توقيت القاهرة المحلي 18:22:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا سماسرة فروع الجامعات الأجنبية

  مصر اليوم -

احذروا سماسرة فروع الجامعات الأجنبية

بقلم : عماد الدين حسين

 نتمنى ونحن نسعى لإنشاء فروع لجامعات دولية فى العاصمة الإدارية الجديدة، أن نكون حذرين من بعض النصابين ومحترفى تزوير التصنيفات. الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه رغبة منذ فترة طويلة، فى وجود هذه الفروع المرموقة فى مصر، بحيث يحصل الخريج على شهادة من هارفارد أو أكسفورد أو كامبريدج وغيرها من الجامعات الدولية الكبرى.

ووزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار فى سباق مع الزمن للاتفاق مع أفضل الجامعات العالمية، بحيث يتم افتتاح بعضها قريبا.

لكن السؤال الذى ينبغى أن ننتبه إليه هو: هل لدينا بالفعل رؤية واضحة عن الجامعات التى نريدها، وعلى أى أساس يتم تصنيف الجامعات عالميا؟!

تناقشت فى الأسابيع الأخيرة مع العديد من أصحاب الجامعات وخبرائها ورؤساء مجالس أمنائها، سواء كانوا فى جامعات حكومية أو خاصة.

مبدئيا ليس هناك معيار واحد لتصنيف الجامعات دوليا، وبالتالى علينا أن نسأل أنفسنا أولا: ما الهدف الذى نريد أن ننشئ على أساسه جامعات جديدة؟!

هناك مثلا تصنيف جامعات على أساس عدد الحاصلين على جائزة نوبل، وقد لا نكون فى حاجة إليه الآن. وهناك تصنيف على أساس عدد الأساتذة إلى عدد الطلاب. وهناك تصنيف على أساس النشر فى الدوريات العلمية المرموقة.

وهناك تصنيف يعتمد فى أحد معاييره على زوار الموقع الإلكترونى للجامعات، وتفاعل الطلاب مع الأساتذة على هذا الموقع. وهناك تصنيف يعتمد على وجود كليات طب أم لا.

على سبيل المثال هناك جامعات عالمية كبرى بها أستاذ لكل ٧٠٠ طالب، فى حين أنه كلية طب قصر العينى بها عضو هيئة تدريس لكل ثلاثة طلاب. وليس ذلك للأسف معيار تميز، بقدر ما هو سوء توزيع منذ سنوات طويلة، وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس لا يقومون بالتدريس، أو لا يذهبون أصلا إلى الكلية، ويذهبون صوريا.

أحد أصحاب الجامعات الخاصة، قال لى: بعضنا يعتقد خاطئا أننا حين ننشئ فرعا لجامعة عالمية كبرى فى مصر، فإنها ستحصل آليا على تصنيف الجامعة الأم. هو يشرح الأمر بقوله: إنه حينما يتم إنشاء جامعة جديدة فإن «العداد يبدأ من الزيرو»، فمثلا إذا قامت جامعة هارفارد بإنشاء فرع لها فى سان فرانسيسكو وليس فى مصر، فإن تقييمه يبدأ من الصفر.

وبالتالى علينا ألا ننشغل باسم الجامعة ومدى شهرتها بل بما نحتاجه كمجتمع الآن.

المؤكد أن مصر تحتاج الآن إلى الحصول على الخبرة العالمية فى أفضل المناهج المتاحة، التى نحن فى حاجة عملية وماسة لها، وليس منهجا لا يتناسب مع ظروفنا الراهنة. أيضا نحتاج إلى طرق القبول والتدريس ونظم الاعتماد.
والسؤال: هل نستطيع أن نستقطب أفضل خمسين جامعة فى العالم بسهولة؟

الإجابة للأسف هى: لا؛ لأنه حينما تكون هناك جامعة كبرى فى أمريكا وأوروبا، فما الذى يدفعها ويغريها لافتتاح فرع لها فى مصر، إلا إذا حصلت على مقابل مادى مُغْرٍ.

على سبيل المثال هناك دول خليجية تدفع ١٣٢ مليون دولار سنويا لخمس جامعات. فقط مقابل الاسم أو البراند، هذا بخلاف تحمل هذه الدولة لتكاليف إنشاء المبانى، ومرتبات هيئة التدريس التى تصل لعشرات الآلاف من الدولارات.

هناك طريقة أخرى لتحقيق نفس الهدف الذى يريده الرئيس.

مثلا علينا ألا ننشغل بالاسم العالمى فقط بل ننشغل أكثر بأفضل التخصصات الموجودة. مثلا قد يكون هناك تخصص عمارة فى العالم موجود فى جامعة غير مصنفة فى الخمسين الأوائل، وبالتالى فإن البحث عن التخصص سيؤدى آليا إلى الحصول على أفضل وأجود تعليم عالمى متاح، وهو الأمر الذى يؤكد عليه الرئيس.

حسنا فعل الرئيس حينما حذر خلال افتتاحه لمدينة العلمين الجديدة قبل نحو أسبوعين، من محاولات البعض الغش والتدليس فى هذا الأمر.

وقال لى أحد المتابعين لهذا الملف، إن بعضا ممن تقدموا لإنشاء فرع لجامعة جديدة قالوا إن ترتيبها العالمى رقم عشرة، ثم تبين لاحقا أن ترتيبها الفعلى هو ٢٩٠٠!

علينا ألا نتسرع فى هذا الملف، وندرس كل كبيرة وصغيرة فيه، فالتأجيل لفترة قصيرة قد يكون أفضل مليون مرة من إنفاق أموال ضخمة قد يتبين لاحقا أنها «واجهات براقة لجامعات مضروبة».

سهلوا للجادين الأوراق والإجراءات الروتينية وقدموا لهم كل الحوافز، ودققوا كثيرا مع بعض العاملين فى هذا المجال، حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأنهم «فنكوش جامعى كبير»!

نقلاً عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا سماسرة فروع الجامعات الأجنبية احذروا سماسرة فروع الجامعات الأجنبية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon