هل هناك طريقة سحرية لإصلاح طريق الصعيد الزراعى خصوصا فى محافظة أسيوط، وهل المشكلة فقط فى الإهمال والتراخى، أم أنها أكبر من ذلك؟!. للأسف الأمر معقد، ويتعلق أيضا بنقص التمويل.
تحدثت بالأمس عن مقتل الطالب أحمد أبوالوفا، فى نفس يوم تفوقه فى الثانوية العامة بنسبة ٩٨٫٥٪ عند كوبرى منقباد، على طريق القوصية أسيوط، واليوم نسأل، ما هى إمكانية إصلاح هذا الطريق وغيره من الطرق؟!
إذا انصلح حال المرور والمحليات، فهناك مشكلة التمويل. هذا الطريق حارة واحدة، والحل يكمن ببساطة فى ازدواجه. النائب عن دائرة القوصية إبراهيم نصير طلب من هيئة الطرق عمل الازدواج عبر استحداث فاصل فى المنتصف لا يزيد عن ٢٥ سم.
جاءت لجنة من هيئة الطرق قبل شهور طويلة، وقالت إن ازدواج الطريق، من أول مركز ديروط إلى مدخل مدينة أسيوط، بطول ٥٦ كيلومترا، سيتكلف ١٫٢ مليار جنيه.
الدراسة الحديثة التى قدمها نائب القوصية إلى وزير النقل الحالى كامل الوزير تقول إن التكلفة لن تزيد عن ٤٠٠ مليون جنيه. ولن تؤدى إلى أى ضرر، ولن تزيل مسجدا، أو تتعدى على أى أرض زراعية.
أبناء القوصية يقولون إنهم لا يريدون الـ٤٠٠ مليون جنيه فورا، بل مجرد ٥٠ أو ٦٠ مليون جنيه كمرحلة أولى حتى يدخل المشروع لخطة الدولة، وبعدها يمكن تنفيذه على خمس مراحل مثلا، كل مرحلة طولها عشرة كيلومترات فقط.
وزارة النقل تقول إنها لا تملك الأموال اللازمة لتنفيذ المشروع، ولذلك فالحل هو أن تقتنع وزارة التخطيط بجدوى المشروع، وتخصص على الأقل خمسين مليون جنيه كمرحلة أولى لبدء ازدواح الطريق. أو أن يتبرع أغنياء الصعيد، وكل فاعلى الخير بهذا المبلغ حتى يمكن بدء التطوير.
السؤال لماذا يحتاج الطريق إلى ازدواج؟!
لسبب بسيط لأن هناك كارثة على معظم طرق الصعيد غير المزدوجة اسمها «المقابل»! وهو باختصار أن غالبية السائقين يريدون تجاوز السيارة الموجودة أمامهم، التى لا تسير بسرعة، وحينما يفعلون ذلك، يتفاجأون بسيارة أخرى تأتى مقابلهم، فيقع التصادم، ويموت الناس فرادى وجماعات.
هناك مشكلة أخرى كبيرة، هى عدم وجود سور قوى يفصل الطريق عن ترعة الإبراهيمية، وفى بعض الحوداث تسقط السيارات فى الترعة. وذات يوم سقطت سيارة بيجو ٥٠٤ بسبع ركاب، كان داخلها زوج شقيقتى، وخرج بمعجزة من داخل السيارة، ثم سبح للخارج، ومات معظم ركاب السيارة.
إضافة إلى الازدواج والسور الفاصل عن الترعة، يحتاج الطريق إلى لوحات إرشادية، وعلامات فوسفورية.
الحوادث لا تقع فقط بسبب رعونة السائقين وتراخى المرور، لكن بسبب سوء الطريق أيضا، لأن السائق يتفاجأ بمطبات وحفر وتكسيرات فى الطريق، وحينما يحاول تفاديها، والابتعاد عنها يتفاجأ بالسيارة الأخرى القادمة من الناحية العكسية أو ما يطلق عليه اسم «المقابل».
هذه هى الصورة على أرض الواقع.. والسؤال هو كيف يتم توزيع بنود الانفاق فيما يتعلق بالطرق؟!
وهل الأولوية تكون لإنشاء طرق جديدة مثلا، أم ترميم القديم، أم الموازنة بين الاثنين؟!
لا أملك إجابة قاطعة، لأننى لست متخصصا ولا أملك أيضا جميع التفاصيل والبيانات.
لكن ما أراه واضحا، هو ضرورة النظر بجدية إلى مثل هذه الطرق التى باتت مصيدة للموت تلتهم أرواح آلاف الصعايدة من دون تغيير المسببات.
أعرف أن الصورة ليست سلبية، وأن الحكومة حققت انجازات كبيرة فى انشاء الطرق والجسور الجديدة، واعرف ايضا ان وزارة النقل بدأت مشروعا لتطوير طريق القاهرة الصعيد الصحراوى الغربى، وإضافة حارة جديدة له ذهابا وإيابا من القاهرة، حتى المنيا، وقد يمتد التطوير إلى أسيوط فى حالة الحصول على منحة أو قرض خارجى.
أتمنى أن تنظر وزارات النقل والتخطيط والمالية وسائر الجهات المختصة بعين العطف والاهتمام إلى طريق القاهرة أسوان الزراعى حتى يمكن وقف نزيف الدم كل يوم، حتى لا تتكرر مأساة أحمد أبوالوفا وأمثاله كل يوم!!