرفع كفاءة المنظومة الطبية

بقلم: عماد الدين حسين

عقب نشر مقالى يوم الأربعاء الماضى بعنوان: «هل نحتاج أطباء جددًا؟!» اتصل بى أحد الأصدقاء المتابعين للملف، ووجه لى عتابًا، لأننى ركزت على عدد الأطباء فقط وفرقت بين أطباء القطاعين العام والخاص.
الصديق كان يتمنى أن أركز على المنظومة بكاملها، أى المستوى العلمى ونوعية المناهج داخل كليات الطب وعدد الأسرَّة فى المستشفيات، خصوصا العناية المركزة ومستوى أجهزة وأقسام الطوارئ ومستوى التدريب والتأهيل للاطباء والممرضين والإدارة.
قلت للصديق إننى كتبت فى مقدمة المقال «إننى سأسلط الضوء تباعا على ما يحدث داخل هذه المنظومة، بحثا عن أرضية مشتركة بين الحكومة والأطباء تمنع محاولات البعض الوقيعة بين الحكومة والأطباء».
أتفق تماما مع الصديق ولا أحد يختلف على ضرورة تطوير المنظومة بالكامل، لكن ربما يكون الخلاف الشكلى حول كيفية الوصول لهذا الهدف، مع مراعاة الواقع على الأرض والإمكانيات والموارد المتاحة، حتى يكون نقاشنا عمليا.
فضلت البداية بأعداد الأطباء فى القطاعين الحكومى والخاص، لأن معظم نقاشاتنا يغيب عنها التوصيف الدقيق للقضايا، ولأن لدينا مستشفيات حكومية كثيرة صارت تعانى من نقص كبير فى الأطباء لأسباب كثيرة، منها تدنى الرواتب ومشاكل أخرى فى نظام التكليف.
يصعب بل يستحيل تصور أن تلغى الحكومة هذه المستشفيات التى تخدم الملايين وبأسعار مدعمة، والسؤال الجوهرى هو كيف يمكن تطويرها كى تقدم الخدمة المرجوة والمأمولة؟!
نحتاج تطوير المنظومة بأكملها، وهو أمر يحتاج لوقت طويل، ولن يحدث بين يوم وليلة، أو لمجرد التمنى، لكن من المهم البدء فى هذا الطريق الطويل.
نعلم تماما أن الحكومة بدأت تطبيق برنامج التأمين الصحى الشامل قبل شهور فى بورسعيد، ونعلم أيضا أنه بسبب قلة الموارد، فإن هذا النظام يحتاج عشر سنوات لكى يغطى محافظات الجمهورية بالكامل.
لدينا تشوهات كثيرة فى المنظومة الصحية، لدرجة تجعل البعض يعتقد أنها غير قابلة للإصلاح، من فرض تعقدها وتراكمها على مدى سنوات طويلة، وربما بسبب هذا الشعور يحلم بعض الخريجين بالهجرة للخارج.
نعلم الظروف الصعبة التى يعمل فيها الجميع، من أول كليات الطب الخاصة التى نشأت من دون وجود كوادر طبية متفرغة من البداية، للدرجة التى دفعت البعض للقول إن هدفها الأساسى فى البداية كان جمع الرسوم الدراسية المرتفعة من طلاب، لم يحصلوا على مجاميع مرتفعة مثل زملائهم الذين التحقوا بالكليات الحكومية عبر مكتب التنسيق!.
الكوادر المتفرغة فى الكليات الخاصة قليلة جدا، فى حين أن عدد أساتذة قصر العينى مقارنة مع الطلاب هو الأعلى ربما على مستوى العالم أجمع، والمفارقة أن عددا كبيرا منهم يتقاضى راتبه وقد لا يذهب إطلاقا للجامعة، وبعضهم يجمع مئات الآلاف من الجنيهات فى عياداته الخاصة ويتفنن فى التهرب من دفع حق المجتمع من الضرائب.
نعلم أيضا المشكلات الكثيرة التى تكتنف نظام تكليف الأطباء الجدد، وجعلت بعضهم يرفضون تسلم وظائفهم حتى الآن، وفى نفس الوقت نقدر وجهة نظر الحكومة التى تقول إنها أنفقت الملايين على تعليم هؤلاء الطلاب وتريد أن يردوا الخدمة للمجتمع.
نعلم أيضا الحال الصعبة التى وصلت إليها المستشفيات الحكومية، والخاصة لأسباب يطول شرحها، وليست مسئولية هذه الحكومة أو هذه الوزيرة، بل لتراكمات طويلة.
نعم أيضا حال العيادات الخاصة، ومعظمها بعيد تماما عن أى رقابة من أول نظافتها إلى أجور الكشف المبالغ فيها جدا وغياب أى رقابة عليها.
نعم هناك كفاءات طبية على أعلى مستوى، ولدينا أيضا مستشفيات متميزة، لكن نحن نتحدث عن الخدمة فى إجمالها، بمعنى أن المريض ينبغى أن يجد خدمة صحية أولية آدمية سواء كان فى أقصى الصعيد أو مطروح أو سيناء أو فى قلب القاهرة، ويفترض أن يسد مشروع التأمين الصحى الشامل غالبية هذه الثغرات.
فيروس كورونا كشف مستوى الخدمات فى النظام الصحى فى كل دولة على حدة، ومنها مصر، وأظهر لنا بعض مواطن القوة، وبعض مظاهر الضعف.
الآن المطلوب منا أن نناقش بهدوء وبعيدا عن المشكلات الراهنة، كيف يمكن لنا أن نغير الثغرات ومواطن الضعف فى المنظومة الطبية، لتصبح أكثر كفاءة؟
وحسنا فعل رئيس الوزراء مصطفى مدبولى حينما اجتمع يوم الخميس مع نقيب الأطباء حسين خيرى، ونأمل أن يكون اللقاء بداية لحل كل المشكلات العالقة، حتى نقطع الطريق على المتربصين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نرفع كفاءة المنظومة الطبية كيف نرفع كفاءة المنظومة الطبية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon