توقيت القاهرة المحلي 04:01:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هى حقيقة علاقة قطر بالإخوان؟!!

  مصر اليوم -

ما هى حقيقة علاقة قطر بالإخوان

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى، أجرى وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان حوارا، مع تليفزيون «بى بى سى» البريطانى، كما تحدث أمام منتدى حوار المتوسط فى روما يوم الجمعة الماضى.
جوهر ما جاء فى هذا الحوار والمنتدى حسب ما نقل موقع سبوتنيك الروسى وصحيفة «الوطن» المصرية، قول محمد بن عبدالرحمن: «ليس لنا علاقة بجماعة الإخوان ولا ندعمها وليس لهم وجود رسمى فى قطر، ولم ندعم الإسلام السياسى، لقد كان دعمنا للشعوب، وليس للأحزاب السياسية وإن كنا مخطئين سنتراجع، وما يتم تداوله عن دعم قطر للمعارضة السعودية أو الحركات الطائفية فى القطيف هى معلومات خاطئة، وأن الإجراءات التى اتخذتها الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين ضد بلاده كانت صادمة، وأقرب للعقاب الجماعى الذى فرض حصارا على قطر وعلى شعبها، وحل الخلاف مع إيران يكون بالحوار».
حاولت أن أكون موضوعيا فى نقل تصريحات وزير الخارجية القطرى، قبل أن أبدأ فى مناقشتها.
النقطة الصادمة، هى إنكار الوزير القطرى لعلاقة حكومته ونظامه بجماعة الإخوان، للوهلة الأولى ظننت أن هناك خطئا مطبعيا أو سوء اقتباس، لكن سياق الكلام بدا واضحا. هو يقول «لا يوجد وجود رسمى لهم»، صحيح لا يوجد مكان فى قطر مكتوب عليه: «مقر جماعة الإخوان»، لكن الجميع يعرف أنهم موجودون بقوة فى قطاعات كثيرة أهمها الإعلام، وهل فهمه لدعم الشعوب، أن الإخوان هم الممثلون الحصريون للشعب المصرى؟!!
إذا كان الوزير القطرى جادا فى هذا الكلام، فأغلب الظن أن كل ما يتردد عن مصالحة محتملة بين بلاده وبين الدول الأربعة، لن يحدث، ويجعلنا بصدد نوع من الكوميديا السوداء فى العمل السياسى العربى، لا يبشر بأى أمل فى حل الخلافات العربية.
كنت أفهم أن يقول الوزير القطرى ــ حتى لو اختفلت معه ــ إن بلاده ترى فى جماعة الإخوان فصيلا سياسيا مصريا، مثل بقية الفصائل، وأنهم ضد تصنيفها إرهابية، مثلما فعلت العديد من بلدان المنطقة خصوصا مصر والسعودية والإمارات، لكن أن ينفى صلة حكومته ونظامه بالجماعة أو دعمها، فهذا كلام لا يمكن أن يصدقه أى مبتدئ فى العمل السياسى، ويحتاج إلى هدوء أعصاب منقطع النظير للتعامل معه.
يعرف القاصى والدانى أن الحكومة القطرية تبنت جماعة الإخوان والعديد من قوى الإسلام السياسى سرا وعلنا منذ انقلاب الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة، فى صيف ١٩٩٥، هذا التبنى والدعم وضح جليا خلال ثورة ٢٥ يناير وما بعدها، وخصوصا حينما تولى الإخوان الحكم فى يونيو ٢٠١٢، وصار الدعم مكشوفا بعد إزاحة الإخوان من الحكم عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
يعرف الجميع أن قطر هى التى تمول معظم أنشطة الإخوان منذ ذلك الوقت، وحتى هذه اللحظة، خصوصا المنصات الإعلامية الموجودة فى الدوحة أو تركيا أو بعض البلدان الأخرى، ولولا هذا الدعم القطرى التنظيمى والمالى والإعلامى والدبلوماسى ما سمع الناس للإخوان حسا!.
ربما كان الوزير القطرى يتلاعب بالألفاظ، حينما ينفى وجود صلة رسمية تنظيمية، وأن الإخوان الموجودين فى بلاده أو تركيا أو لندن مجرد مواطنين مصريين، يتلقون الدعم مثل أى فصائل إسلامية أخرى، لكن نحن لا نتحدث عن التلاعب باللغة والألفاظ، بل نتحدث فى لب الموضوع وهو العلاقة العضوية بين الطرفين.
الغريب أن التقرير الرئيسى الذى نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قبل أسبوعين قال بوضوح إن وزير الخارجية القطرى زار السعودية قبل أسابيع قليلة، وكان عرضه الرئيسى هو قطع العلاقة مع جماعة الإخوان، والتخلى عنهم، مقابل المصالحة! فمن نصدق محمد بن عبدالرحمن الذى نقلت عنه «وول ستريت» أم الذى تحدث إلى تليفزيون الـ«بى بى سى»؟!.
أتمنى أن تكون تصريحات الوزير مجرد مخاطبة دبلوماسية للخارج، وعروض دبلوماسية أثناء التفاوض، بمعنى أنه يريد أن يغازل الدول الأربعة بأنه لا توجد علاقة، ويمهد الطريق للتخلى التدريجى عن الجماعة، حتى لو كان الأمر سيتم بصورة شكلية.
فى كل الأحوال لن ننشغل كثيرا بما يقصده الوزير القطرى. بل المهم فى نهاية المطاف هو ما الذى ستفعله الحكومة القطرية على أرض الواقع؟!.
هل ستتوقف عن دعم الجماعة وهى تتبنى خطابا متشددا، وتتباهى بعض أجنحتها بتنفيذ أعمال إرهابية؟!.
وهل ستوقف الدعم والتحريض الإعلامى المستمر منذ سنوات ضد مصر وغالبية دول الخليج؟!. وهل تريد أن تكون دولة عربية عادية لها مصالح مع جيرانها أم قوة عظمى أو حتى مخلب لقوى إقليمية ودولية، بحيث لا تهدأ المنطقة أبدا؟!.
أسئلة تبحث عن إجابات حقيقية من الدوحة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هى حقيقة علاقة قطر بالإخوان ما هى حقيقة علاقة قطر بالإخوان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon