توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات؟!

  مصر اليوم -

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات

بقلم - عماد الدين حسين

أكرمنى الله بأربعة أطفال، أعمارهم تبدأ من السابعة إلى السابعة عشر، أسأل الله أن يحفظهم وكل الأبناء من أى سوء.

منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا، والحديث اليومى الذى لا ينقطع معهم، يدور حول محاولة إقناعهم بترشيد استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، من الموبايلات إلى الآيباد نهاية بالبلايستيشن.

طبعا هذا ليس حالى الشخصى، ولكنه حال غالبية الآباء تقريبا، حينما يدخلون منازلهم بعد يوم عمل مرهق، ليجدوا كل أولادهم وزوجاتهم، غارقين فى مصافحة أحد الأجهزة الإلكترونية. وبعضهم يصاب باليأس فيشاركهم أحيانا نفس الرياضة اللعينة.

مضى الزمن الجميل، حينما كنا نشكو من أن جميع أفراد الأسرة يتسمرون أمام شاشة التليفزيون ولا يتحدثون معا!!.

فى هذا العصر كان الجميع يشاهدون برنامجا أو فيلما أو مسلسلا أو مباراة واحدة محددة ومعروفة لهم جميعا. كانوا يجلسون بعيدا عن شاشة التلفاز بمسافة معقولة، وفى فترة الإعلانات يمكنهم تبادل الحديث معا.

الآن صار ذلك حلما من الماضى، لأن كل شخص فى الأسرة، منزو فى عالمه الخاص، ولا أحد من أفراد أسرته، خصوصا الآباء، يعرفون ماذا يفعل أبناؤهم أو ماذا يشاهدون ويقرأون أو مع من يتحدثون؟!.

لكن سنفترض جدلا أن كل الأبناء تم تربيتهم بطريقة جيدة، وسوف يتصرفون بصورة لائقة، والسؤال اليوم، ليس عن الجانب التربوى والسلوكى، ولكن عن الجانب الصحى.

مناسبة هذا الحديث هو ما أعلنته السلطات الصينية، قبل ثلاثة أسابيع عن خطط لتنظيم سوق الألعاب الإلكترونية، بعد أن لاحظت ارتفاع مستويات الإصابة بحالات قصر النظر بين الأطفال. وهناك تقرير رسمى يقول إن ٥٠٠ مليون صينى يعانون من الضعف البصرى، أى ما يقرب من نصف السكان فوق الخامسة من عمرهم.

الصين هى أكبر سوق للألعاب الإلكترونية فى العالم، وتريد الحكومة الحد من عدد الألعاب وتقييد وقت اللعب، وتطوير نظام يحدد أعمار الأطفال، الذين يسمح لهم بممارسة تلك الألعاب.

الوثيقة الصينية الأخيرة ألقت باللوم فى مشكلة الإبصار، على زيادة انتشار الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، وعدم وجود أنشطة فى الهواء الطلق، وعدم ممارسة الرياضة، وهناك إجماع على أن إدمان الألعاب يزيد من مشكلة قصر النظر.

المشكلة ليست فى الصين فقط، ولكن فى العالم أجمع، وبالأخص فى دول شرق آسيا. الصين بدأت فعليا فى سحب بعض الألعاب الخطرة من الأسواق، وأوقفت إصدار تراخيص لألعاب محلية تراها خطيرة، الأمر الذى أدى إلى خسائر هائلة فى أرباح الشركات المنتجة لهذا الألعاب.

المحللون يقولون إن هذه الشركات سوف تحاول التعويض عن هذه الخسارة، عبر التوسع فى الأسواق الخارجية، أى التخلص من المشكلة عندهم بتصديرها إلى الغلابة والمساكين المستهلكين لها فى البلدان الأخرى، خصوصا التى تعجز قوانينها وأنظمتها عن معالجة مثل هذه الظواهر.. والسؤال: ماذا يمكننا أن نفعل لمواجهة نفس المشكلة؟!

من الواضح أننا معجبون بالنموذج الصينى فى العديد من المجالات، خصوصا فى التنمية والإنتاج والتصدير وهى تستحق الاعجاب فعلا فى العديد من مجالاتها التنموية. 

ورئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى زار بكين قبل أسبوعين، ووقع العديد من اتفاقيات التعاون. فلماذا لا نفكر فى الاقتداء بالصين فيما يتعلق بالحد من أخطار إدمان أولادنا للشاشات بمختلف أنواعها؟!.

نسأل هل لدينا أى دراسات أو بيانات أو إحصائيات عن العلاقة بين إدمان المصريين لهذه الألعاب وبين صحتهم العامة؟! وإذا لم يكن لدينا، فهل فكرنا فى هذه المشكلة، التى تعد من صميم الأمن القومى؟!.

شخصيا عندى أداة قياس غير علمية هى تزايد ارتداء الأطفال والشباب للنظارات الطبية، لكن لا أملك بيانا محددا كى أستند إليه.

أتمنى أن ننشغل جميعا حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا بالتفكير فى هذه المشكلة، التى تضرب أهم ما نملك، وهم أولادنا، وبالتالى تضرب المستقبل، فكيف نعالج ذلك وبأى وسيلة؟!.

الموضوع يحتاج إلى نقاش موسع يتحدث فيه كل من يملك حلولا لهذه المشكلة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات كيف نحمى عيون أولادنا من غول الشاشات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon