توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيديوهات اليوتيوب الفتاكة

  مصر اليوم -

فيديوهات اليوتيوب الفتاكة

بقلم: عماد الدين حسين

فيلم فيديو قصير جدا مدته نحو أربع دقائق عن خناقة فى منتجع هايسندا بالساحل الشمالى، جدد الجدل مرة أخرى عن الأغنياء والفقراء، والتفاوت الطبقى، لكن ــ وهذا هو الأهم ــ أكد وجود سلاح فتاك اسمه «فيديوهات اليوتيوب».
طبقا للفيديو المنشور فى مواقع كثيرة، والتغطية الصحفية له، ومنها ما نشر على موقع «اليوم السابع» صباح الثلاثاء الماضى، فقد كانت هناك مشاجرة أو خناقة بين العشرات من الناس معظمهم شباب، فى القرية السياحية. الفيديو لا يكشف لنا بوضوح سبب الشجار، وإن كان هناك من قال إنه بسبب صراع على فتيات أو معاكسة لفتيات. فى الفيديو أصوات صراخ عالية، وبعض الألفاظ النابية، وفتيات فى أزياء سهرة، والبعض يبدو أنه كان مخمورا، ثم محاولة من البعض لتكسير إحدى السيارات، ذات اللون الفضى، لكن صاحبها يهرب بها داهسا فى طريقه بعض من حاول اعتراض طريقه.
الفيديو انتشر كالنار فى الهشيم، وسجل معدلات مشاهدة عالية، وكما هو متوقع فإن غالبية التعليقات انصبت على الفكرة التقليدية المتمثلة فى «الشباب الغنى الفاجر، والفتيات المنحلات السكيرات اللاتى يلبسن ملابس خارجة جدا، فى حين أن الفقراء وهم غالبية الشعب لا يملكون شيئا». ومطالبات من بعض المعلقين للدولة وللأجهزة الأمنية بالتدخل، لكى توقف هذه الممارسات، التى زادت عن حدها.
الملاحظة المبدئية أن الخناقة من وجهة نظرى عادية جدا جدا، وتحدث مئات المرات كل يوم فى العديد من ربوع المحروسة، خصوصا فى الفنادق والكافيتريات، شباب مبسوط أو سكران أو غنى أو طائش يتشاجر بسبب فتاة أو محاولة إظهار القوة والهيمنة والسيطرة والنفوذ. وهى المشاجرات التى نسمع فيها عبارات من عينة: «انت مش عارف بتكلم مين؟» أو «انت مش عارف انا ابن مين؟»!!.
الفارق الوحيد أن المشاجرة أو الخناقة حدثت فى القرية السياحية الأكثر شهرة «هايسندا»، ولو جرت فى أى مكان من تلك الأماكن التى تحدث فيها يوميا، ما تحدث عنها أحد، أو قام بوضعها على اليوتيوب و«تشييرها» بهذا الشكل المحموم.
جزء كبير من الشباب صار للأسف منفلتا وجزء لا بأس منه من الفتيات صرن متحررات وجريئات أكثر مما ينبغى. هذا الأمر نراه فى أماكن كثيرة، لكن حينما يقع فى هايسندا أو مارينا أو الجونة أو الأماكن والشواطئ والمنتجعات المصنفة بأنها تخص علية القوم، يتحول الأمر إلى «تريند وهاشتاج» كما رأينا فى الفيديو الذى عنونه كثيرون باسم «فضيحة هايسندا».
ما حدث فى هايسندا كان يحدث فى العديد من الأماكن فى الماضى، لكن لم نكن نعرف عنه، أو نشعر به أو نتأثر به، لأننا لم نكن نراه. الآن سلاح فيديوهات اليوتيوب صار فتاكا.
فى هذه المشاجرة العادية جدا ــ بمقاييس هذا الزمان ــ قام بعض الأشخاص بالضغط على زر تشغيل كاميرا فى أى محمول، وبعد دقائق قليلة تم وضع هذا الفيديو القصير على سائر وسائل التواصل الاجتماعى ومنها اليوتيوب، وبعدها تصدر الفيديو المشاهدات وغطى على الكثير من الأحداث.
مثل هذا الفيديو أو غيره من الفيديوهات صار أكثر تأثيرا من العديد من الصحف ووسائل الإعلام الموجودة بالسوق ومنها الفضائيات الكبرى. من لا يصدق عليه أن يقارن بين إجمالى ما توزعه الصحف المصرية اليومية مجتمعة، وبين من يشاهدون فيديو قصيرا جدا، يضعه بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعى.
أنا هنا لا أحكم على مدى دقة ومصداقية وصحة هذه الفيديوهات، أو حتى مدى مطابقتها لقواعد مهنة الإعلام وآدابها، لكن ما أقصده هو ؟؟؟؟؟؟؟ والانتشار والتأثير.
بعض هذه الفيديوهات يكون مدفوعا وممولا من الخارج لمهاجمة الحكومة ورموزها، أو مصنوعا وموجها لإعادة تشكيل الرأى العام. لكن ما أقصده فى كل ما سبق هو الانتشار والتأثير الذى صارت تحظى به بعض هذه الفيديوهات.
شاهدنا فيديوهات كثيرة فى السنوات الماضية تسببت فى إقالة مسئولين كبار أو تغيير دفة النقاش وحسمها فى اتجاه معين.
وبالتالى صار مهما أن ندرك حجم وأهمية وخطورة سلاح فيديوهات اليوتيوب، وبقية وسائل التواصل الاجتماعى، خصوصا أنها تصل بصورة عشوائية إلى طبقات وفئات قد لا تملك الوعى الكافى لفهم حقيقة ما يحدث فى المجتمع والمنطقة. وبالتالى فأحد الحلول الحقيقية أن يكون لدينا إعلام متنوع وحر ــ فى إطار القانون والدستور ــ يستطيع أن يقدم أكبر قدر ممكن من وجهات النظر «التى لا تشمل بالطبع الإرهابيين»، حتى يقطع الطريق على الإشاعات الممنهجة والاستهداف اليومى من قبل أى جهة أو جماعة أو دولة!!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيديوهات اليوتيوب الفتاكة فيديوهات اليوتيوب الفتاكة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon