بقلم : عماد الدين حسين
مساء الخميس الماضى أصدر النائب العام الجديد المستشار حمادة الصاوى، بيانا مهما عن التحقيقات فى أحداث التظاهر التى جرت بدءا من يوم الجمعة قبل الماضى فى القاهرة وعدة محافظات.
أهمية البيان أنه الأول من جهة رسمية مهمة هى مكتب النائب العام. وهى المرة الأولى أيضا، التى نعرف فيها كمجتمع المعلومات الرسمية عن وقائع ما جرى فى تلك الليلة، والليالى التى أعقبتها من وجهة نظر الدولة.
قرأت بيان النائب العام ورصدت فيه عشر معلومات أساسية بشأن ما جرى من أحداث، كثر الجدل بشأنها فى الأيام الماضية، خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعى.
المعلومة الأولى أن عدد من يتم استجوابهم من قبل النيابة، لا يتجاوز ألفا منهم، فى حضور محاميهم.
المعلومة الثانية أنه تم التحفظ على تسجيلات آلات المراقبة الكائنة بنطاق أماكن تلك المظاهرات ومداخلها ومخارجها.
المعلومة الثالثة هى صدور أمر من النيابة بفحص صفحات وحسابات المتهمين على مواقع التواصل الاجتماعى لتحديد مستخدميها، ومن أصدر لهم الأوامر.
المعلومة الرابعة هى أن البيان قسَّم المقبوض عليهم إلى فئات حسب السبب الذى دفعهم للتظاهر. الفئة الأولى تحدثت عن سوء أحوال بعضهم الاقتصادية، والفئة الثانية قالت إنه تم خداعها من قبل صفحات تم إنشاؤها على السوشيال ميديا، منسوبة لجهات حكومية، لكنهم اكتشفوا عقب القبض عليهم أنها مزيفة. والفئة الثالثة بررت تظاهرها بأنها مناهضة لنظام الحكم فى البلاد، وأنهم اعترفوا بلقاء عناصر مجهولة فى ميدان التحرير، تحرضهم على تصوير مشاهد من الميدان لبثها عبر قنوات فضائية مغرضة، لتحريض المواطنين على التظاهر فى حين كشف آخرون عن اشتراك عناصر جنائية وأخرى موالية لجماعة الإخوان.
المعلومة الرابعة أنه قسم من المتظاهرين المقبوض عليهم بنى دفاعه خلال التحقيقات على أنه تواجد فى أماكن التظاهر لمعرفة الحقيقة، بعد تضارب الأنباء فى وسائل الإعلام المختلفة. فى حين قال آخرون إنهم نزلوا للمشاركة فى احتفالات فوز الأهلى ببطولة السوبر ثم فوجئوا بوجود المظاهرات المناهضة.
المعلومة الخامسة أن بعض المتهمين أقروا بحدوث أعمال عنف من قبل بعض المتظاهرين، تمثلت فى إلقاء الحجارة والزجاج، وإطلاق الألعاب النارية على قوات الشرطة، التى قال بيان النائب العام إنها التزمت أقصى درجات ضبط النفس.
المعلومة السادسة أن النيابة العامة تصفحت حسابات متهمين على السوشيال ميديا، وثبت من خلالها انتشار شائعات على صفحات وهمية، نسبت إلى بعض مؤسسات الدولة توحى بالدعوة للتظاهر، وكذلك تبين وجود دعوات تحريضية للتظاهر متضمنة مواقع تجمعهم.
المعلومة السابعة أنه تم القبض على عناصر أجنبية بمحيط التظاهرات فى القاهرة، منهم فلسطينى اعترف بالانضمام لتنظيم الجهاد الإسلامى فى فلسطين، وآخر هولندى ضبط بحوزته طائرة لاسلكية تطير على مسافات مرتفعة، ومزودة بآلة تصويرعالية الدقة، لها القدرة على تتبع أهداف ثابتة ومتحركة. وقالت النيابة إنها مستمرة فى كشف حقيقة وجود هؤلاء داخل البلاد حتى تحسم أمرهم.
المعلومة الثامنة أن البيان ألمح إلى أن التحقيقات مستمرة حتى يتسنى التصرف فى المتهمين ليفرج عمن وضعوا انفسهم بمواضع الشبهات غير قاصدين ارتكاب جرائم، ولينال مرتكبو الجرائم جزاءهم العادل.
المعلومة التاسعة أن النيابة أهابت بالمواطنين الراغبين فى التظاهر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مثل إخطار السلطات المعنية وتحديد عدد المتظاهرين وأماكن تظاهرهم ووقتهم، حتى لا يتم قطع الطرق وتعطيل المواصلات أو ترويع المواطنين.
المعلومة العاشرة والأخيرة هى أن البيان وجه تحذيرا للجميع من الانخراط فى مخططات، يتم فيها استغلال المواطنين، للإضرار بوطنهم، وأن النيابة تثق فى وعيهم كى لا تستخدمهم تلك الجماعات المنظمة سلاحا ضد الوطن، خصوصا أنه ثبت من تحقيقات النيابة، أن هذه الجماعات وضعت مخططا يستهدف إشاعة الفوضى.
تلك هى المعلومات العشر الأساسية التى تضمنها البيان الأول للنائب العام المستشار حمادة الصاوى مساء الخميس الماضى بعد تعيينه فى منصبه الجديد.
وهى كما نرى قدمت الرواية الأولى الرسمية للأحداث التى بدأت مساء الجمعة قبل الماضية..
كنت أتمنى أن يخرج بيان رسمى مبكر من جهات أخرى معنية بمجرد وقوع الأحداث، حتى لا نترك الشارع، نهبا للبلبلة والمعلومات المغلوطة من قبل أجهزة إعلامية ضالة او مضللة، حيث ظل كثير من المواطنين لا يعرفون شيئا عن حقيقة ما حدث خصوصا المصريين المقيمين فى الخارج.