توقيت القاهرة المحلي 06:09:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة

  مصر اليوم -

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة

بقلم - عماد الدين حسين

خطاب مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى، عصر يوم الخميس الماضى، فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فى غاية الأهمية؛ لأنه يضع أسس تعامل أمريكا مع منطقتنا لسنوات، قد تمتد إذا ما تم إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، فى العام المقبل.
هناك أكثر من زاوية مهمة فى هذا الخطاب، لكن حجر الأساس فيها أن أمريكا ترامب، تنقلب تماما على أمريكا أوباما.
بما جاء على لسان بومبيو لم يكن مفاجئا، لكنه يشكِّل وثيقة رسمية، تكشف عن التعامل معنا كعرب ومسلمين لسنوات.
قال بومبيو مخاطبا مصر والمنطقة: «فى اللحظات الحرجة، كانت أمريكا صديقكم القديم، غائبة أكثر من اللازم؛ لأن قادتنا أخطأوا فى تفسير تاريخنا، وسوء التفاهم هذا بدأ عام ٢٠٠٩، ما أثر على حياة مئات من ملايين الناس فى مصر والمنطقة، وفى هذه المدينة وقف قبلى أمريكى آخر، وأخبركم أن الإرهاب الإسلامى المتطرف لا ينبع من أيديولوجية». هو يقصد طبعا أوباما حينما خطب فى جامعة القاهرة فى عام ٢٠٠٩. 
بومبيو لم يذكر حتى اسم أوباما، واستمر فى نقد وتسفيه كل أفكاره الأساسية التى قامت عليها سياساته العربية. يقول بومبيو مخاطبا العرب والمسلمين عن أوباما: «قال لكم إن أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ قادت بلدى للتخلى عن مثلها العليا، وقال لكم إننا نحتاج لبداية جديدة، ونتائج هذه التقديرات كانت سيئة للغاية!».
إدارة ترامب ترى أن إدارة أوباما: «قللت إلى حد كبير من خطورة الإسلام المتطرف ووحشيته، وترددنا حينما كان داعش يتقدم فى سوريا والعراق ويقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وترددنا حينما كان الملالى فى طهران يروعون الشعب الإيرانى، وترددنا حينما كان حزب الله يراكم أكثر من ١٣٠ ألف صاروخ وقذيفة ضد إسرائيل، وترددنا حينما أطلق بشار الأسد العنان للإرهاب ضد السوريين».
ماذا يعنى هذا الكلام الذى قاله بومبيو، أو بعبارة أخرى، كيف سيتم ترجمة هذه الكلمات إلى أفعال وسياسات؟!.
سيعنى أن إدارة ترامب الآن وفى المستقبل، لن تدعم أى هبَّات أو ثورات أو تحركات يشارك فيها الإسلام السياسى بأى صورة من الصور. قد تتحدث عن حقوق الإنسان والتعددية، لكنها لن تفتح البيت الأبيض أمام ممثلى الإخوان، ولن نسمع اتصالا من الرئيس الامريكى يقول لرئيس عربى «الآن تعنى الآن»، فى إشارة إلى كلمات أوباما لمبارك!!.
بومبيو يقول: «انتهى عمر الخزى الأمريكى وتعلمنا من أخطائنا ورفضنا الوعود الكاذبة من أعدائنا، وواجهنا الوجه القبيح للإسلام المتطرف»، للأسف هو يخلط بين الإسلام والعنف. المعنى الأساسى

فى كلمته أن الشغل الشاغل لإدارة ترامب بشأن المنطقة هى مواجهة إيران. هو يقول: «إننا قلبنا العمى الاختيارى معها وانسحبنا من الصفقة النووية الفاشلة بودعوها الكاذبة، والمنطقة والدول العربية ومن بينها مصر تساعدنا فى ذلك، إضافة لدول أخرى فى أوروبا وآسيا».
هو طلب من العرب تعزيز التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط ضد إيران معتبرا عقوبات بلاده ضدها هى «الأقوى فى التاريخ، وسوف تتصاعد حتى تصبح إيران دولة عادية».. هو تعهد أيضا باستخدام الدبلوماسية لطرد آخر جندى إيرانى من سوريا، و«لن نساهم فى إعمار الأراضى التى يسيطر عليها بشار الأسد، إلا حينما يطرد الإيرانيين وحزب الله، وسنعمل على بناء دولة خالية من النفوذ الإيرانى فى العراق».
إحدى مزايا إدارة ترامب القليلة هى الوضوح والصراحة، التى تقترب كثيرًا من الفجاجة. وتلك كانت ميزة كلمة بومبيو، حينما قال فى أكثر من موضع إن بلاده تدعم إسرائيل واستقرارها وقوتها فى مواجهة أى مصدر تهديد لها. وحينما جاء الحديث عن القضية الفلسطينية قال كلمات عامة من قبيل: «سنواصل الضغط للتواصل لسلام حقيقى بين الطرفين»، لم يقل سيضغط على مَن؟! علمًا بأن التحرك الوحيد الفعلى كان هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة فى مايو الماضى، فى حين يرى كثيرون أن صفقة القرن «فنكوش»!!.
بومبيو قال كلاما كثيرًا مهمًا يستحق نقاشًا مفصلًا، خصوصا قوله فى بداية كلمته بأن «أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط»، فهل هذا القول صحيح انطلاقا من تصريحات ترامب نفسه فى الشهور الأخيرة، الذى يقول دائما بأننا سنوجد فقط لمن يدفع لنا، وأن انسحابنا من سوريا؛ لأنها أرض الرمل والموت وليس النفط والغاز؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon