توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسافة الفاصلة بين العملاء.. وملائكة الرحمة!!

  مصر اليوم -

المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى حدث تطور مهم للغاية فى جنوب سوريا، ينبغى أن يتفكر فيه الجميع ويستخلص العبر.

قوات الجيش السورى تقدمت واقتربت من الحدود مع فلسطين المحتلة، قرب درعا والقنيطرة والجولان السورى المحتل. فى هذه المنطقة كانت هناك بقايا من المسلحين والإرهابيين التابعين لتنظيمات معارضة، وأخرى إرهابية أهمها داعش والنصرة أو القاعدة سابقا، بعضها هرب أو استسلم.

التطور هو أن قوات الاحتلال الإسرائيلى المرابطة على خط الحدود الفاصل، استقبلت عدد ٨٠٠ من عناصر ما يطلق عليهم «الخوذ البيضاء»، ونقلتهم جوا إلى الأردن، ومنها إلى كندا وألمانيا وبريطانيا ليعيشوا هناك لاجئين.

المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاى أدرعى قال «إن عملية الإجلاء تمت استجابة لطلب من الولايات المتحدة ودول أوروبية، فى إطار بادرة إنسانية استثنائية، لأن حياتهم كانت معرضة للخطر».

السؤال الذى ينبغى أن يتبادر إلى ذهن أى متابع أو مراقب: ما الذى يجعل إسرائيل ترتدى ثوب الإنسانية فجأة، وتستجيب لمطالب أوروبية وتنقل عناصر «الخوذ البيضاء»؟!

والسؤال الثانى: منذ متى كانت إسرائيل إنسانية بهذا الشكل، حتى تقوم بمثل هذه المبادرة؟!

والسؤال الثالث: ما الذى يجعل الدول الأوروبية الكبرى حريصة على إجلاء عناصر «الخوذ البيضاء» بهذه السرعة، حتى لا يقعوا أسرى لدى الجيش السورى؟!

لكن وقبل الإجابة على كل هذه الأسئلة يفترض أن نعرف من هم عناصر «الخوذ البيضاء»؟

نظريا يفترض أنهم عناصر من منظمة «الدفاع المدنى السورى»، التى تأسست عام ٢٠١٣، وكانت تقول عن نفسها إنها حيادية وأهدافها إنسانية، وأنها انقذت آلاف المدنيين المحاصرين فى مناطق استهدفها القصف من قبل قوات الجيش السورى والقوات الروسية والقوى الداعمة لنظام بشار الأسد. وتقول الجماعة عن نفسها أيضا إن ٢٠٠ من عناصرها قتلوا وأصيب ٥٠٠ آخرون من المتطوعين فى صفوفها منذ بدء الحرب، بما يعنى انهم من «ملائكة الرحمة» أو الاطباء والممرضين الذين يتطوعون لمساعدة المدنيين فى زمن الحرب. 

لكن الحكومة السورية تتهم هذه المجموعة بأنها جزء أصيل من الجماعات الإرهابية التى تحارب الدولة، وأنها كانت ظهيرا ونصيرا لغالبية هذه المجموعات، خصوصا تنظيم القاعدة أو النصرة.

من وجهة نظر الحكومة السورية فإن «الخوذ البيضاء» كانت المروج الأساسى لكل الاتهامات ضد الجيش السورى، بأنه استخدم أسلحة كيماوية، وهى الاتهامات التى استندت إليها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا فى توجيه ضربات جوية ضد قواعد للنظام السورى، آخرها قبل شهور.

وفى تقدير الحكومة السورية فإن العدو الإسرائيلى يهرب أدواته من عناصر «الخوذ البيضاء»، بعد أن افتضح أمر تلك العناصر، وانتهى الدور الموكل إليهم، وأن الوثائق التى تم العثور عليها فى المناطق المحررة، كشفت ارتباط هذه العناصر بالتنظيمات الإرهابية، خصوصا جبهة النصرة.

مرة أخرى كتبت فى هذا المكان وأكرر اليوم، أن النظام السورى يتحمل مسئولية أساسية، عما وصلت إليه الأحوال فى بلاده، وكان يمكنه أن يوفر كل هذه الدماء ويمنع هذا الخراب، إذا اتبع سياسات وطنية تمنع تفجر الموقف من البداية.

لكن ليس معنى ذلك أن يقبل أى عربى مخلص وسوى أن يكون التخلص من النظام السورى المستبد عبر البوابة الإسرائيلية والأمريكية.

فى اللحظة التى أجلت فيها القوات الإسرائيلية عناصر «الخوذ البيضاء» صدقت رواية أنها مجموعات عميلة، لأن إسرائيل ليس من شيمها الإنسانية، وكما يقولون فى المثل العامى المصرى فإن «الحداية لا تحدف كتاكيت»!!

ومن الواضح أن الدور المشبوه لعناصر «الخوذ البيضاء» قد انتهى، لكن علينا أن نتذكر كيف تعاملت إسرائيل مع عناصر جيش «انطوان لحد» اللبنانى بعد خروجها مدحورة من لبنان. استخدمتهم كعملاء لها، ثم عاملتهم بأسوأ طريقة ممكنة وقالت صحفها لهم: أنتم مجرد عملاء خنتم بلدكم!

تجربة «الخوذ البيضاء» ينبغى أن تكون درسا لكل من يقولون إنهم معارضة فى البلدان العربية، راهنوا على شعوبكم، وناضلوا وعارضوا بطرق سلمية وقانونية من داخل بلدانكم، ولا تلقوا بأنفسكم فى مصيدة المخابرات الأجنبية، خصوصا العدو الصهيونى، وتذكروا أن الشعوب لا تسامح العملاء!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة المسافة الفاصلة بين العملاء وملائكة الرحمة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon