توقيت القاهرة المحلي 18:33:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إذا كنا نحتاج العالم.. فلنتواضع!

  مصر اليوم -

إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام كانت قناة تليفزيونية مصرية تسألنى هاتفيا عن تقديرى لانسحاب خالد على من السباق الرئاسى، فقلت للمذيع إن هناك تأثيرا سيئا سوف ندفعه جميعا، لأن العالم سوف ينظر للأمر باعتباره استفتاء، فرد علىّ المذيع بما معناه:
«لا يهمنا العالم وليخبط دماغه فى الحائط».

المعلقون الذين تحدثوا قبلى وبعدى تباروا فى تقطيع هدوم خالد على، وإلصاق كل التهم به، من أول عدم الجدية، نهاية بالتمويل من الغرب والعمالة الخارجية، بل إن أحد المتحدثين اعتبر كل من عمل توكيلا لخالد على متمولا وعميلا..

قلت للمذيع أيضا: لست محامى الدفاع عن خالد على أو أى مرشح، وإذا كانت هناك تهم ضده فليحركها القضاء فورا لكى يتم الفصل فيها، لكن ما يهمنى هو صورتنا أمام العالم، فعاد المذيع ليبدى غضبه وتبرمه من كلامى.

أسوق المقدمة السابقة كلها لأسأل سؤالا مهما: هل ينبغى أن نهتم بالعالم ورأيه فينا» أم لندعه يخبط دماغه فى الحائط كما يتمنى بعض الاعلاميين؟

للموضوعية وقبل الإجابة ينبغى أن نشير إلى أن هذا المذيع ليس مجرد حالة فردية، بل هو أقرب ما يكون إلى الظاهرة العامة المنتشرة فى العديد من الفضائيات. نعود للإجابة على السؤال لنكتشف أن هناك رأيين واضحين، الأول يقول إننا جزء من العالم، وينبغى أن نحافظ على صورتنا جيدة، حتى لا نخسر هذا العالم.

والرأى الثانى يرى أننا لسنا فى حاجة إلى هذا العالم، لأنه ينخرط فى مؤامرة كبرى ضد مصر!!

رأيى بوضوح أننا جزء من العالم، وانتهى الزمن الذى كانت دولة تستطيع أن تنعزل عن العالم كائنة من كانت، وتعيش بمفردها.

العولمة وثورة الاتصالات جعلت العالم قرية واحدة فقط بل ربما غرفة واحدة، والحياة صارت معولمة فعلا، الدول الكبرى لا تستطيع أن تنعزل لأسباب اقتصادية لأنها تريد أسواقا خارجية لتصريف منتجاتها، والبلدان الصغرى تحتاج الدول الكبرى لكى تستورد منها المأكل والملبس والدواء والسلاح وجميع أنواع السلع الأخرى.

ليتنا كنا أقوياء، حتى نستغنى عن العالم، ووقتها كان يمكنا القول «على العالم أن يخبط دماغه فى أقرب حائط».

لكن نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك. طبعا نستطيع أن نبتعد عن دول، ونقترب من أخرى، ونكون على مسافة من دول ثالثة، لكن لا يمكننا، ولا يمكن لأى دولة كبيرة أو صغيرة. أن تعيش فى كهف أو قمقم أو جيتو!!

نحن نعتمد على العالم فى غذائنا ودوائنا وسلاحنا، نعتمد عليه فى المنتجات الأساسية والترفيهية. نحن نستورد من الصين البوذية كل شىء من السبحة وسجادة الصلاة ونهاية بالسلع الأساسية..

نحن نستورد من أوروبا وأمريكا الأسلحة والأدوية، ومن روسيا القمح والسلاح والتكنولوجيا النووية، ونستورد من أمريكا اللاتينية اللحوم، ونستورد الموبايلات من كل أنحاء العالم المتقدم!! حتى إسرائيل هذا العدو الغاصب كنا ننلوح لها بكارت التطبيع، ووصلنا إلى مرحلة صارت هى تمن علينا وتقول إن غالبية العرب يتمنون أن تقوم هى بالتطبيع معهم!!

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى يقدمان لنا معونات ومساعدات وقروض متنوعة. وبالتالى فهم عندما ينتقدون بعض الممارسات أو يصدرون توصيات أو مناشدات أو مطالبات من قبيل احترام الحريات وحقوق الإنسان وتسهيل عمل منظمات «المجتمع المدنى» وتعديل قانون الجمعيات الأهلية، فهم يفعلون ذلك لأنهم يقدمون لنا مساعدات، وإذا قلنا لهم «اخبطوا رءوسكم فى الحائط» فقد يوقفون المساعدات أو يقللونها أو يجمدوها كما فعلت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا.

مرة أخرى أتمنى أن نكون أقوياء ومكتفين ذاتيا من المأكل والملبس والمشرب والدواء والسلاح، حتى نقول للعالم «بالفم المليان»: «رجاء لا تتدخلوا فى شئونا، ونحن لسنا فى حاجة إليكم، ولا تصدعونا بنصائحكم وقيمكم؟!».

وإلى أن نصل إلى هذه الحالة من القوة الشاملة، فنحن فى حاجة إلى هذا العالم الذى نعتمد عليه من الإبرة للصاروخ، وبالتالى علينا أن نكون أكثر تواضعا، لكن بشرط ألا نتنازل عن كرامتنا أو سيادتنا.. تلك هى المعادلة أو المعضلة!!.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع إذا كنا نحتاج العالم فلنتواضع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon