توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى.. والسياسة

  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة

بقلم : عماد الدين حسين

 هل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة؟! نعم العلاقة كبيرة جدا ولم يعد أحد فى إمكانه الفصل بين الاثنين، وتقريبا، لا يوجد نشاط على وجه الأرض يمكن فصله عن السياسة عموما.

سؤال آخر: وهل هناك علاقة بين مباراة كرة القدم الودية التى أقيمت ليل الجمعة الماضية بين مصر والبرتغال فى زيورخ السويسرية، وبين السياسة وأحوال المجتمع فى مصر؟!.

الإجابة هى: نعم. والذى جعلنى أسأل السؤال الأخير هو نقاط كثيرة أثارها المعلق التليفزيونى على اللقاء الكابتن مدحت شلبى.

الكلمات التالية، ليست خاصة بالنقد الرياضى، فهذا المجال له خبراؤه وأساطينه، خصوصا الصديق حسن المستكاوى، لكن هى ذات صلة بطريقة التفكير الشائعة إلى حد ما فى المجتمع المصرى.

المعلق كان موضوعيا إلى حد كبير، فى بداية المباراة وهو يخبر المشاهدين بالفرق الكبير فى المستوى بين فريق البرتغال أحد أبطال أوروبا وفريقنا القومى، ثم فعل الأمر نفسه حينما قارن مازحا بين أحمد فتحى وكريستيانو رونالدو وان ما يجمعهما هو ارتداء القميص رقم 7!.

عندما أحرز الموهوب محمد صلاح هدف التقدم لمصر نسى مدحت شلبى كل الموضوعية، وبدأ يتحدث عن منتخبنا الكروى باعتباره الأفضل عالميا، وكأنه يتحدث عن فرق إسبانيا أو ألمانيا أو البرازيل، وبدأ يحقر من شأن منتخب البرتغال وكأنه متذيل الترتيب العالمى. وتطور الامر إلى السخرية من رونالدو، بأنه «غلاوى» لمجرد أنه يجرى وراء كل كرة، ويحاول إحراز الأهداف لنفسه ولبلده؟!.. وإذا كان هذا «غلا» فما هو تعريف الجدية والإخلاص والدأب والمثابرة؟!. بهذا التعريف نتمنى أن يكون كل لاعبينا «غلاويين» لكى يحرزوا هدفين فى الوقت الضائع ويقلبوا الهزيمة نصرا!!!.

عندما كنا فائزين كان الفوز شىء مهم جدا وليس فى مباراة ودية، وبعد الهزيمة خلال ثلاث دقائق، قيل لنا إنها مجرد مباراة ودية لا قيمة لها.

أجد فى أحيان كثيرة طريقة مدحت شلبى مثيرة وجيدة، لكن لا أحبذ مبالغاته، خصوصا الموجهة للشباب صغير السن. هناك فارق دقيق جدا بين تحميس لاعبينا وجمهورنا، وبين تخدير الناس وخلط الأمور.

نحن واجهنا البرتغال سعيا وراء الاحتكاك بفريق قوى، وحتى إذا انتهت المباراة بفوزنا، فلم يكن يعنى ذلك، أننا أفضل منها. هى لها تاريخ تراكمى كبير فى كرة القدم. هناك حقائق فى عالم كرة القدم مثلما هناك حقائق فى عالم الاقتصاد والسياسة.

ذات يوم فازت الكاميرون على إيطاليا، لكن ذلك لم يغير خريطة القوى فى عالم كرة القدم. والأمر نفسه فعلته نيجيريا ضد منتخبات عالمية كثيرة.

لا يصح أن نحقر من البرتغال ورونالدو، لمجرد أننا تقدمنا عليهم بهدف. لأن حالنا طوال معظم فترات المباراة كان دفاعيا وأقرب إلى «حالة الخضة»، وتحسن هذا الأمر بنسبة كبيرة بعد هدف صلاح، ثم حدث الانهيار، فى الدقائق الأخيرة والسبب مرض مصرى نشترك فيه جميعا فى السياسة والاقتصاد وسائر المجالات اسمه غياب التركيز فى اللحظات الأخيرة!.

الأفضل أن نقول للناس الحقيقة، حتى لا يتم بناء آراء وتصورات على أسس غير صحيحة. كنت كمصرى أتمنى الفوز لفريق بلدى، وكادت يداى تلمسان السقف عندما أحرز صلاح الهدف، لكن بمنطق التعليق الذى سمعناه فإن ذلك كان سيعنى أن البعض سيتعامل مع الموضوع باعتبارنا أفضل من البرتغال.

هناك فارق كبير بين التحميس والتشجيع ورفع الروح المعنوية، وإشاعة الأفكار والمعلومات والآراء غير الواقعية، لأنها تتسبب فى كوارث لا حصر لها، وشىء من هذا القبيل كان السبب الأساسى وراء هزيمة 5 يونيو 1967.

لعبنا مباراة جيدة أمام البرتغال فى حدود إمكانياتنا، والحقائق هى التى تكلمت فى النهاية، فرونالدو الذى كان محاصرا طوال تسعين دقيقة أنجز المهمة فى دقيقتين فقط، لأنه أحد أفضل لاعبى العالم مع ليونيل ميسى.

لدينا لاعب عالمى كبير اسمه صلاح، ولديهم أكثر من صلاح، لديهم ترتيب عالمى وبطولات دولية كبرى، ونحن أصحاب بطولات قارية. علينا ألا نشجع منطق المبالغة والتباهى حرصا على المنطق والموضوعية وعلاج الأخطاء.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon