بقلم - عماد الدين حسين
على مدى يومى ٢٧ و٢٨ مارس الحالى، انعقد منتدى الإعلام العربى فى دبى، تحت عنوان «الإعلام العربى.. الواقع والمستقبل»، تحت رعاية مباشرة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الإماراتى حاكم دبى، الذى حضر افتتاح المنتدى يوم الأربعاء، والتقط الصور التذكارية مع كبار رجال الاعلام والصحافة، ثم شارك فى حفل الختام، فى اليوم الثانى ــ وبجانبه منى غانم المرى رئيس نادى دبى للصحافةــ حيث جرى توزيع الجوائز على الفائزين فى جميع الفروع الصحفية. وكان ملفتا أن المصريين حصلوا على عدد كبير من الجوائز، سواء كانوا يعملون فى صحف مصرية أو عربية..
ضيوف المنتدى كالعادة من الوطن العربى والعالم. وإن كان الحضور المصرى هو الاكبر بعد الامارات.
عناوين معظم جلسات هذه الدورة كانت جذابة. كانت هناك عناوين مثل «حضارات أحياها الإعلام» و«مستقبل الصحف» و«صحافة بصورة عربية» تحدث فيها عضوان الأحمرى المشرف على الطبعة العربية لـ«اندبندنت عربية».
و«من الإعلام إلى الدبلوماسية» تحدث فيها تركى الدخيل، الذى صار سفيرا للسعودية فى الامارات بعد أن كان يعمل من دبى رئيسا لقناة العربية.
وورشات عمل مثل: «كيفية التفاعل مع جمهورك على فيسبوك». و«بناء المجتمعات عبر الفيديو والمجموعات»، و«فن التقاط صورة البورتريه».وكانت هناك جلسة مهمة جدا عنوانها: «ثمانية اتجاهات ترسم مشهد الاعلام فى ٢٠١٩»، للخبير الإعلامى المتميز ياسر عبدالعزيز. وجلسة بعنوان «قوة صوتك»، ثم «التضليل والأخبار المفبركة» و«تحالف فى مواجهة الأخبار الكاذبة»، تحدث فيها فليبب شيتوند مدير الأخبار بوكالة الأنباء الفرنسية.
وجلسات قصيرة مدتها عشرون دقيقة فقط منها: «المحتوى المدفوع» و«إعلام الجيل الخامس» و«ما نوع الإعلام الذى نريده» لعلى جابر، و«تحولات اقتصادية غيرت المشهد الإعلامى» لفواز جرجس ولارا حبيب.
كانت هناك جلسة مميزة جدا عنوانها «كاريزما الشهرة بين الشاشة ومنصات التواصل» أدارها الاعلامى اللبنانى نيشان ديرهاروتيونان وتحدث فيها رابعة الزيات ونورة عبدالله وهبة الأباصيرى.
مرة أخرى عناوين، معظم الجلسات كانت مهمة، والمناقشات حيوية خصوصا تلك التى تخاطب المستقبل والصحافة غير التقليدية.
لم يتحدث كثيرون عن اندثار الصحافة الورقية، وهو الموضوع المهيمن على سائر النقاشات الإعلامية العربية منذ سنوات. ويبدو أن المختصين قد سلموا بأن مستقبل الصحافة الورقية صار أمرا مقضيا!! لكن نقاشات كثيرة دارت حول المستقبل مثل «فن سرد القصص الصحفية من خلال استخدام الفيديو»، وهى فعالية تمت فى اليوم الثانى للمؤتمر. فى هذا الصدد كان هناك أكثر من عنوان يخاطب المستقبل مثل «عشرين دقيقة من المستقبل» لمصطفى الأغا، و«مستقبل وكالات الأنباء»، ومستقبل التليفزيون» تحدث فيها ألبرت شفيق ومعه خديجة المرزوقى وجوهانس لارتشر، و«مستقبل البث الصوتى»، و«إعلام الجيل الخامس» لخليفة الشامسى.
من الملاحظات المهمة فى هذه الدورة أن عدد الحاضرين أقل مقارنة بالدورات السابقة، كما أن مكان الانعقاد قد تغير من مدينة جميرا حيث عقدت معظم الدورات، فى السنوات الخمس الأخيرة إلى مركز التجارة العالمى فى أول شارع الشيخ زايد. ورغم ذلك يظل منتدى الإعلام فى دبى، أكبر تجمع للصحفيين والإعلاميين العرب، حيث يلتقون ويتناقشون ويتفاعلون ويتبادلون الأفكار.
الطقس كان فاتنا، والمطر لم يتوقف عن الانهمار طوال يومى المؤتمر، والذين يعرفون دبى، يدركون أن هذا ليس وقت سقوط المطر بل بدء الصيف والرطوبة.
فريق العمل واللجنة المنظمة للمنتدى بذلوا جهدا كبيرا فى إخراج الدورة الاخيرة، بهذا الشكل بقيادة منى غانم المرى وكل مساعديها وفى مقدمتهم جاسم الشامسى.
عنوان المنتدى هذا العام هو «الإعلام العربى بين الواقع والمستقبل». جميعنا يعرف الواقع الذى يعيشه الإعلام العربى، لكن السؤال: ما هو شكل المستقبل، بالنظر إلى هذا الواقع الصعب جدا؟ سنحاول الاجابة عن هذا السؤال لاحقا إن شاء الله.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع