توقيت القاهرة المحلي 09:25:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تأخرنا فى إعلان الخطوط الحمراء؟

  مصر اليوم -

هل تأخرنا فى إعلان الخطوط الحمراء

بقلم: عماد الدين حسين

هل تأخرت مصر فى إعلان خطوطها الحمراء فى ليبيا؟!
هذا سؤال جدلى، وإجابته ستكون حسب الموقف والزاوية والرؤية التى ينطلق منها كل شخص، ومدى إلمامه بالمعلومات والبيانات الصحيحة، ومدى فهمه لتعقيدات وتشابكات المواقف دوليا وإقليميا فيما يخص الأزمة الليبية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تفقد قوات المنطقة العسكرية الغربية فى سيدى برانى بمحافظة مرسى مطروح صباح السبت الماضى، ومن هناك أعلن خطوط مصر الحمراء فيما يتعلق بالأزمة الليبية وأهمها ألا تتجاوز قوات الميليشيات المدعومة من تركيا سرت أو الجفرة، وإلا فسوف تتدخل القوات المسلحة المصرية، والتى طلب منها الرئيس أن تكون جاهزة لحماية الأمن القومى المصرى داخل الحدود وخارجها.
هناك فريق يرى أن مصر تأخرت كثيرا فى إعلان هذا الخط الأحمر، وأنه كان حريا بها أن تفعل ذلك منذ زمن، بل أن هذا الفريق يقول إن مصر كان عليها أن تحتل ليبيا بالكامل أو تفرض حكومة موالية لها هناك حتى لا نصل إلى هذا الموقف الصعب وهو سيطرة مجموعة من الميليشيات المتطرفة على الحكومة الموجودة فى طرابلس.
لا أؤيد هذا الرأى، وتعالوا نتخيل السيناريو العكسى، أى أن تفعل مصر مثلما فعلت تركيا، وترسل قوات وأسلحة ومعدات وجنودا.
لو أن مصر فعلت ذلك فى ظل التوازنات الدولية والإقليمية الراهنة، لكان تم تصنيفها باعتبارها قوة عدوان واحتلال، وأنها تعادى كل قرارات الشرعية الدولية.
ثم إن الأمم المتحدة ماتزال تعترف بحكومة السراج، لأنها ناتجة عن اتفاق الصخيرات المدعوم دوليا. للأسف لم يتم تنفيذ الاتفاق خصوصا فيما يخص تفكيك الميليشيات، وتشكيل مجلس رئاسى يعبر عن كل المكونات الليبية وإشراك مجلس النواب فى العملية السياسية. وللأسف أكثر فإن قوى دولية كثيرة ماتزال تدعم حكومة الوفاق لأسباب متباينة ومنها إيطاليا وألمانيا وتونس والجزائر والمغرب إضافة إلى قطر والاحتلال التركى المباشر. وعلينا ألا ننسى أن تركيا لم تدخل ليبيا إلا بموافقة أمريكية، تتضح لنا هذه الأيام شيئا فشيئا.
لو دخلت مصر بالطريقة التى كان يتصورها المتحمسون، لربما جرى توريطها وإظهارها بمظهر الدولة المعتدية. لكن الذى حدث هو العكس. ظلت مصر تتأنى فى قرارها. كانت تدعم الجيش الوطنى بصورة واضحة، لكن بصورة تراعى التوازنات الكثيرة ولا تتسبب لها فى غضب دولى واسع.
لكن بعد التدخل التركى الفج والانسحاب الروسى من دعم الجيش الوطنى، تمكنت حكومة الميليشيات من تحقيق نجاحات ميدانية متوالية، وسيطرت على كامل مدن الغرب الليبى خصوصا ترهونة، ثم تمكنت من فك حصار الجيش الوطنى لطرابلس، بل وزحفت باتجاه السيطرة على سرت.
هذا التطور قلب كل الموازين، وصارت تركيا فى نظر غالبية العالم دولة معتدية، وتتحدى الشرعية الدولية التى تحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، بل أكثر دخلت فى اشتباك بحرى مع قوة فرنسية، كانت تراقب حظر تصدير الأسلحة فى إطار قوة إيرينى التابعة للاتحاد الأوروبى.
طبعا هناك قوى دولية وإقليمية تؤيد تركيا فى أطماعها الليبية، لأسباب متباينة، لكن الرد المصرى الآن يمكن تصنيفه فى إطار الدفاع عن النفس، خصوصا أن التهديدات تقترب أكثر فأكثر من حدودها. ثم إن مغامرة مصر بالتدخل قبل ذلك، كان يمكن أن تؤدى إلى مشاكل كثيرة لمصر مع جزء من الشعب الليبى تم تضليله بصورة أو بأخرى.
من أجل كل ذلك ينبغى النظر للخطوة المصرية فى إطار الظروف المحيطة كلها، وليس بالمنطق الحماسى، الذى يتحدث به بعض أبناء البلد «على المصاطب»!
نحن لسنا بمفردنا فى العالم حتى نتدخل هنا اليوم وهناك غدا. لابد من حساب كل خطوة بمنتهى الدقة، حتى لا نتورط وبعدها نندم. وتذكروا أن الذين ورطوا جمال عبدالناصر فى أكثر من موقف فى الستينيات خصوصا فى حرب ٦٧ هم أول من لاموه حينما وقعت الواقعة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تأخرنا فى إعلان الخطوط الحمراء هل تأخرنا فى إعلان الخطوط الحمراء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon