بقلم: عماد الدين حسين
ماذا يحدث حينما يتواجد غالبية رؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار الكتاب فيها، ونجوم الصف الأول من الفضائيات، فى مكان واحد؟!
هذا السؤال شغلنى حينما سافرت إلى شرم الشيخ ظهر الجمعة الماضية، وفى المساء قابلت غالبية رؤساء مجالس الإدارات والعديد من الإعلاميين والصحفيين وخبراء الإعلام، إضافة بالطبع إلى الوزراء وشخصيات عامة متنوعة من رؤساء الجامعات إلى رؤساء الشركات، وجميعهم جاءوا لحضور منتدى شباب العالم الثالث.
فى المساء وبعد تناول وجبة العشاء كان يمكن ملاحظة وجود جلسات للإعلامين يمكنك فيها أن تسمع ما لذ وطاب من أخبار أو قصص أو توقعات، وصولا إلى النميمة نفسها، وما الذى حدث لهذا الصحفى او المسئول أو ذاك!
فى المؤتمر كان هناك مكرم محمد أحمد وكرم جبر وحسين زين وضياء الدين رشوان وعبدالمنعم سعيد وشريف عامر ومحمد على خير وياسر رزق ومحمود مسلم وخالد ميرى وعلاء ثابت ووائل الإبراشى وأحمد موسى وعمروعبدالحميد ونشأت الديهى وخالد منتصر ومحمد خضر وعماد جاد وعبدالمحسن سلامة وعبدالحليم قنديل وعادل حمودة ومحمود الكردوسى ومحمد أمين وأحمد باشا وخيرى رمضان ومجدى الجلاد وعادل السنهورى وعبدالقادر شهيب ومحمد عبدالحافظ وجمال حسين وريهام السهلى وهناء السمرى وفريدة الشوباشى، والعشرات من مديرى التحرير والمحررين، وكان ملفتا تواجد الإعلامى المتميز جابر القرموطى حاملا معه العود يعزف به فى كل مكان من المطعم أو الكافيتريا إلى صالة الانتظار فى المطار.
بالطبع هى فرصة جيدة أن ترى بعض الزملاء والأصدقاء فى لحظات نادرة بعيدا عن ضغوط وتوترات العمل، رغم أن البعض كان يمارس عمله، وكأنه فى الصحيفة أو الفضائية بفضل التسهيلات غير المحدودة التى يوفرها التليفون المحمول.
وطوال الأيام الخمسة حاولت أن أرصد بعض الملاحظات عن مجموعة من الزملاء وظيفتهم ومهنتهم هى نقل أخبار الناس ورصد الملاحظات المختلفة عنهم.
غالبية الصحفيين المدعوين، كانت مهمومة بنقل وتغطية وقائع المنتدى، ومحاورة الضيوف الأجانب، والركض من هذه القاعة إلى تلك، لمتابعة الجلسات وورش العمل والموائد المستديرة. فى حين أن بعض الكتاب كانوا يحاولون البحث عن فكرة مختلفة يكتبون عنها فى مقالاتهم أو أعمدتهم اليومية أو الأسبوعية.
الفئة الثانية من الصحفيين الإعلاميين، كانت مهمومة بسؤال متى يحدث التعديل الوزارى، إضافة إلى السؤال الأزلى الذى يتكرر كل فترة بشأن موعد إجراءات التغييرات الصحفية، وهل تعود وزارة الإعلام أم لا، وإذا عادت فمن هم المرشحون، وهل ما يتردد من أسماء مرشحون فعلا، أم أنه «قنابل دخان فارعة»؟!
بعض هؤلاء أيضا كانوا يتحدثون عما يتردد من إشاعات عن تغييرات فى هذه الجهة أو تلك. وقسم منهم يتحدث عن تعديلات محتملة فى المشهد الإعلامى، تنقل هذا الزميل إلى تلك القناة، أو تعيد آخر إلى قناته القديمة وما هو هامش الحريات المتوقع فى المرحلة المقبلة. والسمة الغالبة هى التوجس لدى بعض أعضاء هذه الفئة، الذين ينتظرون حسم أمورهم وفى أى قناة سوف يستقرون. ومعظم هذه الحكايات هى أقرب إلى النميمة منها إلى الأخبار المؤكدة أو حتى نصف المؤكدة!!
فئة ثالثة وهى قليلة جدا، كانت متخصصة فقط فى هتك سمعة زملائهم، والحقد والغل على كل شىء، نظرتهم شديدة السوداوية، ولا يؤمنون بالمهنية والموضوعية والدقة والتحقق أو بأى قيم إعلامية، نسمعهم دائما يرددونها كخبراء ويطالبون الآخرين بالالتزام بها، لكنهم لا يفعلون.
أحد الأصدقاء توقف عن حضور هذه الجلسات وقال إنه كره كونه إعلاميا، حينما كان يجلس مع هذه «القلة»!
فى المقابل كانت هناك نقاشات موضوعية كثيرة عن قضايا وطنية متنوعة، من الأوضاع اليومية لعمل الصحفيين، مرورا بسد النهضة والعلاقة مع إثيوبيا، نهاية بالتوقعات المتفائلة لمستقبل مهنة الإعلام، والمزيد من الحريات الإعلامية.
الملاحظة المهمة أننا نفقد كل يوم عددا ممن يطلق عليهم جيل الأساتذة، سواء بحكم الوفاة أو المرض أو الزهق من الأوضاع الصعبة، لكن من المهم جدا تشجيع وجود كبار لهذه المهنة، خصوصا فى ظل الظروف الصعبة، لكن للأسف هناك أحيانا حروبا أهلية بين مؤسسات، وبين أفراد هنا وهناك، أتمنى ألا ندفع جميعا ثمنها فى المستقبل القريب.