توقيت القاهرة المحلي 20:53:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكباش الأربعة.. ولماذا تخسر الحكومة مجانا؟!

  مصر اليوم -

الكباش الأربعة ولماذا تخسر الحكومة مجانا

بقلم: عماد الدين حسين

هل نلوم وزارة الآثار وهيئاتها أم الإعلام والسوشيال ميديا، فى قضية الكباش الأربعة التى يفترض نقلها من الأقصر لميدان التحرير؟!

الطرفان ملومان ومقصران، لكن المسئولية الأولى تقع على عاتق الحكومة أساسا.

القصة لمن لم يتابعها أن هناك أخبارا كثيرة، تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى خلاصتها أنه سيتم نقل أربعة من الكباش الأثرية الشهيرة لميدان التحرير فى إطار عملية تطويره وتجميله. هذه الأخبار لم تحدد نوعية الكباش، وهل هى الأساسية التى تربط بين معبدى الأقصر والكرنك، أم لا؟!

هذا هو الخطأ الأساسى، الذى وقعت فيه الهيئات الحكومية المختصة. وتعالوا نتخيل سيناريو مختلفا، وهو أن تخرج الجهة الحكومية المشرفة على عملية النقل، لتصدر فى البداية بيانا بسيطا وواضحا، تقول فيه إنها قررت نقل أربعة من الكباش الموجودة فى الفناء الأول بالمدخل الخلفى للمعبد، التى تم اكتشافها حديثا، وليست الكباش الأساسية الموجودة أمام معبد الكرنك. ولا مانع من أن تشرح للناس لماذا تم اختيار هذه الكباش، ومن صاحب القرار، وعلى أى أساس تم اتخاذه، وهل هذا الاختيار هو الأفضل، أم كان ينبغى استشارة الخبراء والمختصين، أو إجراء مسابقة لأحسن تصميم؟!

لو أن هيئة الآثار أصدرت هذا البيان، ما اضطرت وسائل التواصل الاجتماعى إلى «اللت والعجن والهرى» الذى رأيناه فى الأيام الماضية.

نتيجة لهذا التقصير الحكومى، فقد شهدنا حالة ضخمة من الحيرة والغضب والارتباك وتناقل المعلومات والتصورات المشوهة.

على سبيل المثال قرأت لمثقفة وابنة شاعر كبير راحل، كلاما على صفحتها على الفيسبوك، سوف أختار منه بتصرف ما يهمنا فى هذا الموضوع. لم أكتب اسمها لأنى لم أستأذنها.هى تقول: «ازاى حد مسئول عن الآثار ياخد قرار زى ده لأنه تدمير صريح ومباشر لأثر متكامل فى شكله وعدد كباشه، وسيمتريته محددة ومدروسة جدا، ومتناسقة فى حجمها ومقاسها وطولها مع كل ما حولها. يعنى طريق الكباش قطعة فنية وأثرية ومعمارية واحدة. قطعة واحدة منحوتة من حجر واحد فى المكان بتاعها الاصلى متصلة بالأرض اللى هى منحوتة عليها، ومتصلة بالمعبد والمكان والسياق التاريخى، وهى موجودة فى مكانها من آلاف السنين بالعدد ده، وبالرؤية الجمالية والهندسية، اللى قصدها النحات المصرى القديم، اللى الناس بتتعلم منه النحت حتى اليوم. لو صح الامر فهو جريمة حقيقية متكاملة الأركان. أتمنى، وأرجو من القيادة السياسية مشكورة أن تتدخل وتوقف هذه الجريمة».

أتفهم مثل هذا الكلام الغاضب، الذى تم تداوله بصورة كبيرة، أظهرت الحكومة، وكأنها تسعى لتشويه الآثار، وعدم إدراك قيمتها الأثرية والإنسانية.

التعليقات على هذا الكلام، كانت من عينة: «ما هو الجديد، ومنذ متى تهتم الحكومة بالآثار؟!». هذه الحالة كانت موجودة فى العديد من صفحات التواصل الاجتماعى.

طبعا هناك كارثة فى السوشيال ميديا، ويكفى أن يخرج أى شخص بكلام أو رأى أو معلومة معينة، حتى نجد الكثيرين يسيرون خلفه مثل القطيع. لا أحد منهم يكلف نفسه عناء التحقق والتأكد من المعلومة، وهل هى صحيحة أم خاطئة، أم ناقصة؟!

لكن وللموضوعية، فلم أستطع أن ألوم الكاتبة أو ناشطى السوشيال ميديا، فى هذه القصة الخاصة بكباش الأقصر، والسبب أنهم لم يجدوا توضيحا سريعا من الجهات المختصة بشأن حقيقة الأمر، وبالتالى، كان منطقيا أن يلجأ الكثيرون إلى التساؤل والغضب، أو حتى الإفتاء بغير علم، ومن هنا نشأت البلبلة، التى لم تتوقف إلا بإعلان حكومى متأخر جدا بأن الكباش ليست تلك الموجودة أمام معبد الكرنك، بل فى الفناء الأول بالمدخل الخلفى للمعبد، وتم اكتشافها حديثا.

نتمنى أن تكون هذه القضية فى دائرة اهتمامات وزير الإعلام الجديد أسامة هيكل، وكل أعضاء الحكومة، كنموذج لما ينبغى ألا نفعله، لأنها باختصار شديد نموذج للخسارة المجانية للحكومة فى قضايا يفترض أن تكون محلا للتوافق الوطنى.

ما الذى كان سيضير الجهة المسئولة، إذا أعلنت مسبقا عن الأمر، حتى تقطع الطريق على كل المتسائلين الأبرياء، أو المتربصين والمتآمرين. وبالمناسبة لماذا لم تعلن الجهات المختصة تفاصيل تطوير ميدان التحرير قبل بدء التنفيذ، وبدأت منذ أيام قليلة تسريب تفاصيله، ولماذا لم يتم إخضاع الأمر للنقاش المجتمعى الحقيقى، خصوصا بين خبراء التخطيط العمرانى، باعتبار ميدان التحرير صورة مهمة لكل البلد؟! هذا سؤال مهم أرجو العودة إليه فى وقت لاحق إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكباش الأربعة ولماذا تخسر الحكومة مجانا الكباش الأربعة ولماذا تخسر الحكومة مجانا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon