توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية ..وضرورة التعامل مع الواقع

  مصر اليوم -

السعودية وضرورة التعامل مع الواقع

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الأحد الماضى بثت فضائية «فوكس نيوز» الأمريكية حوارا مهما للغاية مع عادل الجبير، وزير الخارجية السعودى.. لماذا هو ومهم ومختلف؟

لأنه الظهور الأول للجبير الذى يرأس الدبلوماسية السعودية منذ اندلاع أزمة اختفاء ثم مقتل الكاتب الصحفى جمال خاشقجى داخل قنصلية بلاده فى إسطنبول التركية.

ثانيا: لأن الجبير تكلم بصراحة إلى حد كبير، وقال: إن عملية القتل كانت خطأ كبيرا وفادحا، وأن هناك تصميما من الملك سلمان على محاسبة المسئولين عن الحادث، وأنه واثق بأن العلاقات بين بلاده وأمريكا سوف تتجاوز الحادث.

يوم أمس الأول تحدث الجبير مرة أخرى وقال كلاما جديدا أيضا أن بلاده ستلقى القبض على كل المتهمين والمتورطين فى الحادث، وستعلن النتائج بكل شفافية، وصباح، أمس، قرأنا أن وزير المالية السعودى خالد الفالح، قال: إن قتل خاشقجى أمر مقيت ولا يمكن تبريره.

تقديرى أن المهم فى الأمر هو أن النبرة السعودية الرسمية بدأت فى الاختلاف والتغيير، لم تعد هى تلك النبرة المصرة على الإنكار منذ بداية الاختفاء فى ٢ أكتوبر الحالى.

كان هناك خطأ كارثى فى كل شىء تعلق بهذه العملية، والنتيجة أن السعودية وجدت نفسها عالقة فى دوامة شاملة وصعبة وربما غير مسبوقة منذ سنوات طويلة.

أن يخرج الجبير ثم الفالح بهذه التصريحات الواضحة فهى محاولة جادة لوقف النزيف الذى يهدد السعودية منذ بداية الحادثة وحتى الآن.

الأمر الآخر أن وسائل إعلام كثيرة محسوبة على السعودية بدأت فى التعامل بطريقة مختلفة عقب الإعلان عن وفاة خاشقجى داخل السفارة، وتوقيف 18 متهما، وإجراء هيكلة فى جهاز الاستخبارات السعودى، الذى تم تحميله مسئولية العملية بأكملها.

صارت هناك مناقشات علنية فى بعض وسائل الإعلام السعودية للتهديدات الأمريكية، خصوصا من قبل بعض قادة الكونجرس بمجلسيه، أو وسائل الإعلام المختلفة التى كانت رأس الحربة الأساسى فى هذه القضية منذ تفجيرها.

مرة أخرى أفضل خيار أمام السعودية أن تبادر بالإعلان عن كل التفاصيل المتعلقة بهذا الحادث المأساوى، وأن يتم تقديم كل المتورطين إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل.

تقول الرواية السعودية الرسمية: إن الذين نفذوا العملية، تصرفوا من تلقاء أنفسهم، ولم يخبروا المستويات العليا، بل قاموا بتضليل الحكومة فى الرياض، وأبلغوها بأن خاشقجى خرج من السفارة.
حكومات غربية ووسائل إعلام كثيرة لا يصدقون هذه الرواية، وبعضهم يريد فرض عقوبات فورية على المملكة العربية السعودية.

الحل لمواجهة هذه الموجة التسونامية غير المسبوقة أن تقرر الحكومة السعودية الاستمرار فى عملية التحقيق بكل شفافية ونزاهة حتى تقنع الرأى العام العالمى أولا وكذلك الرأى العام السعودى والعربى الذى يستحق أن يحصل على الحقيقة أيضا.

أجد أهم الدروس المستفادة من هذا الحادث الرهيب هو أن الصدق والصراحة والوضوح أهم مليار مرة من أى محاولات للالتفاف أو التغطية أو التحايل، تخيلوا لو أن البيان السعودى الأخير صدر قبل بيان رجب طيب أردوغان، أمس؟ كان الأمر سيصبح كارثيا، لكن تخيلوا فى المقابل أن الإعلان السعودى صدر فى يوم وقوع الجريمة نفسها داخل القنصلية فى ٢ أكتوبر الماضى، لو حدث ذلك ما كانت السعودية وجدت نفسها فى هذا المأزق، لكن السؤال الجوهرى لماذا تم اللجوء إلى هذا التصرف من الأساس؟!.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وضرورة التعامل مع الواقع السعودية وضرورة التعامل مع الواقع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon