توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى؟!

  مصر اليوم -

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى

بقلم : عماد الدين حسين

 هل نحن فى مصر عموما ــ وليس فقط فى الحكومة أو كل مكونات النظام السياسى ــ فى حاجة إلى وسائل الإعلام الدولية، أم يمكننا أن نقاطعهم أو حتى نطردهم من مصر، ونقول لهم: اخرجوا من بلادنا واذهبوا إلى الجحيم؟!

أسأل هذا السؤال جادا ولست هازلا، بمناسبة بعض الردود المتشنجة على قيام محطة «بى بى سى» ببث تحقيق وثائقى تضمن معلومة خاطئة تفيد بأن أجهزة الأمن المصرية أخفت المواطنة زبيدة محمد يوسف قسريا، ثم خرجت المواطنة ونفت الواقعة.

قلت بوضوح فى هذا المكان قبل أيام إن «بى بى سى» أخطأت، وكان ينبغى عليها أن توضح حقيقة ما حدث أو تعتذر عن الخطأ وبسرعة، فالأمر لا يتطلب كل هذا الوقت للتحقق من صحة الأمر، وكيف حدث، وقلت أيضا إننى أعذر بعض الزملاء الإعلاميين المصريين فى ردودهم الساخنة على المحطة البريطانية.

لكن كل ما سبق شىء، ومطالبة البعض بحسن نية ــ أغلب الظن ــ بطرد المحطة وإغلاق مكتبها فى القاهرة ومقاطعتها شىء مختلف تماما.

المحطة قد تتضرر إذا تم طردها، لكنها ستنقل مكتبها الإقليمى ربما إلى بيروت أو عمان، وفى هذه الحالة، ستكتب وتبث ما تشاء، من دون أن يكون لدينا أى هامش للتأثير أو للتغيير أو إقناعهم بتطبيق المعايير المهنية التى يقولون إنهم يطبقونها.

الكلام السابق بأكمله قد يكون مقدمة أطول مما ينبغى، لكنها من وجهة نظرى مهمة، بسبب أن بعض الزملاء والمسئولين ــ وبحسن نية شديد أيضا ــ يندفعون فى وصلة من الحماس المتشنج أحيانا، فى أفكار وتصورات من دون مناقشتها وتقييمها وتقليبها من كل الزوايا.

للأسف مضى وولى الزمن الذى كان يمكن للدول أن تنعزل فيه عن العالم تماما، كما كان يفعل بعض حكام صنعاء قديما بإغلاق بواباتها بعد حلول الظلام، فتنعزل عن العالم!.

وسائل التواصل الحديثة خصوصا الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر جعلت العالم فعلا أضيق من غرفة صغيرة وليس قرية أو بلدا صغيرا.

لم يعد بمقدور الحكام والحكومات التحكم بصورة مطلقة فى تقرير شئون بلدانهم. ثورة الاتصالات جعلت هناك ما يمكن تسميته تدخلا دوليا عبر وسائل الإعلام فى شئون الدول الأخرى. نتذكر حينما وضع أحد المصورين صورة للطفل السورى الكردى إيلان قبل أكثر من عام، وهو غارق على أحد الشواطئ التركية، فاهتز العالم وبدأ فى مناقشة المأساة السورية خصوصا فيما يتعلق باللاجئين.

أعلم أننا نسينا الموضوع، مثلما نسينا موضوعات أخرى كثيرة، لكن حاولوا أن تتذكروا الموضوعات والقضايا التى أثارها الإعلام الحديث، فما بالك بالإعلام التقليدى؟!

وبما أننا فى مصر أو غيرنا من الدول لن تتمكن من الانعزال عن العالم ــ حتى لو أردنا ــ فالمطلوب أن نبحث فى أفضل الصيغ للتعامل مع هذا العالم، خصوصا وسائل إعلامه، وبالأخص الأكثر تأثيرا وانتشارا.

الموضوع ليس مجرد صراخ وعويل، لنصرخ بأعلى أصواتنا كما نشاء، لكن بعد أن نتعب من الصراخ ونهدأ، علينا أن نفكر فى أفضل الطرق للتعامل مع هذا الإعلام الأجنبى أو حتى مع العالم أجمع!.

إذا سملنا بهذا الأمر، فالمطلوب أن يكون لدينا كوادر ذات كفاءة حقيقية، تكون قادرة على التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية تتحدث لغات أجنبية، والأهم أن تعرف كيف تفكر هذه الشعوب وتلك الوسائل، ومناقشتها وتوضيح وجهة النظر المصرية أولا بأول. سيقول البعض، ولكن بعض هذه الوسائل متحيزة، وتنخرط بغطرسة فى مؤامرة شاملة ضدنا!.

إذا افترضنا أن هذا التحليل صحيح، فالحل ليس هو القطيعة، بل مواجهة هؤلاء وكشف هذه المؤامرة وفضحها. لو فعلنا ذلك، فالمؤكد أن المؤامرة ستنحسر وتتراجع.

المؤامرة موجودة فى كل مكان منذ بدء الخليقة وإلى أن تقوم الساعة، لكن ما يسهل عملها هو ضعفنا وتراجعنا وجهلنا وانعدام كفاءتنا.

وقبل كل شىء وبعده ينبغى أن نكون واثقين من أنفسنا، وأن نضمن أن الملفات سليمة، وألا نعطى المتربصين والمتآمرين الفرصة ليشوهوا صورتنا.

صحيح أن هناك تربصا، لكن الأكثر صحة أن طريقة معالجتنا لبعض القضايا، هى التى تعطى المتربصين السلاح الأشد قسوة لاستهدافنا!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى هل من مصلحتنا مقاطعة الإعلام الأجنبى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon