توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح

  مصر اليوم -

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح

بقلم : عماد الدين حسين

 ما حدث فى قصة الخلاف بين النجم العالمى محمد صلاح ووكيله الإعلانى، من جهة واتحاد الكرة المصرى من جهة أخرى، بشأن حقوق الرعاية، هو مثال جديد على منطق الهمبكة والفهلوة، السائدة فى مؤسسات كثيرة. هى انكشفت هذه المرة لأنها تتعلق بحقوق لأطراف دولية محترفة.

صلاح متعاقد مع وكيل إعلانى هو رامى عباس، الذى يمثله إعلانيا فى كل مكان. اتحاد الكرة تعامل مع صلاح وكأنه أحد لاعبى فرق الدرجة الرابعة فى مصر، وقرر من تلقاء نفسه أن يضع صورة صلاح على طائرة الفريق منفصلة عن بقية لاعبى الفريق، ثم حصل على أموال من شركة الاتصالات الراعية للمنتخب، فى حين أن صلاح متعاقد مع شركة اتصالات أخرى منافسة. اللوائح تقول إنه من حق الاتحاد وضع صورة صلاح مع الفريق ويستغلها إعلانيا، باعتبار أن صلاح أحد لاعبى المنتخب، لكن ليس من حقه استغلال صلاح إعلانيا بصورة منفصلة.

الوكيل أرسل للاتحاد يطالبه بتصحيح الوضع، فلم يتلق ردا، حتى غرد صلاح قائلا: «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا، كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كده»!!. بعدها تعاطف الآلاف مع صلاح، وصار الهاشتاج يتصدر تويتر بمشاركة أكثر من ٦٥ ألف تغريدة فى عدة ساعات، خصوصا أن صلاح نشر «ايموشن» يبدو فيه مخنوقا.

اتحاد الكرة وبدلا من مواجهة المشكلة الأصلية، أرسل ردا غريبا للوكيل، لجأ فيه لعبارات إنشائية من قبيل: «أن اللاعب ابن عزيز نفتخر بانتمائه للوطن، وإننا نحاول أن نحميه من أى محاولات لأطراف ثالثة تسعى للتربح من ورائه».
أصل المشكلة أن الاتحاد حاول القرصنة على حقوق ليست له، وعندما انكشف الأمر، وظهر التعاطف الشعبى الواسع مع صلاح، وتبين أن الأمر لن يمر بسهولة، جاء الحل من أعلى بالتغريدة التى أطلقها وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز حين قال: «تم الاتفاق مع المهندس هانى أبوريدة على تنفيذ جميع طلبات الكابتن محمد صلاح، وإننا سنقف جميعا بجواره لتنفيذ جميع عقوده التى أبرمها فى إنجلترا حتى لا يتعرض لأى مشكلة». وبعدها جاء الرد المتأخر من اتحاد الكرة وإعلانه أن أبوريدة هاتف صلاح وقال له «إن أى شىء سبب لك إزعاجا لن يستمر، والأهم عندى راحتك النفسية، أنت وزملاؤك، لترفعوا رأس بلدكم فى كأس العالم، ولا توجد مشكلة غير قابلة للحل خاصة فى الأمور التسويقية والتجارية».

حسنا فعل الوزير الذى قال إن الأزمة ستنتهى تماما خلال ١٥ يوما، وهو الأمر الذى جعل صلاح يغرد مرة ثانية شاكرا كل من تضامن معه فى الأزمة.

ما سبق هو التفاصيل التى قرأها معظمنا فى وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، لكن ماذا عن المغزى والدروس التى يفترض أن نخرج بها من هذه الأزمة؟!

من الواضح أن الدرس الأول هو الطريقة الكارثية التى تم التعامل بها فى الأزمة.

هل اتحاد الكرة يجهل المبادئ الأساسية بشأن حقوق الرعاية؟!.

قرأت تصريحات لبعض نواب البرلمان يتهمون جماعة الإخوان الإرهابية بمحاولة استغلال الأزمة وإعادة إشعالها من جديد؟!

من الطبيعى أن تستغل «الجماعة» أى حادث مهما كان تافها، لكن أليس من المنطقى أن نحاسب أولا الذين تسببوا فى خلق الأزمة من الأساس ثم تصعيدها إلى هذه الدرجة وأعطوا الإخوان هذه الفرصة؟!.

كان المنطقى أن يسعى الاتحاد لاستغلال حالة نموذج محمد صلاح وتألقه فى التحضير والاستعداد لكأس العالم، بدلا من دفعه إلى حالة «الخنقة» التى وضعها على صفحته!.

بالمناسبة لا يوجد فارق كبير بين العقلية التى تعامل بها المسئولون مع هذه الأزمة، والعقلية التى تعامل بها المسئولون فى أزمة الأمطار والعواصف الأخيرة خصوصا فى التجمع الخامس.

مرة أخرى، ستمر أزمة حقوق الرعاية على خير إن شاء الله، لكن علينا أن نسأل: كيف لا يمكن استنساخ مثل هذه الأزمة فى مؤسسات أخرى فى الفترة المقبلة؟!.. وهل هناك أسرار أخرى لم نعرفها فى هذه المأساة، ومتى يتوقف البعض عن الفهلوة والهمبكة التى إذا جاز أن تحدث عندنا، فهى لا يمكن أن تمر بالخارج؟!

نحتاج إلى إدارات ومؤسسات تعمل بمنطق المحترفين، ليس فقط فى ملاعب الكرة، ولكن فى سائر المؤسسات الأخرى؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح منطق الفهلوة فى حقوق رعاية صلاح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon